عندما اقتحم جنود
الاحتلال، المُتحف، في نيسان مثل هذا، تعاملوا مع الموقع الذي حولوه مهجعًا لهم،
طيلة فترة حصار كنيسة المهد، بـ "احترام".
الذين سرقوا المنازل
والمكاتب ودور العبادة التي دنسوها، وحمّلوا الحواسيب، والملفات، تركوا الأموال
القليلة الخاصة بالمتحف في الجرار مكانها،
والذين حطموا أثاث الأمكنة
التي امتهنوها، وتركوا الجرحى يموتون في الشوارع، ولم يسمحوا للإسعاف بالوصول
إليها، حافظوا على مقتنيات المتحف،
والذين حوّلوا ياسر
عرفات لاحقًا إلى شهيد، اكتفوا خلال اغتصابهم للمتحف، بقلب صورته المعلقة على
الجدار، لم يريدوه شاهدًا.
والذين حفّروا
الشوارع، تركوا الدرج المؤدي إلى زقاق المتحف كما هو، والذين صبغوا الشوارع بدماء
الأبرياء، لم يتركوا نقطة دم واحدة أمام المتحف،
والذين تركوا فضلاتهم
في الأماكن المقتحمة، نظفوا المتحف قبل أن يغادروه بعد خمسين يومًا من
الحصار-تتذكر التي سماها والدها تيمنا بزبيدة ثروت-باستغراب بعد 15 عامًا.
من يصدق؟ هل فعلاً
مرت كل هذه الأعوام؟ أم أن الزمن لم يبارح زمنه..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق