أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 28 نوفمبر 2021

الشيخ عباس..!


 


الشيخ عبّاس النمر، مؤرخ فلسطيني نشط، يعتمد على الشهادات الشفوية، والبحث الميداني والوثائق. أرخ لعشرات القرى الفلسطينية المدمرة في الأراضي المحتلة عام 1948.

ابن دير الشيخ المهجرة، رحل اليوم. الشيخ المبتسم، الذي يمدّ الجسور، وداعًا.

#دير_أيوب

#الشيخ_عباس_النمر

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

موسكو تعرف الدموع..!


عرفت العزيز نضال الحايك (يمين الصورة)، قارئًا محترفًا، متابعًا، له نسب إبداعي، في خالتيه ليلى وإيفلين الأطرش. احترمت فيه عقلانية من يدير عملاً ناجحًا، والتي انعكست على تقييمه لما يقرأه.

 لم أكن أعلم، أنه يخفي، بقصدٍ، كاتبًا، لم يكن مستعجلاً الإفصاح عنه، حتى قد نفسه أديبًا من خلال رواية (من بيت لحم إلى موسكو) الصادرة حديثًا في عمّان. ولن تكون بيضة ديك، فالمطابع تستعد لطباعة مجموعتين قصصيتين له.

في روايته، التي سيستنتج القارئ إذا رغب، أنها مبنية على سيرته، الكثير من غير المتوقع من هذا النوع من السير الطلابية، فلا سياسة، ولا أفكار أيديولوجية عاصفة. إنها عن أشد هويات النًاس، التي تجعل منهم بشرًا، هي رواية عن الحب.

تخلص نضال من كثير من عادات الروائيين، أمثالي، كالثرثرة، ودس الأنف، في التفاصيل، والسرد، والبدايات، والنهايات.

أحتفي، بشدة، برواية الصديق نضال. كنت أنتظر رواية عن تجربة طالب في موسكو، من الشاعر نادر دكرت، الذي يظهر، في يسار الصورة، بشاربه الستاليني الكلاسيكي المحدث، التي يكتبها منذ سنوات، وأخر حديث جدي عنها بيننا، كان في العشرين من تموز الماضي. ولكن نادر منشغل أكثر في قرض الشعر عن البروليتاريين.

في ثمانينات القرن الماضي، اشتهر فيلم سوفيتي بعنوان (موسكو لا تعرف الدموع)، ولكن في رواية نضال، فإن دموع موسكو، سهلة وسخية.

#نضال_الحايك

#من_بيت_لحم_إلى_موسكو

#نادر_دكرت

#موسكو_لا_تعرف_الدموع

 

الاثنين، 22 نوفمبر 2021

إصبع عوج بن عناق..!



(أساطير الأولين في فلسطين)

يبدو الوصف التوراتي لعوج بن عناق، إلى أبعد حدود الفانتازيا الأدبية، عن من يضع يده في الماء، فيلتقط، بكل بساطة، حوتًا، ويرفع ليشويه في الشمس، ويزدرده، ثم يعترض أية غيمة مارة، فيعصرها ليبل ريقه، ويهضم ما أكله، أو ربّما الأصح ما ابتلعه.

حكاية عوج بن عناق فيها تفاصيل عديدة، يمكن للمهتم أن يبحث عنها، بطريقته، في الكتب المقدسة (العهد القديم، مثلًا) وتفاسيرها (تفسير القرطبي للقرآن الكريم، مثلًا)

عوج هو واحد من القوم الجبارين، الذين طالما افتخر بهم الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي اختط تأويلًا خاصًا لآيات قرآنية، استجابة لتحدي واقع الاستعمار الإسرائيلي، لا شك أنه (التأويل) مثير للجدلـ لا أعرف إذا كان يشير إلى ضعف فهم الرئيس الراحل، للقرآن الكريم، أم أنّه فقط استجابة العقل العرفاني العربي لتحديات استعمار حديث، مدعوم من أكبر إمبريالية في التاريخ؟

في منطقة المسكوبية في القدس، عثر في عام 1871م، على عمود حجري مثير، طوله نحو 12 مترًا، ومتوسط قطره 1.75 مترًا، ويقدر وزنه بنحو ستين طنًا، ولم يكن بالنسبة لعلم الآثار التوراتي سوى إصبع العملاق عوج، ملك باشان.

من كشف عن هذا العمود هم المقاولون الروس، ويقع الآن قبالة كنيسة الثالوث الأقدس، وعندما ظهرت دلائل على وجود آثار في الموقع، حُفرت ثلاثة خنادق، مما أتاح تقدير الأبعاد الهائلة للعمود غير المكتمل، والذي لا يزال يقع في قاع المحجر الذي قطع منه.

ذكر العمود الدبلوماسي والأثري والمستشرق الفرنسي تشارلز كليرمون جنو (19 فبراير 1846 - 15 فبراير، 1923)، والذي يعتبر من أبرز علماء الآثار الذين اختصوا بأرض فلسطين في القرن التاسع عشر.

افترض كليرمون-جنو، المشبع بالفهم التوراتي لتاريخ فلسطين بناءً على أبعاد العمود، أنه حفر، ليكون بمثابة حج في الهيكل الثاني في زمن هيرودس، وأنه بقي في المحجر لأنّه تضرر أثناء العمل به. استند في تقييمه إلى وصف الهيكل من قبل يوسف بن متتياهو.

الأمر كان منطقيًا أكثر لدى عالم الآثار الإسرائيلي يورام تسافرير، الذي اقترح أن الهدف من نحت العمود، للاستخدام في بناء كنيسة نيا البيزنطية، التي يقسمها الآن آخر سور للقدس الذي بناه العثمانيون، وتظهر في خارطة مادبا الفسيفسائية، وهذا التأويل يتناسب مع تخصص تسافرير، في التأثير البيزنطي على المعابد القديمة، والديموغرافيا لفلسطين في الفترة البيزنطية.

يعتقد تسافرير، حدوث تصدع أثناء العمل، وهذا ما يرجح ترك العمود، في موقعه الحالي، ودعم تأويله بوجود مقلع قديم في الموقع من فترة الهيكل الثاني، والمقصود بالطبع الفترة الرومانية المبكرة في فلسطين.

ليس "إصبع عوج" هذا فريدًا، ففي القدس، عثر على عمودين شبيهين إلى الغرب منه، في حي محانيه يهودا، ولكنهما أُخفيا تحت البناء الحضري في المدينة.

في داخل معتقل المسكوبية، يقبع الأسرى الذين افترض عرفات أنهم من جماعة عوج بن عناق الجباري، ولكنهم ضعفاء يتعرضون للتعذيب وأحيانًا للقتل، بينما إصبع "جدهم" يتمدد خارجًا محافظًا عليه.

في سِفر العدد تفاصيل بالأسماء والوقائع، وفي سورة المائدة، وصف لدخول بني إسرائيل، فلسطين، والنقاش بين موسى ورفاقه، بعد تحذيرهم من القوم الجبارين، وحسم الجدل من قبل الجاسوسيين الذين دخلا فلسطين:

-يوشع بن نون، الذي سينظر إليه كنبي مبجل، في التراث الإسلامي، وستبنى له المقامات على ضفتي نهر الأردن، وقرى تحمل اسمه، منها قرية أشوع، غرب القدس، التي تحوّل أهلها إلى لاجئين منذ النكبة.

-كالب بن يفنه، المخلد في تراث الفلّاحين الفلسطينيّين، في عين أبو كليبة في قرية نحالين، ولن يجد مستوطنو مجمع عتصيون الاستيطاني، جنوب القدس، الذين سيطروا على العين، بقوة الحديد والنار، صعوبة في نسبتها إلى كالب بن يفنه، معتقدين أن تراث الفلّاحين الفلسطينيّين الطويل المتوارث، والذين غيروا دينهم عدة مرات، حفظوا اسم الجاسوس المقدس، رغم تصحيفه الخفيف.

وفي "رأس العد" في وادي البيار، من حيث شُقت قوات لتشرب القدس، تعاني عائلة أبو شما  من قرية الخضر من العدوان الاستيطاني الذي يروج الموقع باعتباره المكان الذي عثر فيه يوشع وكالب على قطف عنب ضخم، فعلقاه على عصا، وحملاه على كتفيهما، ومن هذا التخيّل، اشتق شعار السياحة الإسرائيلية.

أكد الجاسوسان، أن لفئة مؤمنة قليلة، التغلب، بدعم من الرب، على فئة معادية حتّى لو كانت من طويلي الأعناق الجبارين، أحفاد عناق، ابنة آدم التي ألصقت بها عدة أوصاف، أجل عن ذكرها هنا.

تفصيل من سورة المائدة: "أ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23). وفي تفسير الطبري، أكثر من تفاصيل.

"يا ناصر السبعة على السبعين"-تصبح قانوناً، وشعرًا شعبويًا.

سيتحقق النصر الإسلامي الأوَّل، من قبل الفئة القليلة العدد، المؤيدة من الله، على الفئة المكية الكافرة الكثيرة العدد والعتاد، في شهر آذار 624م، في معركة بدر.

واضح أن القرآن الكريم، لا يتعاطف مع القوم الجبارين، هذا الوصف تعويض تأويلي ديني مناسب للمهزومين، متبنى من عرفات؛ رمز لحركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة، استخدمه، على الأرجح، في أفولها.

سيتغلب النبي موسى، على عوج من القوم الجبارين، في حكاية عجائبية هي الأخرى، ولكنّها مباركة.

لماذا يجب على الفلسطينيّين، أن ينتسبوا للقوم الجبارين، أو القوم الذين وعدهم الله، بالأرض المقدسة؟

فلسطين في القرآن هي: "وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا التي بَارَكْنَا فِيهَا"- سورة الأعراف: 137.

"كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ"-سورة الشعراء: 59

"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ"-سورة القصص: 5

يتبنى عرفات تأويلًا، للآية التي تتحدث عن بني إسرائيل، قاصدًا الشعب الفلسطيني، ولم يكن يخلو خطابًا له، في سنواته الأخيرة من ترداده لهذه الآية.

#العهد_القديم

#القرآن_الكريم

#يوشع_بن_نون

#كالب_بن_يفنه

#عوج_بن_عناق

#القدس

#المسكوبية

#ياسر_عرفات

#تفسير_القرطبي

 

 

الأحد، 21 نوفمبر 2021

الشهيدة هنريت..تمار جديدة..!


 


بالحكم على والد هنريت قرا، وإدانته بطعنها حتى الموت قبل ثلاث أو أربع سنوات، لعلاقتها بشاب من غير دينها، يسدل الستار على ذكر واحدة من شهيدات الحب في فلسطين، ولا يتوقع أن يتذكرها، في مقبل الأيّام، أحد. فطالبة الثانوية العامة، التي طعنت بعد تخرجها، لم تعش لتدرك تعقيدات القبائل في فلسطين، اعتقدت أن الحب يمكن أن يكون طوق نجاة. لن يكون لها بواكي، ولا فصائل تتبناها، وتصدر بيانات، وملصقات باسمها.

لم يكن والد هنريت، مجرمًا، بل أن من عرفه أسبغ عليه صفات الطيبة، ولكنّه كان سجينًا لنسخته من الدين، التي تحولت إلى هوية وحيدة أو كادت.

من خلال أي قراءة سريعة لرسائل بولس الرسول، لن نجد أي مانع من زواج مسيحية من غير دينها، وفي الدين الإسلامي، سنعثر على تأويلات تسمح بزواج المسلمة من غير المسلم.

المسألة ليست لها علاقة بالدين فقط، الطوائف في فلسطين، هي تشكيلات قبلية، حتى سنوات قريبة كانت تحرم الزواج فيما بينها. المجتمع الفلسطيني يقبل أن تتزوج مسلمة أو مسيحية من أجنبي من غير دينها، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالرجال. المشكلة إذا كان الشريك أو الشريكة من فلسطين.

ليست الشهيدة هنريت، إلَّا تمار جديدة في رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، التي واجهت، قبل ثلاثة آلاف عام غضب السماء والأرض لأنّها، وهي الكنعانية، تزوجت إسرائيليّ.

كيف يمكن لشخص عادي، غير متطرف، مثل والد هنريت، ارتكاب جريمة قتل فلذة كبده؟

ما الذي يجعل مسلسل قتل النساء يستمر منذ ثلاثة آلاف عام؟

أي ذنب يمكن أن ترتكبه ابنة الثانوية العام، لتعدم؟ وفي قوانين أي مجتمع، أو أي دين؟

ربّما لو منحها قليلًا من شهور، لغيرت رأيها، ولكنّه، قرر بولاء القبيلة، التي اعتقد أنه لن يستطع فتح عينيه أمامها، إعدامها. لكنّه استمر في إغلاق عينيه بعد الإعدام، وظهر في المحكمة يغطي، ليس فقط العينين، ولكن الوجه كاملًا بقميصه.

والد هنريت، مثل معظم رجال فلسطين، ونسائها عام 2021م، أحادي الهوية، التي ترسخت أكثر مع الصحوة-الردة الوهابية. من المؤسف أن من يمكن أن يضطلعوا بالأدوار الثورية، كطلبة الجامعات، ليسوا، في أفكارهم، أقل تخلفًا من مجتمعهم.

قد يكون لافتًا أن والد هنريت ينتمي للمجموعة المسيحية، التي تعيش في الأراضي المحتلة عام 1948، وهي الأكثر نموًا في الشرق الأوسط، من حيث العدد، والتعليم، والثقافة، ومستوى دخل الفرد.

أسعد دائمًا بأصدقاء، وصديقات، انتصروا لأنفسهم، ولأبنائهم وبناتهم، ونجوا من الأُحاديات القاتلة، بقدري مقتي لمعارف كثر، تغطيهم قشور المدنية، ولا أعرف كيف يمكن لواحدهم، عندما ينظر في المرآة أن يحترم نفسه، وهو يفرز الناس، نسبة لأديانهم، وقبائلهم.

لا جديد في الشرق، الذي لن يتزحزح.

#هنريت_قرا

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

السبت، 20 نوفمبر 2021

نبش في حقول المسكوت/بهاء رحّال


 


رواية على قدر كبير من الجمال، والنبش في حقول المسكوت عنه في التاريخ، والدخول إلى عوالم النفس البشرية، وفيها معنى ومغزى ولها هوية المكان والزمان، غير أنها تأتي في وقت لا يزال الواقع العربي لا يحتمل هذا التجديف، لأنه منذ البداية لم يقر بغير ما يمجد وما يبجل حضوره النبيل ككائن مختلف، أو هكذا يظن، في طور محاولات عملية البقاء الهش، طالما أخذ لنفسه هذه المكانة في الجهل، فلا يعول على من قام بمنع الرواية، ويعول على قلم مسكون بالبحث والكتابة والتجديف في العمق. عمق الحقيقة وعمق الزمان، وهذا يأسر القارئ ويحاصر المانع ويمنح الرواية قيمة وقوة في الحضور.

كعادته في كل مرّة، يغرف من زاوية جديدة مختلفة عن السابق ليسلط الضوء على حكاية، وكأنه يريد أن يقول أن بلاد الشرق مليئة بالأساطير وهي كذلك، ومليئة بالخلافات والاختلافات الضاربة في القدم، وليست حديثة العهد، لكنها متجددة تحت راية الإلهة. فرب ابرام يختلف عن رب كنعان، ورب العشيرة غير رب القبيلة ورب العائلة مختلف عن رب الأسرة، ولكل الأرباب آلهة، والآلهة التي تغضب تنتقم من عبادها أشد انتقام، وأن الخطر كان في حُسن وجمال بنات كنعان على سلالة ابرام النبي الذي أنجب من نسله عشرات الأنبياء، ولم يفلح في درء خطر الكنعانيات الفارهات طولًا وجمالًا ودلالًا. وفي تصوير مهم نجد في الفصول الأولى علاقة يهوذا الذي أحب الكنعانية وتزوجها فوقع عليه غضب القبيلة، وعوقب بالنفي عن المدينة المقدسة، وعاش حياة قاسية سببها غضب الرب، وتبعه بعد ذلك ابنه البكر "عير" الذي أحب تمار الكنعانية وتزوجها، فتبع قلبه وحبه وقرر أن يعاند إرادة الرب، وقبل أن ينجب منها مرض، وعندما قدم قربانه للإله لعله يرضى ويشفى، اشتد عليه الوجع والحمى والسهر ثم مات، في شارة أنه لم يرضَ وكانت خطيئته التي لم يفعل غيرها زواجه من تمار الكنعانية.

ماذا فعلت يا أسامة؟ وأنت تعلم أن البشر يكرهون تلك المرايا التي تكشف لوثاتهم وتكشف ضلالات اعتقادهم القائم على تفسيرات خاطئة. يكرهون كل ذلك وأكثر ويتشدقون بأنهم الأخيار بلا منازل. أعرف أنك لم تشأ منازلة أحد، غير أنك كشفت بعض المستور وبعض الممنوع وبعض المختلف عليه.

#بهاء_رحّال

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

طاحونة صامدة على نهر العوجا









 

لم يتبق من قرية المحمودية المهجرة، الواقعة على نهر العوجا، سوى بضعة مبان قديمة، أشهرها ما يعرف بطاحونة أبو رباح، التي أضحت أحد مواقع الاستجمام، فيما تسميها سلطات الاحتلال "الحديقة الوطنية لنهر اليركون" وهو الاسم التوراتي لنهر العوجا، الذي ينبع من رأس العين، ويصب في بحر يافا، بطول يصل إلى 27 كلم.

يُعتقد أن أبو رباح، وهو واحد من أثرياء المنطقة، بنى طاحونته، في عام 1899م، لطحن الغلال، كالقمح، والذرة، والشعير، والبقوليات، مستفيدا من تقنية النواعير، التي تحمل المياه لتشغيل حجارة الرحى في الطاحونة.

صمد اسم أبو رباح، وما زال يستخدم حتى اليوم، من قبل دولة الاحتلال، كعنوان استراحة على نهر العوجا، بينما مُحيت قرية المحمودية، وقرى أخرى، عاشت، اقتصاديا على النهر، في عمليات التطهير العرقي، والتدمير الممنهج.

يطلق على قرية المحمودية، التي تبعد نحو 16 كلم شرق يافا، أيضا اسم المر، وهي من أوائل القرى التي استخدم فيها الإسمنت للبناء، وما زال، ما يعتقد أنه أول مبنى بالإسمنت في فلسطين، صامد على ضفاف نهر العوجا.

طاحونة أبو رباح، وهي واحدة من عدة طواحين، ما زال بقايا بعضها موجودا، على ضفاف نهر العوجا، المتعرج، أحد المعالم السياحية، المعروفة جيدا، في الداخل المحتل، وتقدم هذه الطواحين، بإعجاب، لاستخدامها القوة المائية الهيدورلكية، لتشغيلها.

عرفت قرية المحمودية، باسمها نسبة للسلطان الثاني محمود الثاني الذي تولى السلطنة ما بين (1808- 1839)، حيث أسست في حقبته.

عمل معظم سكان القرية، في الزراعة، خصوصا في زراعة الزيتون، والحمضيات، والموز، والحبوب، طهرت عرقيا من قبل العصابات الصهيونية في شهر شباط 1948م.

يقول الباحث نعيم خيط، إن الفلسطينيين، أقاموا مجموعة من الطواحين على نهر العوجا، التي كانت مثل باقي الطواحين في البلاد: "أمكنة لقاء وتبادل الأخبار الاجتماعية والزراعية وغيرها، وغنى لها المطربون".

يضيف: "تشهد المصادر التاريخية أن العوجا، كان نهرا كبيرا من حيث غزارة المياه وقوة دفعها، ولكنه تحول إلى واد بعد تحويل قسم من مياه منابعه، عند رأس العين إلى القدس منذ 1935 وجزء آخر إلى النقب بعد 1955 لصالح المشروع القطري، وعندما كانت المياه في العوجا كثيرة وقوية الجريان استغلت لبناء طواحين على مقاطع مختلفة من النهر، قريبا من المنابع وحتى المصب قريبا من البحر".

ويتابع خيط: "كان الفلاحون، ينتظرون، ساعات حتى ينهي البراك (موظف الطاحونة) كيل منتوجهم، بأسلوبه الخاص".

وهذا الأسلوب، حسب خيط: "يقول البراك: أول كيلة (صاع): بركة، والثانية: يا موفي الدين، والثالثة: القدوس، وأربع بركات، والخامسة: الخاين مات، وستي سلطانة، وسبعة مليانة، وثمانية: يلا الأمانة، والتاسعة بالبير (أجرة الطاحونة) والعاشرة للمير (ضريبة للحكومة)".

من بين الطواحين التي أقيمت على نهر العوجا، حسب خيط: طاحونة الهدار، وطاحونة الجريشة، وطاحونة المر، وطاحونة أبو رباح.

يقول خيط: "تسمى طاحونة أبو رباح، أيضا الطاحونة الوسطى، لصاحبها إبراهيم أبو رباح، الذي كانت له علاقات حسنة، مع السلطات العثمانية".

تضرب مياه نهر العوجا، مبنى طاحونة أبو رباح الحجري المهجور، بينما ينتشر حوله، المتنزهون من دولة الاحتلال، منهم من يمارس صيد الأسماك، ونشاطات ترفيهية أخرى، وهي صامدة رغم أنواء النكبات.

https://www.alhaya.ps/ar/Article/125338/%D8%B7%D8%A7%D8%AD%D9%88%D9%86%D8%A9-%D8%B5%D8%A7%D9%85%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AC%D8%A7

 

 

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

الملك والحق..!


 


كان "نصيب" يافا، من مستعمرات الهيكليين الألمان، المدعومين من العثمانيين، سارونة، في القرن التاسع عشر. سيُضطهد الهيكليون، ويُطهرون عرقيًا، قبل النكبة، وستصبح منازلهم البيضاء المنظمة، مكاتب لوزارات دولة الاحتلال الوليدة، بحقد من إمبراطورية أخرى ستغيب عنها الشمس، مثلما غابت عن العثمانيين.

حكاية سارونة، القرية الفلسطينية، وسارونا المستعمرة الألمانية، طويلة. على أحد المنازل، صمد نقش، باللغتين الألمانية والعربية، مأخوذ من سفر المزامير البديع:

 وَعِزُّ الْمَلِكِ أَنْ يُحِبَّ الْحَقَّ/ آية (مز 99: 4)

مثل جميع آيات الكتب المقدسة الإبراهيمية، تتعدد التفاسير والتأويلات، حتى يمكن أن يكون للمؤمن، نسخته الشخصية الحميمة من التفسير. النقش على المنزل العام للطائفة، الذي كانوا يجلسون فيه ويتشاورون، وربما ينتخبون. وربما هذا يفسر اختيار هذه الآية عن الملك والحق.

الملوك في الشرق، لم يحبوا الحق، ولم يحببوه لأحد. لم يهم الواحد منهم، إلّا عزّه، فمضوا قتلى، أو مقتولين.

سلّم البريطانيون، هذا المبنى، للهاجاناة، وتغير المالك وتغير الملك. الآن منازل سارونا محاطة بناطحات السحاب، وإحدى مراكز تل أبيب المزدهرة. من هو الملك المقبل؟ قد لا نعش لنعرف..!

فلسطين أرض متداولة بين الملوك..!

#الكولونيالية_الألمانية

#يافا

#تل_أبيب

#سارونا

الاثنين، 15 نوفمبر 2021

مدد رجليك شهرين/ماجدة صبحي


"جِدّ الزيتون في شهرين

وارمي الحَبّ في شهرين

ومدّد رجليك شهرين وكأنهما يومين

واجمع الكتّان في شهر

واقطف العنب في شهرين

وخزّن شهدك في شهرين

واجنِ فاكهة صيفك في شهرين"

* انشودة كنعانية كان يعلقها الكنعانيون في منازلهم كزينة وتبرك وكتقويم

#اقتباس من رواية {الإنجيل المنحول لزانية المعبد} للكاتب أسامة العيسة، والتي منعت وتم حظرها في معرض عمان الدولي لهذا العام.

#ماجدة_صبحي

#يبوسية_فلاحة

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

 

السبت، 13 نوفمبر 2021

الدُّهيشيّ/عيسى قراقع


"الدُّهيشيّ هو الذي جذب مدن العالم إلى داخل المخيم في رواية مجانين بيت لحم، للكاتب الصحفي أسامة العيسة، الكل في هذه الرواية مصاب بالدُهيشيّة، لا أحد يفلت من فلك المخيّم ودورانه وشعاعه، وهو يبحث عن النجمة".

من تعريفات الدُّهيشيّ-كتاب الدُّهيشيّ (وزارة الثقافة الفلسطينية/2021)، المهدى لمخيم الدهيشة وكل مخيم.

#عيسى_قراقع

#مجانين_بيت_لحم

#مخيم_الدهيشة

#مُنع_في_عمّان

 

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

ابن خلدون في القدس..!


 


اجتر ابن خلدون، ما ذكره سابقوه عن فلسطين، الذين اجتروا قصص الأولين عنها، وما زال كثيرون، من عرب ومسلمين، يواصلون الاجترار.

تبنى المسلمون، روايات العهد القديم، عن فلسطين، وعندما وصل الصليبيون، ساهموا في أسطرة كثير من المواقع، من بينها الحرم الإبراهيمي، عندما أعلنوا اكتشافهم لقبور العائلة الإبراهيمية، وثمة شهادات إسلامية-عربية على ذلك، مثل شهادة الهروي.

سيضيف اللاحقون، الأسطرة الصليبية، للأسطرة التوراتية، ولن يخلو الأمر من إبداع إسلامي، تمثّل بما يعرف بأدب الفضائل، التي انتشر، استجابة لتحديات الانتصار الصليبي.

التفت الشاعر أدونيس إلى هذا الأدب، ونتج عن ذلك كتابه (كونشرتو القدس).

من لم يجتر، ويريد أن يقدم جديدًا، يفتقد، عادةً، التواضع، وعادة ما يصف ما يخطه عن تاريخ فلسطين، بأنّه "التاريخ الحقيقي"، وهو تعبير غير علمي.

من الصعب لوم ابن خلدون، الذي يمكن أن يتعرض للنقد، ليس فقط لمسار حياته المهنية الميكافيلي، ولكن لأنه لم ينتبه، وهو يكتب ويحرر تاريخه، حتى قبل وفاته (حسب النسخة التي اطلع عليها طه حسين)، أن ثمة مشكلة منهجية، بين ما جاء في المقدمة وفي تطبيق المنهج على تاريخه.

إذا كان اجترار ابن خلدون، لتاريخ فلسطين، يناسب علوم زمانه، فإن الأمر الغريب، ما ذكره عن زيارته للقدس، حيث يسقط اهابه العلمي، بشكل مخجل.

يذكر كيف تبرك بزيارة المسجد الأقصى، والصلاة فيه، ولكنه، وهنا ما يستوجب الغرابة، قوله إنه تعفف عن الدخول إلى كنيسة القيامة، لسبب ديني: "لما فيها من الإشادة بتكذيب القرآن، إذ هو بناء أمم النصرانية على مكان الصليب بزعمهم، فنكرته نفسي ونكرت الدخول إليه".

أين ابن خلدون المؤرخ من هذا التصرف؟ أين منه، ممن سبقه ولم يجد، مانعًا دينيًا من زيارة كنيسة القيامة؟ هل المسألة تتعلق باعتقادات دينية؟ أم مملاة لمضيفيه في القدس؟

بعد أن أنهى زيارته للقدس، ذهب إلى الخليل ليزور قبر أبي الأنبياء، وفي طريقه عرّج إلى بيت لحم، وهذه المرة لم يمنعه اعتقاده الديني، من زيارة كنيسة المهد: "وهو بناء عظيم على موضع ميلاد المسيح، شيدت القياصرة عليه بناء بسماطين من العمد الصخور، منجدة مصطفة مرقوما على رؤوسها صور ملوك القياصرة، وتواريخ دولهم، ميسرة لمن يبتغي تحقيق نقلها بالتراجمة العارفين لأوضاعها، ولقد يشهد المصنع بعظم ملك القياصرة وضخامة دولتهم".

-الصورة باب قبلة كنيسة القيامة ركب عام 1868م

#ابن_خلدون

#بيت_لحم

#القدس

#كنيسة_القيامة

#كنيسة_المهد

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

قط بئر السبع.. قراءة مختلفة بقلم: ناجي ظاهر


 تنتسب رواية الكاتب اسامة العيسة الجديدة " قط بئر السبع"، إلى ادب السجون، ولعل تجربة كاتبها السابقة مع السجن والسجان دفعته دفعًا إلى كتابة هذه الرواية بعد عدد من الروايات التي اصدرها في السنوات الاخيرة السابقة، ربما لهذا ما ان وقعت هذه الرواية بين يدي حتى بادرت لقراءتها.

قبل تقديم قراءتي الخاصة للرواية اود التعريف بكاتبها.. اسامة العيسة، كما جاء في تظهير روايته هذه، كاتب وباحث فلسطيني من مواليد مدينة بيت لحم عام 1962. صدرت له كتب بحثية في الآثار والطبيعة الفلسطينية، إضافة الى عدد من المجموعات القصصية، والروايات هي: المسكوبية، قبلة بيت لحم الاخيرة، وردة اريحا، ومجانين بيت لحم، وقد نال لقاء هذه الرواية الاخيرة جائزة الشيخ زايد قبل عامين.

ملخص الرواية

يسعى أسامة العيسة، كما كتب ناشرها دار الهلال المصرية، في روايته هذه إلى استكشاف صفحة من تاريخ المقاومة الفلسطينية، عندما كانت في عافيتها، تفرق في النظر إلى العدو والصديق، وتحكي عن قط تسلل في سبعينيات القرن الماضي، إلى سجن بئر السبع الإسرائيليّ، الذي تحتجز فيه سلطات الاحتلال أسرى المقاومة الفلسطينية، فيتحول إلى أسير ملاحق من قبل إدارة السجن الاحتلالية. وينسج الأسرى علاقة خاصة مع هذا القط الذي يساعدهم في مقاومتهم لأساليب وإجراءات إدارة السجن، ويضطلع بدور في إضراب عن الطعام يخوضونه، مطالبين بتحسين ظروف اعتقالهم. تخطط إدارة السجن، التي ترى وجود القط في السجن خطرًا أمنيًا، للتخلص منه،.. ما يثير في هذه الرواية اننا نسمع اكثر مما نرى.. كما يفترض.

حبكة الروية.. او التسلسل المنطقي للأحداث

خلافًا للكثير مما قيل في هذه الرواية، اقول انها تفتقر إلى الحبكة الروائية المتماسكة، فهي تستعرض احداثًا سياسية ومواجهات فكرية تؤكد حركية المقاومة الفلسطيني وفي المقابل تشير بقوة إلى وجهة النظر المخالفة كلية لوجهة النظر هذه، المقصود الاسرائيلية، وبدلًا من أن يركز الكاتب على شخصية القط الذي دخل إلى السجن على حين غرة من اعين الرقباء، انصرف عنه، الامر الذي حوّل القط إلى حيلة فنية لا اكثر منه وجودًا ديناميًا فاعلًا، وجعله بالتالي لا يظهر في الرواية إلا لمامًا، وعلى فترات متباعدة، واعتقد أإن هذا جعل القط تكئة لا أكثر في استعراض احداث، نكاد نقول إن الناس في خارج السجن يعرفونها.. ربما بتفصيل اكثر لكثرة ما كتب ونشر عنها، وقد لاحظت أن شخصية الباحث تغلّبت على شخصية مؤلف الرواية في العديد من فصولها وصفحاتها، فهو يتطرّق إلى اضراب الاسرى، مثلًا، واصفًا اياه بكل ما يتصف به من آثار سلبية على ممارسيه من الاسرى، ما يجعل القارئ يشعر أنه انما يقرأ بحثًا وليس رواية، قد يقول قائل هنا.. إن العديد من الروائيين فعلوا مثل هذا في روايات كثيرة لهم، فنقول إن هذا الرأي مردود عليه فخطأ روائي لا يبرر خطأ سواه. لقد كان بإمكان مؤلف الرواية ان يبدع كتابة مميزة لو انه ركّز على القط من ناحية وعلى بقية اطراف المعادلة الروائية من ناحية اخرى.. ولم ينشغل بالمناقشات السياسية المعروفة والمكرورة حتى الملل. وقد ادى توعك الحبكة هذا إلى غياب شبه تام للتشويق الروائي الذي لا بد من لأي عمل فني يريد ان يكون وان يعيش طويلًا.

الشخصيات

من المعروف والمتفق عليه، بين الباحثين الادبين، ان هناك ملامح اساسية تتصف بها الشخصية الروائية الناجحة، لعلّ أهمها أن هذه الشخصيات تنمو وتتطوّر، وتتغير ايضًا خلال العمل الروائي ذاته، وهو ما لم يحصل في هذه الرواية، قط بئر السبع،.. الشخصيات هنا تبقى على حالها وكما هي منذ البداية حتى النهاية، الأمر الذي يجعلنا نرى فيها شخصيات سطحية وفق آراء عدد من النقاد، أمثال ادوين موير في كتابه "بناء الرواية" وعبد المحسن طه بدر في كتابه عن "تطور الرواية العربية"، ويؤدي هذا في رأينا إلى أننا نلتقي في هذا العمل شخصيات جامدة، تفتقر إلى الحياة، فنحن لا نتعرّف عليها عبر وجوديتها، وتردداتها الانسانية، وإنما نتعرّف على وجه واحد من وجوهها العديدة.. هو الوجه النضالي لبعض منها والانهزامي لبعض آخر، انها شخصيات تفقر إلى الحس الانساني ما يقربها من أن تكون شخصيات رامزة وليست رمزية، ومعروف ان الفرق بين هاتين الاثنتين واسع شاسع، ففي حين تتصف الشخصيات الرامزة إلى ما تشير إليه من دور، تتوهج الاخرى.. الرمزية.. بالحياة وتتجلّى في اضوائها الساطعة.

اسجل في نهاية هذه العجالة ملاحظة على طباعة الرواية، فقد ظهرت فيها العديد من الاخطاء الطباعية.. لعلّ ابسطها كلمة وطء في جملة" تحمل وطئ التاريخ واساطيره"، والصحيح وطء، وهناك العديد من الاخطاء الطباعية التي لا تخفى على القارئ المهتم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*صدرت هذه الرواية ضمن سلسلة روايات الهلال الشهرية، في العاصمة المصرية القاهرة في ايار 2017.

#ناجي_ظاهر

#قط_بئر_السبع

#دار_الهلال

الاثنين، 8 نوفمبر 2021

لديّ حكاياتي الشخصية مع المجانين..!


 


حوار أجراه وجيد تاجا لصحيفة الوطن العمانية.

-لم أرد أن أقدم المرضى كشخصيات تنطق بالحكمة، والمعرفة، أو أقوّلها ما أريد قوله.

-تحاكم قبلة بيت لحم الأخيرة الفلسطينية في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، كان لدينا أحلامنا، وربيعنا.

-لا قيمة لأي عمل أدبي دون تجريب. لا نريد أن نكرر أنفسنا أو نلوك ما لاكه من سبقونا.

 #مجانين_بيت_لحم

#وحيد_تاجا

#قبلة_بيت_لحم_الأخيرة

#رواية_المسكوبية

#جريدة_الوطن_العمانية

تفاصيل:

https://alwatan.com/details/443264

الأحد، 7 نوفمبر 2021

منزل على تلة مستباحة..!




 


الشيخ موَنِّس-الحياة الجديدة-أسامة العيسة-على تلة قبالة البحر الأبيض المتوسط، قريبة من نهر العوجا، الذي ينبع من رأس العين، ويصب في البحر، تتناثر أبنية جامعة تل أبيب التي انتقلت من حرمها القديم إلى هنا في ستينات القرن الماضي، لتستقر على أنقاض قرية الشيخ موَنِّس، التي تقع شمال مدينة يافا، وتعتبر واحدة من أجمل قرى عروس البحر.

ليست فقط جامعة تل أبيب من بنيت على أنقاض القرية، ولكن أيضا عدة متاحف، أكبرها وأشهرها متحف "أرض إسرائيل"، تقدم الرؤية الصهيونية لتاريخ فلسطين، ومجمعات سكنية وفنادق، قريبة من البحر، ومنشآت لتوليد الطاقة.

حافظت العصابات الصهيونية، على أحد منازل القرية، الذي يعرف الآن باسم البيت الأخضر، وهو يعود لمختار قرية الشيخ موَنِّس، إبراهيم كحيل، ولكن جامعة تل أبيب خصصته، لنادي هيئة التدريس، على اسم مرسيلو جرودون، وأَوّلت له تاريخا.

يقول المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابه: "يُدعى نادي هيئة التدريس والإدارة في جامعة تل أبيب، البيت الأخضر. وكان أصلاً بيت مختار قرية الشيخ موَنِّس، لكن لن تكون قادراً أبداً على معرفة ذلك فيما لو دعيت إلى هناك لتناول طعام العشاء، أو للمشاركة في ورشة عمل تبحث في تاريخ البلد، أو حتى في مدينة تل أبيب بالذات. وتذكر قائمة الطعام في مطعم نادي هيئة التدريس والإدارة أن المكان بُنيَ في القرن التاسع عشر، وأن مالكه كان شخصاً ثرياً يُدعى "شيخ مُونيس"- وهو شخص خيالي عديم الملامح في موضع خيالي، كما كل الناس الآخرين "عديمي الملامح" الذين كانوا يعيشون ذات مرة في القرية المدمرة الشيخ موَنِّس، التي بُنيت جامعة تل أبيب فوق أنقاضها. بكلمات أخرى: البيت الأخضر هو الصورة المصغّرة لإنكار الخطة الصهيونية الرئيسة لتطهير فلسطين عرقياً".

ولكن بيتا آخر، أقل شهرة، يقع في الحديقة الكبيرة خارج الحرم الجامعي، ما زال هو الآخر، يرمز إلى القرية المدمرة، إضافة إلى أشجار معمرة أخرى. يمر الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، والموظفون بمحاذاته، دون إعارته أي اهتمام، أو فضولا بتاريخه.

المنزل المكون من صف من غرف، يمتد سقفه ليشكل مظلة أمامه محمولة على أعمدة اسمنتية، يقابلها غرفة، لعلها استخدمت مطبخا لعائلة فلسطينية من قرية الشيخ مونس، شردت مثل باقي أهالي القرية في نيسان 1948.

يستخدم المنزل، الذي يبدو، خارج المكان المفعم بالحركة، ككنيس لطائفة يهودية من العراق، يرفعون فيه، صلواتهم إلى السماء، ولا تقلقهم بقايا ذكريات ناسه.

يطل المنزل، على الجانب الشرقي لمدينة تل أبيب، حيث تظهر العمارات الكبيرة، والمنشآت الضخمة، وكأنها غير قادرة، بتطاولها، على تحدي المنزل المنسي.

أدت خطط جامعة تل أبيب التوسعية، إلى جرف ونبش القبور في مقبرة قرية الشيخ موَنِّس، لبناء شقق طلابية، وإنشاء مجمع تجاري.

وأدى ذلك، إلى تحقيق حقد العصابات الصهيونية، ودولة الاحتلال لاحقا، على قرية الشيخ موَنِّس، وهو ما عبرت عنه مجموعة من أعضاء السلك الأكاديمي في جامعة تل أبيب، وجمعية "يتذكرون -زوخروت" إضافة إلى بعض أحفاد قرية الشيح موَنِّس، في رسالة إلى رئيس جامعة تل أبيب، يطالبون فيها بوضع لافتات توضح تاريخ القرية وحقيقة كون الجامعة مقامة على أرض القرية، التي دمرت معالمها.

جاء في الرسالة عن منزل إبراهيم كحيل، إن التعريف الجامعي لنادي هيئة التدريس، تحول إلى نادي: "يغيّب الماضي الفلسطيني"، وإن هذا التعريف، يعرض الحقائق التاريخية بشكل مشوه الأمر الذي لا يليق بمؤسسة أكاديمية.

الأمر لا يختلف، طبعا، بخصوص المنزل الذي حول إلى كنيس، وما زالت ملامحه العربية شاهدة على نمط عمراني محلي، ولم تتمكن محاولات الترميم الخجولة له، التي من الواضح أنها لم تكتمل، إلا بتأكيد هويته العمرانية، ومن بينها الجدار الحجري الذي يحيط به، وأشجار النخيل المعمرة التي زرعتها، ذات يوم، أيدي بلون التراب.

 

السبت، 6 نوفمبر 2021

ليس الأوّل...!


 


تُدمر النقوش الأثرية الفلسطينية، لعدة أسباب أهمها:

-عوامل الزمن.

-محو اسم مالك المنزل الأصلي.

-وجود رموز دينية تتناقض مع دين المالك أو المستأجر أو المستولي على المنزل.

لا يوجد سجل وطني للنقوش الأثرية، ولا تثير اهتمامًا، رغم أهميتها التاريخية، والأثرية، والاجتماعية. إنها سجل اجتماعي وسياسي وديني وثقافي لمن دبوا على أرضنا.

هذا النقش، على عتبة منزل في رام الله التحتا، دُمر، وبقي منه تاريخ البناء 1938م. شيد خلال ثورة الفلاحين. لن نعرف ماذا وثق صاحب المنزل من خلال نقش الحجر. كيف أثر الواقع السياسي والاجتماعي على مضمون النقش ولغته؟ وأسئلة أخرى كثيرة.

لماذا دُمرّ؟ ومن دمره؟ لن نعرف أبدًا، ولن يكون ذلك مهمًا. هذا النوع من التدمير يبدو مقبولاً مجتمعيا، ولا يعتبر جريمة أخلاقية مثلاً. كسرقة الآثار والتجارة غير المشروعة بها، والتي تبرر بأنها "رزقة".

#نقوش_فلسطينية

#رام_الله_التحتا

الاثنين، 1 نوفمبر 2021

أين اختفى مقعد فنان القدس العالمي؟


صمد دير مار الياس، على مشارف القدس، عدة قرون، في موقعه على طريق القدس-الخليل، التاريخية، شاهدا على التغيرات التي شهدتها المدينة المقدسة، وريف القدس.

أمام الدير، مقعد حجري أبيض مميز، على مرتفع مطل على الدير، وبرية القدس، تبرعت به ايديث زوجة الفنان العالمي وليم هولمان هانت، لتخلد ذكرى جلوس زوجها فترات طويلة في المكان الفاتن، يرسم لوحاته الزيتية مخلدا قصص القديسين والأنبياء الذين دبّوا على هذه الأَرْض، وما أكثرهم، ونقشت ايديث على المقعد، آيات مِن الكتاب المقدس بالعربية، والعبرية، والانجليزية واليونانية.

وصل هانت إلى الأراضي المقدسة عام 1854م، رسم هانت، مناظر ريفية فلسطينية، ولوحات مستوحاة مِن القصص الدينية.

جزء من نشاطه نعثر عليه في كتاب ماري إليزا روجرز المهم (الحياة في بيوت فلسطين) ويتضمن يوميات شقيقة القنصل البريطاني في حيفا، في خمسينات القرن التاسع عشر، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بترجمة جمال أبو غيدا.

في عام 1855، أنهى واحدة من أشهر أعماله التي أعطاها اسم (كبش الفداء) أو (الكبش الضال) وتصور كبشا منبوذا على شواطئ البحر الميت.

في أسواق السياحة الإسرائيلية، إعادة إنتاج دائمة للوحة كبش الفداء، تسويقا واستفادة من القوة الناعمة. يتجلى ذلك في سوق الكاردو الروماني في القدس القديمة.

توفي هانت 1902، في لندن، وبقي منه في القدس، مقعد أبيض شاغر..!!

ولكن الغريب، أنني عندما مررت على المقعد، الأسبوع الماضي، لم أجده، تبخر. من الذي أزاله، هل هي بلدية القدس الاحتلالية (وهو ما استبعده)؟ أم رهبان دير مار الياس اليونان (وهو ما أرجحه)؟

هل من يهتم بجريمة إزالة المقعد؟

#دير_مار_الياس

#شارع_القدس_الخليل

#القوة_الناعمة

#ماري_روجرز

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#جمال_أبو_الغيدا