أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 24 أبريل 2024

حكايات تتحدى النسيان بين الأجيال/ أحمد أسامة



 


الزمن.. سلاح فتاك لا يقوى شيء على مواجهته، يعبر ويمضي تاركًا خلفه حيواتنا وتفاصيلنا وأحلامنا، يظل هاجس الخلود أقوى هواجس الإنسان عبر التاريخ اعتقادًا منه أنه الوسيلة الوحيدة لكسر هيمنة الزمن، غافلًا عن أن الحكايات وحدها هي من تجسر على مجابهة الزمن وكسر سطوته، تطل برأسها عبر ثناياه غير آبهة بم يحدث، يحاول الزمن معها بشتى الطرق ويفعل أفاعيله بها، أقصى ما يمكنه فعله هو إضافة بعض التفاصيل أو حذفها، إلا أنه يفشل في محوها طالما بقي وسيط ينقلها، وليس هناك وسيط أقوى من السنة البشر.

تتلاقى الحكايات مع التاريخ لتنسج ملحمة من الصمود والمقاومة، إنها رحلة عبر أزقة القدس القديمة وحاراتها العتيقة، رحلة عبر ذاكرة شعب متجذر في أرضه، يحمل تاريخه في قلبه ويتناقله همسًا بين الأجيال.

"الحكي الشفهي" هو السلاح الذي يرفعه المؤلف في وجه النسيان، إنها قدس السبعينات التي مازالت تحتفظ ببعض من تاريخها القديم كما اعتاد عليها أهلها المقدسيون قبل النكبة، فالحكايات التي تنتقل من الجدات للأحفاد، ومن الآباء للأبناء، هي التي تحفظ تاريخ القدس وتفاصيلها الدقيقة في ذاكرة شعبها. إنها درع واقٍ يحمي المدينة المقدسة من الضياع، ويُبقي جذوتها متقدة في قلوب أبنائها.

يبرز والد البطل "أبو كافل" فهو يعي تمامًا أهمية الحكايات في حفظ تاريخ القدس وهويتها، ويحرص على تلقين ابنه "كافل" هذه الحكايات منذ نعومة أظفاره. يقص عليه حكايات الأجداد والآباء، حكايات المقاومة والصمود، حكايات الأزقة القديمة والحارات العتيقة. يروي له قصص البطولة والتضحية، قصص الحب والأمل، قصص الحزن والفقد، قصص الاحتلالات المتتالية والروايات الدينية التي اختلطت بالحكايات وتحولت إلى أساطير، كل أصحاب دين يؤولونها حسب معتقدهم كدليل إثبات أن قدسية المدينة تخصهم وحدهم، ولا يقاسمهم فيها غيرهم.

"أبو كافل" ليس مجرد أب، بل هو معلم وموجه وفدائي مناضل، يزرع في نفس ابنه حب القدس والتعلق بها. يأخذه في جولات ميدانية في أزقة القدس وحاراتها، يشير إلى البيوت القديمة ويحكي له قصص ساكنيها، يمر بالمساجد والكنائس ويحدثه عن تاريخها، يقف عند أسوار المدينة ويشرح له أهميتها.

بفضل أبيه، يتحول "كافل" إلى راوٍ لتاريخ القدس وحارس لذاكرتها، رغم تقلبات الدنيا ومرور الزمن، إلا أنه يعود في النهاية لمسقط رأسه يحاول إحياء ذاكرته وروحه، لم ينس القدس وأهلها، لم ينس خساراته الشخصية وأوجاعه، لم ينس أمه البسيطة المغدورة، لم ينس "لورا" التي أحب والتي لم تنسه أيضًا، عاد يحمل على عاتقه مسؤولية نقل الحكايات للأجيال القادمة، متمثلة في ابنه، ليضمن استمراريتها وتحديها للنسيان والزمن.

"سماء القدس السابعة" ليست مجرد عنوان، فعلى شاعريته، هي رمز للسموات السبع التي يجب أن يرتقي إليها المؤمن لبلوغ القدس السماوية. وفي الرواية، ترتقي الحكايات إلى هذه المكانة المقدسة، حاملة معها تاريخ المدينة المقدسة وحكايات أهلها المقاومين للنسيان.

رواية "سماء القدس السابعة" تذكير قوي بأهمية الحكي الشفهي في الحفاظ على الهوية والتاريخ. دعوة لاستلهام تجربة أهل القدس في المقاومة عبر الحكايات، وتذكير لنا بأننا جميعًا رواة لتاريخنا وحماة لذاكرتنا الجماعية. تقول "لور" في ثنايا خاتمة الرواية موجهة حديثها إلى "كافل":

"أُكمل دور والدك في رواية الحكايات، نروي الحكايات لنفتدي أعمارًا، كما فعلت شهرزاد، أو للمقايضة، كما كانت تفعل والدتك، بين الحكي والطعام، أو لبث الروح في الجسد والعظام، كما فعل والدك وجدي، ليرأف بهما تراب الوطن الغالي".

شكرًا أسامة العيسة على هذه التحفة والأيقونة التاريخية.. شكرًا منشورات المتوسط على هذا الإخراج الأنيق.

الاثنين، 22 أبريل 2024

"سماء القدس السابعة": تجديد الكتابة الروائية الفلسطينية



 أشهرت جائزة البوكر العربية، هذا العام، روايتين فلسطينيتين تتسمان بالتميز: "قناع بلون السماء" لباسم خندقجي، و"سماء القدس السابعة" لأسامة العيسة(*).

واجه الأول سجنه الإسرائيلي الطويل بإبداع تكشّف في ثقافة رحبة وأسلوب غير تقليدي، وأنجز الثاني عملًا "هائلًا"، أكان بصفحاته (676 صفحة)، أم بجهد بحثي ــ استقصائي جدير بصفة الندرة، يضيف إلى تاريخ الرواية الفلسطينية شكلًا غير مألوف يطرح أسئلة كثيرة على الكتابة الروائية. لكأن العيسة، الذي قدم سابقًا عملًا استُقبل بحفاوة ("مجانين بيت لحم" ـ 2015)، شاء تجديده كتابيًا شاملًا ونجح في رهانه. انتهى إلى "موسوعة مقدسية"، أو إلى موسوعة عن القدس في حاضرها وماضيها، وأبوابها وقبورها ومساجدها وكنائسها وحواريها وشوارعها وعادات أهلها وشهدائها المتوالدين من عام النكبة إلى ما تلاه من أزمنة لا ينقصها الأنين الفلسطيني ولا النكبات الجاثمة والمحتملة...
أسهمت رواية جبرا إبراهيم جبرا "صراخ في ليل طويل" (القدس، 1946)، التي طبعت بعد النكبة، في تأسيس أول رواية جادة للفلسطينيين، أمدّه غسان كنفاني في "رجال في الشمس" بمنظور جديد عنوانه: "مأساة العار في زمن الفرار"، وعاد إميل حبيبي ووسّع مداه في: "مغامرات سعيد أبي النحس المتشائل" التي ارتكنت إلى سخرية سوداء بديعة الكلام. ومع أن الرواية الفلسطينية بدت مكتفية "بهذه العلامات الثلاث". أضاف إليها حسين البرغوثي، الذي غادرنا مبكرًا، روايتيه "نهار أزرق"، و"سأكون بين اللوز" ووضع فيهما نثرًا متألقًا لا نقف على نظيره في الرواية العربية إلا صدفة.
اقترح كلٌّ من غسان، وجبرا، وإميل، العناوين الكبرى للرواية الفلسطينية المسكونة بالتأسيّ والمقاومة والمنىفى والاغتراب، وبالثقافة الروائية والعمل في اللغة، وتأمل شفيف لمعنى الوجود والاستلاب. أكّد الأول الحرية والمقاومة، واحتفى جبرا ببطولة الثقافة، وذهب إميل إلى هُجنة مبدعة، ووقع على الرواية التي يشاء.
استوعب أسامة العيسة إبداع الذين سبقوه، وعالجه بوسائل فنية خاصة به، بدءًا من زمن بالغ القدم، مرورًا بالنكبة. فكفاح فدائي بدأ هادرًا، وانتهى إلى الكساد، كما لو كان على الفلسطينيين أن يحتملوا شقاء الذين احتلوا أرضهم، ولهم جنسيات متعددة، ومهازل قيادات مشبعة بأخطاء تتاخم الفضيحة. هيمن على نصه المكتنز، إن صح القول، صوت التاريخ، إذ للرومان دورهم، وللعرب العاربة والمستعربة نصيبها، وللسيد المسيح، وعمر بن الخطاب، وجهد الأمويين، وعبث الانتداب الإنكليزي الدامي أزمنتهم "المشظاة"، فليس للقدس تاريخ بصيغة المفرد، إنما لها أقدارها التي لا يسيطر عليها أحد. انطوى تاريخها على "احتلالات" متعاقبة، وعلى جسد فلسطيني لا يكفّ عن النزيف.
أجابت رواية "سماء القدس السابعة" على سؤالين: كيف تكتب رواية مدينة تصارع فيها، منذ أزمنة عدة، المقدّس والمدنّس؟ وكيف تجعل من القدس مجازًا تاريخيًا متعدد الوجوه والأطراف، يسرد كفاح الفلسطينيين من "ما قبل النكبة إلى ما بعد الحاضر"، ويفصح عن دلالات المتعدد والتسامح والإقصاء والاستبداد، كما لو كانت القدس مرآة للطبيعة الإنسانية، بصيغة الجمع، فالطبيعة الإنسانية المفردة أسطورة المخلوقات البريئة؟
كان نجيب محفوظ قد اتخذّ من مدينة القاهرة بطلًا روائيًا وزعه على أمكنة متجاورة الأزمنة: خان الخليلي، بين القصرين، والسكرية.... شخصن فيها أحوال مدينته في النصف الأول من القرن العشرين. ارتكن العيسة إلى قدس تاريخية متعددة الأديان والثقافات، واشتق تاريخها الطويل من الأحجارالمختلفة الألوان، والقبور المتواترة، والشوارع والحارات والكنائس والمساجد، وعادات البشر، وسطوة المحتل الصهيوني، وأحوال الفلسطيني الذي يرفض الهزيمة ولا يستطيع دحرها، وحياة الذي افتدوا مدينتهم المقدسة بدماء لا تعرف الجفاف.
نى العيسة التاريخ المقدسي بمتواليات حكائية متعددة المراجع، فللحجر المقدسي ألوانه وتاريخه، وفضاء المدينة تتصادى فيه أصوات الفلسطينيين، واليهود، والأرمن، والأقباط، والمغاربة، والجيش البريطاني الذي سرق "أموال وذهب" الفلاحين خلال الثورة الكبرى في الثلاثينيات، و"أرزاق بدو بئر السبع" التي اغتصبها الجنود العثمانيون عندما دهموا مضارب البدو لتحصيل الضرائب... لكل موضوع وحَدَث وحديث حكايته، ولكل حكاية أخرى تضيئها، والمحصلة "منمنمات حكائية" تؤالف بين البشر والحجر وبين الحياة اليومية الراهنة ووقائع وطنية تمتد من زمن الأحلام إلى أزمنة الكوابيس. فالحكايات المتداخلة تعانق التاريخ وتقوم بتأويله وتنتهي إلى حزن مديد.
تأمل العيسة في منمنمات حكائية متوالدة مواضيع لا تقبل الاختزال، مراياها: أقدار القدس التي تأسىّ عليها السيد المسيح قبل أن يرى "أبناء الشهداء، أيتام الثورات المتتابعة في فلسطين"... والمأساة الفلسطينية الممثلّة بفلسطيني مهزوم يصارع هزيمة قوية البنيان، وبصهيوني تسيّد المكان لأسباب واضحة وغامضة. وهنا حكايات السجون والعشق والسياح الذين جذبهم عبق القدس، فتاهوا في جمالها الحزين.
في رواية "سماء القدس السابعة" ما يعلن عن بطولة المكان، الذي يضع البشر جانبًا، ويتابع حياة مضطربة، ويعلن أكثر عن تشاؤم الفلسطيني الذي كان مرتاحًا إلى مدينته، وغدا سجينًا بين جدرانها. تنشر نهايات فصول الرواية، وهي ستة وعشرون، ألوان التشاؤم المتعددة، كأن نقرأ في نهاية الفصل الأخير: "ما يزال سُلّم القدس الخشبي في مكان، ينظر من علٍ ويتعجب السّلم رمز الصعود، ليتحوّل لدينا إلى مهزلة تقهقر. فتعجَّبْ من مكانك القصيّ على حالنا. وحال أرضنا المقدسة...!"... "أحاول النوم، ولكنه كيف يجيء في مدينة العجائب؟ّ ص: 676"، أو أن نقرأ في بداية الفصل الواحد والعشرين: "في القدس ظهرت عائلات كثيرة تتوارث النبوّة. وفي يوم واحد قتل اليهود سبعين نبيًّا في القدس. ص227". كما نقرأ في الفصل "العشرون" صورة "اليأس المقاوم": إذا استمر التمدّد الأفقي للقبور، فإن القدس ستتحول كلها إلى مقبرة، وخصوصًا وأن هذه المقبرة تستقبل موتى يهود من مختلف أنحاء العالم..."، ويرتفع صوت الألم في جملة لاحقة: "ستذرف القدس الدموع مرات ومرّات، وكأنها ليست مدينة للسلام وإنما للقهر... القدس لم تُنه حسابها بعد مع الألم والدموع. ص: 111".
أدرج العيسة في عمله المتميّز المثير للدهشة إلى جانب حكاية القدس الكبيرة حكاية "صغرى" قوامها عائلة فلسطينية حسم مصيرها الموت قبل الأوان: الأب فدائي رحّله إلى العالم الآخر شقاؤه الممتد، والأم خنقتها هموم الحياة، والجار الذي خذله العمل الوطني وسقط في "العِنّة" وأكمله بالانتحار، وابن لقيط الذاكرة يحفظ ما يعيش يتلو على ابنه القادم آيات من جمال القدس ومصير الأبطال الخائبين. الذاكرة، لا التذكّر، هوية فلسطينية، فالذاكرة الصحيحة فعل وطني منفتح على المستقبل، والتذكّر "قراءة الفاتحة" على ما كان جميلًا وذهب. واءم الروائي المتميّز بين الحكاية المجاز والحكاية المباشرة ورسم القدس في أزمنتها المختلفة.
نقد العيسة في كتابته الوطنية المبدعة وجوه التخلّف الاجتماعي التي تستولد الهزيمة، بدءًا "بشيخ" يعهد بأحوال البشر إلى إيمان مجهول الهوية وصولًا إلى تربية ذكورية تختصر المرأة في شيء رخيص الثمن. احتفى بجغرافيا القدس، أمكنة وبشرًا وتاريخًا، مصرّحًا: أن الكتابة المبدعة فعل وطني مضيء، وأن الروائي النبيه الذاكرة يستدرك ما ينساه تجاّر السياسة وصغار الكتبة. من المحقق أن رواية العيسة عمل بارز الريادة والتجديد، وبداية كبيرة لرواية فلسطينية مختلفة، رواية واسعة المعرفة متقنة الكتابة توجع القلب وتحتفل بالذاكرة المقاومة، تبدأ من المعيش وتنتهي إليه، فلا أحد يتجوّل بصيرًا بين عيون القدس ومسامها إلا فلسطيني أدمن التجوال في مدينة عشقها. إنه الشغف الذي يحفظ صاحيًا تفاصيل الحياة، ويؤثّث الرواية الوطنية بالمعرفة والبصيرة. لكأن رواية العيسة دليل إلى ما كان مقدسيًا ولا يزال، وصوت مقاتل يحترم الشهداء، ويرجم "فدائيين زائفين" تحرّروا من حمل السلاح وانجذبوا إلى الملاهي، كما جاء في فصل من هذه الرواية. وإذ كان اللسان الإنكليزي يقول: "شاهد لندن ومُتْ"، فإن لسان أسامة يقول: "اعشق القدس تكتب لك النجاة". لذلك أوغل في وصف ملامح وجهها المرئي وتفاصيل وجوهها المحتجبة.
و"سماء القدس السابعة" مرآة تاريخ وذاكرة ومدينة ورواية مختلفة الأقلام وشعبٌ وثقافة وحيوات متعددة المآلات، ومرآة كتابة متقنة تعلمت من غيرها، وتعلِّم غيرها، وتبقى عصيةٌ على المحاكاة.

الأحد، 21 أبريل 2024

مدينة الحكايات والحجارة والنساء/ أحمد أسامة


 


«إنها حكايات يا بُنيَّ، حكايات تُؤوّل وتترى وتكبر وتصغر. القدس مدينة الحكايات التي تُؤلَّف من خيال جامح، لقد حافظت على وجودها بالحكايات، التي اختلف الناس في مراحل مختلفة على تأويلها، فشقت الصفوف، وأسالت الدماء، وفي أحيانٍ ليست قليلة كانت سبباً في تدميرها، ولكنها كانت دائماً تنهض من بين دمارها، كيف يحدث هذا؟ لا تسألني، إنه لغز هذه المدينة القَدَرِيَّة».

"القُدس، مدينة الحجارة، وتدويرها، ما تهدمه الاحتلالات تبنيه احتلالات أخرى، وتواصل المدينة القدرية رحلتها، ونظل نحن فيها، مثل هذه الحجارة، قد تهدم وتشتت، ولكنها تعود مبنية من جديد"

لم تقتنع والدتي كثيراً بكلام الوالد، وربما جعلها تخشى من المستقبل، فأنهت النقاش كحكيمة تعلم اليقين: «النضال الحقيقي ليس بزرع قنبلة يموت زارعها، وإنما بجلب قُوت العائلة، وتعليم الأولاد أحسن تعليم، إنه الصمود في الأرض، وليس في الموت عليها، فاليهود يريدوننا أمواتاً، ليأخذوا أرضنا، وعندما نموت هكذا، وبشكل عشوائي، فإننا نقدم أفضل خدمة لهم».

#أحمد_أسامة

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

السبت، 20 أبريل 2024

قلق في بلدة رطبة/ وفاء بونيف


 


بمناسبة اقتراب الإعلان عن نتائج البوكر

"دخلت من الباب، والعمل مازال جاريا لتثبيت النجمة، وبدت القدس القديمة رغم شمسها الساطعة الحارة، بلدة رطبة، تخترق الشمس جدرانها، فتنبت قلقا، مدينة تطفو على قلق، لم أشعر بهذا أنا فقط، بل تخيلت بأن اليهود المتدينون، بسوالفهم الطويلة، وأغطية رؤوسهم السوداء، ونساءهم بأرديتهن المحتشمة، وهم يسرعون إلى الحائط، ينطلقون، وهم على قلق، من أن تفوتهم نوبة بكاء، أو أن يتغير كل شئ وهم يضربون رؤوسهم في الحائط، كأن تندلع الحرب فجأة، أو أن يصحى الموتى على جبل الزيتون ورأس العمود، ويسرعوا إلى هنا، فيعرفون بأن يوم الدينونة جاء، ولا يدرون ماذا سيفعلون بنسائهم في الجانب الٱخر، حيث يصلين مراعيات الحدود التي وضعها رجالهن في الفصل بين الذكور والإناث".

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#قراءات_وفاء

#أقرأ_فلسطين

#أسامة_العيسة

الخميس، 18 أبريل 2024

موسوعة سردية لمدينة القدس!


 


"تاريخ القدس المكتوب، هو تاريخ منتصرين، سنجد الفخر، والزهو بسيول الدماء التي سُفكت في المدينة، لدى الرومان، والعرب، والصليبيين، والمماليك، والعثمانيين، وأخيرًا الإسرائيليين.

نحن أمام محاولات طويلة لإسكات صوت المهزومين، قتلى الحروب، والنساء ضحية الاغتصابات، والفلاحين الذين فقدوا أرضهم، وواجهوا الولاة، والخلفاء، والسلاطين، والكتبة، والأغوات، والبشاوات، والأرستقراطية الدينية، التي تتوارث المناصب والنفوذ والثروات.

أنا سليل عائلة من الفلاحين، أضحت فجأة من اللاجئين، بعد احتلال أرضها، وطردها من قريتها، غرب القدس. أنا أنتمي للمهزومين، أحمل حكاياتهم، وأحاول روايتها".

الحوار بالإنجليزية:

https://www.arabicfiction.org/en/node/2359

الحوار بالعربية:

https://www.arabicfiction.org/ar/node/2358

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الأربعاء، 17 أبريل 2024

من المكتبة العامة/ واجد النوباني


 


توجهت اليوم لمكتبة بلدية رام الله، وأنا سعيد جدا باشتراكي في هذه المكتبة وأنصح كل شخص بذلك فالاشتراك يقابله فقط مبلغ ٣٥ شيكل بالسنة.

أحببت أن تكون رواية سماء القدس السابعة هي أول كتاب أستعيره، وبالمناسبة الكاتب أسامة العيسة ابن بيت لحم "، هو كاتب على درجة عالية جدا ومميزة من الإبداع.

#واجد_النوباني

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الثلاثاء، 16 أبريل 2024

غُصَصٌ!



أوَّل أمس، مررت على فشك، في دكَّان خلايل اللوز. قلت له ضاحكًا:

-عاشت الذكرى!

بدا فشك، الذي يعرف كل شيء، كما يُظهِر لي، رغم فشله المتكرر في تفسير لقبه، وكيف لصق به، أنَّه لم يفهم. كان فرصتي لأشرح له، ضامنًا ضمته:

-الفيس ذكَّرني، بما كتبته عندما أفرج عنك، وقصتك مع صديقك الشهيد رائد.

مررت أمس من أمام الدكَّان، لكنّني، لم أُميِّل على فشك. فجر اليوم، اقتحم الجنود، المخيم، واعتقلوا فشك.

قدَّرت، أنَّ الاحتلال، يريد تنغيص فرحة اطلاق سراح والده، المقرَّر اليوم.

أنتظرنا الإفراج عن الأستاذ خالد، حتى الثامنة مساءً، بدلًا من إطلاق سراحه، جددوا له الاعتقال الإداري. خالد الصيفي في وضع صحي صعب في المعتقل.

التنغيص، حُوِّل إلى غُصَّة!

الصورة: فشك مخفورًا، صباح اليوم.

#خالد_الصيفي

#ميدو_الصيفي

الخميس، 11 أبريل 2024

أعياد الشرق الأوسط وقرابينها!


 


أنتمي لانتفاضة الفتية ضد كامب دفيد؛ واحدة من انتفاضات عديدة مغدورة!

لكل جيل فلسطيني ربيعه، يبذر دماءً، لأرض عطشى، لتحمَّر شقائق النعمان، وتملأ الأودية والتلال، زنابق، وأناشيد!

من يتذكَّر: مصطفى عشو، وخالد الإسلامبولي، وحبيب الشرتوني!

الثلاثاء، 9 أبريل 2024