التقيت هذه السيدة
يوم السبت 11-4-2015م، في ساحة المهد، حيث تجمع الحجاج الأقباط مبكرًا لمتابعة
انبثاق النور المقدس من كنيسة القيامة في القدس عبر شاشة كبيرة، وفرتها لهم مؤسسات
محلية.
الذي يقود مشاعر الأقباط
والقبطيات، مؤمن قبطي خفيف دم، يشرح ويوضح ويشجع عبر الميكرفون، وعندما انبثق
النور، ازداد حماسة وأمر"..الستات تزغرت"، وأصر وألح على الزغاريد.
وانطلقت الزغاريد،
وزغردت أيضا هذه السيدة، ثم سحت الدموع على وجنتيها تأثرًا كما قدرت وكما حدث
للكثيرات غيرها. سألتني وهي تحمل الشمع عن المسافة التي سيقطعها النور من القدس إلى
بيت لحم، وإذا كانت ستتجاوز ثلاث وثلاثين دقيقة أم أن النور سيصل قبل ذلك؟
قلت لها لا أعرف مع
وجود حواجز الاحتلال، ولولا هذه الحواجز لربما كانت عشر دقائق كافية لوصول النور،
تأثرت وتوترت وزادت دموعها.
قالت بان النار تكون
نورًا ولكن بعد الدقيقة الثالثة والثلاثين تصبح نارًا، تحرق من يلمسها.
قلت لها بان النار
سواء كان مقدسة أو غير مقدسة لا تتخلى عن خاصية الحرق واللذع، وان الأمر ليس له
علاقة بعدد سنوات عمر المسيح.
غدا سيتجمع الأقباط
في ساحة المهد، وسيتابعون مسيرة النور المقدس، ثم الكرنفال الشعبي الذي يعيد تأكيد
الطقوس الفلاحية في الشرق القديم، احتفاءًا بوصوله إلى مدينة المهد، وستنطلق في
سماء المدينة الزغاريد القبطية احتفاءً بالنور واستنكارا للنيران في أرض شرقنا، في
أحد أهم أعياد الربيع التي يحتفل بها الفلسطينيون منذ آلاف الأعوام، وحافظوا عليه،
مع تتالي الأديان والحضارات، فعلاً معجزة..معجزة الاستمرار وتأكيد الهوية..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق