أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

جيروم وباولا..!


يتذكر ثائر ديب، المترجم/الكاتب، الذي يمكن أن نصف منجزه بكثير من أفعال التفضيل، في كل عام شفيع المترجمين جيروم، في ذكراه التي تصادف اليوم، ويذكر ناس الفيس بوك به، كما فعل اليوم.
جيروم أنجز أعماله، بمن فيها الترجمة المعتمدة للكتاب المقدس، في بيت لحم، ودفن فيها. رسائله صدرت في مجلدين في ببيروت، ومراسلاته مع القديس أوغسطين صدرت في مجلد. قاعة التدريس الخاصة به موجودة الان ضمن حرم دير الروم، الملاصق لكنيسة المهد، وللأسف، غير متاحة للزوّار.
يشكل جيروم، باعتباره أشهر مثقف فلسطيني، كما يجب أن ينظر إليه، جزءً من القوة الناعمة المفترضة، ولكن في الأرض المحتلة، الحياة كلها أضحت افتراضية.
يأتي النّاس، من مختلف المعمورة، ليروا كيف عمل جيروم في المغر التي تحمل اسمه أسفل كنيسة المهد. غربت شموس إمبراطوريات مرت على فلسطين، وشمس جيروم ما زالت مشرقة.
فيما يلي مقطع عن جيروم، من (قُبلة بيت لحم الأخيرة). جيروم وباولا وابنتها، من شخوص الرواية:

"في مساءات بيت لحم، استمعت باولا إلى ترجمات جيروم وشروحه للكتاب المقدس، وحثته على الاستمرار. حاجج جيروم بشدة، نافياً فكرة أن آدم وحواء قد مارسا الحب في الجنّة، هل نظر لنفسه ولباولا كآدم وحواء؟، ولكن هذه المرة التقيا على الأرض وليس في أية جنّة. هل اكتفيا بالتحابب في الله؟ أم فعلا مثلي ومثل سميرة؟".

الخميس، 29 سبتمبر 2016

عشت حقائق ممتعة/مها السقا


ألف تحية لسردك السلس،
الرائع،
الحقيقي،
الممتع...من كتابٍ إلى كتاب.
 قرأت كتابك الجديد (رسول الإله إلى الحبيبة) وكأني أعيش بحقائق ممتعة مهمة.
أسامة...

ألف تحية. 

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

حفلة نواح من أجل زعيم مهزوم..!



يشهد شارع القدس-الخليل، في الخريف، تغيرات دراماتيكية، أكثر ما يشعر بها أولاد مخيم الدهيشة، الذين يجلسون على بقايا المواسير، التي كانت تنقل المياه إلى القدس، المشروع الذي أوقفته النكبة، وأوقفت أسلافهم على حد السكين، لاجئين، في بلاد الناس، وأوقفتهم النكسة على الشارع، يتسلون برشق مركبات المحتلين الجدد، بالحجارة.
ولكن ذلك الخريف، كان مختلفا، أحس الفتى، من حالة الحزن الجماعية، على رحيل الزعيم، والأب، والبطريرك. خرجت مسيرات ذكورية يتقدمها حملة الأكاليل، ولكن التعبير الأنثوي، كان عميقا وطاغيا.
تجمعت نساء المخيم، بثيابهم الفلاحية المطرزة، في الساحة المقابلة، ليدخلن في حلقة نواح، هي إلى حلقات الرقص أقرب، رقص المذبوح، من حرارة الروح.
استمرت الحلقة الدائرية، عدة أيام، يدرن فيها النساء، وهن يشهقن بالدموع، يحركن أيديهن، يلوحن بالمناديل، ويرددن منظومات الحزن الموروثة، والممتدة إلى موت أدونيس.
بعد سنوات طويلة، عندما لم أستوعب، كل هذا الحزن، لزعيم مهزوم، وضع صديقه محب الممثلات، على رأس جيش، لم يحتمل ستة أيام، وتسبب في عيشي في ظل احتلال حتى الآن، سألت والدتي عن حفلة النواح الجماعية تلك، والتي لم تتكرر لاحقًا، رغم موت زعماء، وآباء، وشهداء، فقدمت تفسيرًا:
-كنا، في الواقع، نبكي شعبنا المذبوح في أيلول الأسود...وموت ناصر كان مُشعلا..!

هذا التبرير-التفسير المتأخر، لم يكن مقنعا، لواحدٍ مثلي، خبر عائلة، ومجتمع، وأحزاب، ومدرسة، وسجن، وعمل، لا يحيا فيها الفرد إلا عبدًا للجماعة المقدسة، ولا وجود له خارجها، والتي تتلخص في النهاية، بزعيم ضرورة، أو مستبد عادل، أو بطريرك فوق مستوى المحاسبة، أو بمسيح سيأتي في أخر الزمان.

في معرض عمان الدولي للكتاب


الأحد، 25 سبتمبر 2016

اغتالوه حيًا..اغتالوه ميتًا..!


الصحافة صناعة ليس للعرب علاقة بها. من الصعب القول بوجود شيء اسمه صحافة عربية، وكل وسائل الإعلام العربية المسموعة والمرئية والمكتوبة مختلفة الاتجاهات والتمويل، تتضاءل، أمام صحيفة مثل هأرتس الإسرائيلية مثلاً.
المنشور المرفق نموذج لمنطق الصحافة الداعشية، وهو المنطق الغالب في الصحافة العربية، بغض النظر عن توجهاتها، فمحرر منشور قناة الجزيرة هذه، يعطي لنفسه الحق أن يقرر بان الأردنيين (الأردنيون جميعا بما فيهم عائلة حتر ومشايعيه) غضبوا من منشور لناهض حتر، بالطبع دون أن يكون لديه أدوات تمكنه من هذه المعرفة اليقينية. كان عليه مثلاً، حتى يمكن تصديقه، ان يقول إن قسماـ أو جزءً من الأردنيين مثلا غضبوا، أما كيف عرف بان الأردنيين جمعيا غضبوا، فهذا لا شك انه لا يدخل في صناعة الصحافة، إنما مهنة الدجالين،  المكشوف عنهم الحجاب.
ويقرر المحرر أيضًا، بدون أن يرف له جفن بان حتر نشر رسمًا يسخر فيه من الذات الإلهية، بدلاً من الإشارة إلى ان البعض رأى في الرسم سخرية، ودون الإشارة إلى ان حتر نفسه أصدر ما يوضح انه لا يسخر.
ما نشرته الجزيرة هو اغتيال اخر لحتر، ولكن هذه المرة بعد اغتياله الجسدي. لا يمكن ان تكون هذه إلا صحافة مأجورة، ممولة من حكومات، وليست مشروعا مستقلا خدماتيا لجمهور المستهدف.
منشور الجزيرة المرفق، ليس إلا نموذجا للترخصات، والنفايات التي تصب في عقول المشاهدين والقراء على مدار الساعة. والتي يمكن تتبعها حتى لدى وسائل الإعلام التي استنكرت الاغتيال.

وتتساءلون من أين يأتي الدواعش؟

السبت، 24 سبتمبر 2016

ريم بنا تغني للمعتصمين في ساحة المهد

عين سامية/فلسطين

امرأة من ذلك الزمن..!




تخرجت يسره صلاح (1923-1993م) من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1946م، ويمكن تقدير أهمية ذلك لفتاة ابنة مدينة نابلس، وابنة الشيخ المتنور عادل صلاح.
تروي صلاح، في تذكراتها التي سجلتها لبنى عبد الهادي، وصدرت عن جامعة بير زيت عام 1992، رحلتها في عالم العلم، والتربية، والثقافة.
سجلت صلاح، حضورا تربويا لافتا في المؤسسات التربوية على ضفتي الأردن، ولكن حدث ما اعتبر فاصلا بين عالمين، بالنسبة لها على الأقل، وهي هزيمة 1967، التي ضعضعتها.
خاضت صلاح، ما يشبه العصيان المدني، وتوقفت مسيرتها التربوية، وأعلنت مقاطعتها لمنتجات الاحتلال الاقتصادية، وقبلت بوظائف متواضعة، وبدا فعلا، ان حياتها توقفت عند ذلك الحزيران اللعين.
يسره صلاح من النماذج التنويرية النادرة، المستقلة عن الأحزاب، التي اتخذت موقفا، هو بالأساس موقف يتسق مع شخصيتها، وسجاياها، مثل قلة نادرة من المثقفين الحداثيين.
غادرت صلاح الدنيا عام 1993م، عام اتفاق أوسلو والتاريخ ليس بدون مغزى. مرحلة النخب الثقافية والسياسية، التي ستضطلع بأكثر فترات التاريخ الفلسطيني المعاصرة قتامة.
غادرت يسره غير نادمة على خياراتها الحياتية، والنضالية. لان حياتها بالفعل توقفت مع احتلال ما تبقى من فلسطين الانتدابية.

أتساءل أحيانا، إذا كان يوجد ليسره صلاح، وغيرها من رائدات مستقلات، أي موقع في الأدبيات الوطنية، والصحافة (مثلا ملفات في ذكراها)، وعالم النشر (إعادة نشر ترجماتها مثلا)، والرسائل الأكاديمية؟

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

جودة زرزر...!


"ولكن دور السينما هذه، لم تكن مِن حيث التجهيزات والتقنيات الفنية، متقدمة على سينما ركسي، التي بقيت دار السينما الرئيسة، حتّى بدأ الأمر يتزعزع، عندما قرر جودة زرزر، وهو صيدلي معروف في بيت لحم، افتتاح سينما حديثة وكبيرة بمقاييس تلك الأيّام، وهو ما أثار حفيظة أبو قورة، خشية مِن المنافسة الجديدة، وغير المتوقعة، ولم يعجب ذلك أبو قورة ورجاله، فهددوا زرزر، ولكن الأمور أخذت منحى آخر، عندما أصبح أبو قورة شريكا في المشروع الجديد، الذي ظهر في عام 1956 ، باسم سينما بيت لحم، حيث تمّ بناء دار سينما في بداية منطقة المدبسة، لتكون: سينما بيت لحم، بحجارتها البيضاء وواجهتها النصف دائرية، ومدخلها المهيب، كان عمري لدى افتتاحها 12 عاماً، ناداني زرزر وقال: ما دمت تدخل السينما كلّ يوم متفرجاً، فلماذا لا تأتى وتعمل معنا، ذلك أفضل لك، وهو ما كان، وأصبحت جزءاً من المشروع الجديد، الذي شكّل نقلة مهمة في جغرافية بيت لحم، على طريق الخروج مِن البلدة القديمة إلى مناطق أخرى مثل المدبسة، لقد ولدت سينما بيت لحم، كبيرة، ومتطورة، تضم 600 كرسياً، وشاشة عرض سكوب ستة أمتار، بينما كانت سينما ركسي ذات شاشة عرض حجم أربعة أمتار فقط‏".
**
الصورة عن صفحة الصديق Saed Abu Hmud، وهذا تعليقه عليها:

"جودة زرزر الذي رسم الوجه المشرق لمدينة بيت لحم بفكره الريادي في زمن الياسمين باقامة سينما بيت لحم, بعد ستين عام المدينة التي تحولت الى مكب نفايات عضوية و عقلية ليس هناك فيها أية فرصة للتفكير الا لشراء صندل نمرة 43 وكرشات عجل وربطة كماج!".

الخميس، 22 سبتمبر 2016

حرب الشهور الستة...!


بعد تسع سنوات من الاحتلال العثماني لفلسطين، الذي خلف الاحتلال المملوكي، تتوفر لنا معلومات حول الأوضاع في لواء القدس، من خلال أول تحرير للدولة العثمانية، الذي نشره الدكتوران محمد عدنان البخيت ونوفان السوارية، ولم تهتز أيدي محرر الدفتر، وهو يشير إلى القرى التي أخلاها سكانها، ومن بينها ناحية كاملة هي ناحية بني عامر، التي يذكر أسماء قراها الخالية، والتي مسحت عن وجه الأرض حتى الان.
والعديد من القرى التي كانت موجودة في القرن السادس عشر، مُسحت في قرون لاحقة، والأمثلة عديدة، والأسباب، لا شك، مقيتة.
يسمي الدفتر الذي يوثق للأعوام ١٥٢٥ – ١٥٢٨م، ١٩ قرية خالية من السكان في القدس تركها أهلها، أمّا قرية مغلس فكانت في حالة خراب، و26 قرية خالية في الخليل، ومعظم المزارع مهجورة، بالإضافة إلى أسماء قرى لم يذكرها المحرر، غابت عن الخارطة، رغم انها كانت موجودة في العهد المملوكي.
يمكن تخيل الأسباب التي أدت إلى هجر الفلاحين لقراهم، وربما أهمها الضرائب، التي لا تخطر على عقل، التي يعددها الدفتر العثماني، يضاف إليها انعدام الأمن، الذي يبدو أن الدولة العثمانية لم تتمكن من توفيره حتى بعد سنوات من الاحتلال، ففي القرن السابع عشر، يذكر السجل الشرعي، مثلا عن الفتنة التي وقعت عام 1682م، بين حلف قرية بيت نتيف وقرى العرقوب، وبين حلف مدينة الخليل وقرى جبلها والتي استمرت ستة أشهر.
نص السجل الشرعي رقم ١٨٤ حج١، ص ٤١٣ (أواخر صفر ١٠٩٣ه/١٦٨٢م)
"واشتعلت نار الفتنة والقتل والقتال بينهم وقامت الحروب على ساقها عليهم وصدر بين الفريقين وقعات عديدة وصدمات شديدة أسفرت عن عدة قتلى من الآدميين والخيول ونهب دواب وأموال وأسباب لا تدخل تحت معقول واستمرت نار الفتنة مشتعلة مدة تزيد على ستة أشهر متوالية".
فلسطين تاريخ من الاحتلالات، التي لم تر في الفلاحين سوى بقرة ضرائب حلوب، وتجنيد لحروب، نادرا ما عادوا منها سالمين..!
**
الصورة: عمال من قرية زكريا، جارة بيت نتيف، خلال الحفريات التي قادها الدكتور بلس في تل زكريا (عزيقة التوراتية) أواخر القرن التاسع عشر.

الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

السلطة والخطاب في مجتمع تحت الاحتلال..!


قد يكون من حُسن/سوء جظنا، أن فوكو، لم يدرس مجتمعاتنا، وهو يُنظّر للسلطة/القوة، التي تتبدى فيها وضوح تمفصلاتها، بشكل يمكن للمفكرين الفوكيين أن يحسدوا، "مفكرينا" الذين "يعرفون" كل شيء عن مجتمعاتنا المجهولة، لأنها توفر لهم فرص مفترضة لا يستغلونها، ليبنوا شهرة عالمية، ولكنهم كنوع من "التواضع" لا يفعلون.
كيف تتبدى سلطة الميكرفون في مهرجان العنب؟ بحيث يمكن للمتحدثين من ممثلي سلطات مختلفة كرئيس الوزراء، أو وزراء، وجمعيات، ومؤسسات، ان يقولوا أي كلام، وان تنقل وسائل الإعلام ذلك، بشكل مباشر (وتخصص لاحقا برامج، وتحبر تقارير) لجمهور يفترض أن يتابع تماما مثلما الجمهور على الكراسي، الذي ميز نفسه عن الجمهور الآخر في الأروقة.
ما هي السلطة التي يتمتع بها حامل الميكرفون، لكي ينوه بحضور قائد جهاز أمني، ليس له أية علاقة بالعنب أو الزراعة؟
ما هي سلطة الميكرفون هذه التي تشل سلطة الصحافيين، وأقصد سلطة السؤال، وتجعلهم مسرنمين، شهود زور في مسرحية كافكاوية؟
ما هي سلطة الوزير، التي تجعل تأخره عن افتتاح مناسبة ثقافية مثلاً، مقبولاً من جمهور مثقف، يفترض انه نقدي؟ ولكنه، وفق الأخ فوكو، لن يخطو نقديًا إلى الأمام، إلا بالبدء بنقد حامل الميكرفون. وليس التقاط الصور معه.
ما هي أنواع قوة السلطات التي تجعل، مؤتمرا لإعلان نصر الأسرى الثلاثة المضربين، يتحول إلى مؤتمر شكر، لأشخاص من الصعب تعدادهم، من الرئيس إلى الفنان اللبناني مارسيل خليفة؟
ما مدى معرفتنا نحن، الذين نتمتع بفضول، وبقليل من الدهشة لما نسمع ونرى، بمجتمعاتنا؟
ما هي حدود السلطة والمعرفة في مجتمع في مرحلته الأسلوية (الكولنيالية الإسرائيلية الثانية)؟
ننتظر ما سيكتبه جدعون ليفي في (هأرتس)، ونرجو أن يكتب، لنعرف تفاصيل الاتفاق الخاص بالأسرى الثلاثة. من هيئة تحرير هأرتس، عرفنا مثلا تفاصيل قضية الرفيقة القيادية عضو المجلس التشريعي، والمكتب السياسي.

لماذا يستحق من يعيشون في مجتمع استعماري (الفلسطينيون)، خطابا دونيا بما لا يقاس، نسبة لما يستحقه أفراد المجتمع المستعمر (الإسرائيليون)؟

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الكلام الأخير...!



هل يمكن ان يكون لمفكر أخلاقي مثل إداورد سعيد "كلام أخير" في الحياة، والسياسة، وفلسطين، وعرفات، وأميركا، وسلطة الأب، والزواج، والعائلة، والطالبية، والقدس...الخ
المقابلة الأخيرة لآخر الواحدين من مثقفي فلسطين القرن العشرين، مدتها تزيد عن ثلاث ساعات، وبذل مترجموها، جهودا لا يمكن أن يقدرها إلا من سيشاهد المقابلة.
سأشكر كل من: آية علي، ورهف الغامدي، وأيمن الدريس، ومهند نجار، فمشاهدة المقابلة، ستساعد بالتأكيد على "تنظيف" القذى العالق من مستنقع المشاركة في نشاطات ثقافية، بدافع الخجل، والمجاملات، في فلسطين الأسلوية.

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

عن ابن عرفة كرم الله خشمه..!


عن الرفيق منير بن عرفة، الفلسطيني حاليا، المصري ماضيا، ما غيره ساكن الديار البيتلحمية حاليا، في أكناف بيت المقدس، الذي أتى جده مع إبراهيم باشا، غازيا فلسطين الشام، وعندما تقهقر الباشا، قهقر نفسه في قسطينة المحروسة، التي أصبحت مخسوفة على يد يهود أتوا من دول بعيدة وقريبة، وأنشئوا عليها مستوطنات قطنوها، ومن بينها كريات ملاخي، على اسم الأخ أو الاخوة ملأخي (الملائكة) تكريما لملائكة لوس أنجلس التي لا يعرف عرفة لماذا تكرههم كل هذا الكره، لتدعم بالعتاد والأموال المستوطنة التي برطع فيها الإيراني موسى قصاب، الذي كتسف اسمه مراعاة لقوانين دولة الاشكناز فأصبح موشى كتساف، وولج التاريخ، ليس يصفنه الرئيس الثامن وأول رئيس مزراحي لدولة إسرائيل التي كانت مارقة وأصبحت، حتى إشعار أخر، راسخة، ولكن بصفته أول رئيس يُسجن لولوجه بسيدات اليهود المصونات العفيفات لولا الوضيع الولوج ابن الجزار الإيراني، ولم يفهم اشكناز اليهود، ان قصاب، كان في الواقع يعبر عن فخره الشرقي، برفع الرأس عاليا بطريقته التي لا يفهمها السادة الاشكناز، رضى الله عن من أراد منهم، انه (بن عرفة) قال: حدث أن عربيا كان يعمل لدى يهودي، وبعد صب عقد المنزل بالباطون، اقترح العربي، أن يُقدم اليهودي قربانا، تقربا لله، وفداء عن أولاده، وعائلته، حتى يحفظ المنزل صاغ سليم، وسط أنواء شرق المتوسط التي تتبدل فيه الدول، مثلما يبدل الخواجا شلومو، الذي أنعم وتفضل الله عليه، جوربيه.
 كلف اليهودي العربي، شراء الخروف وذبحه، وعندما هم العربي بذبح الخروف على العقد، ورأى اليهودي ينزوي، قرب فمه من رأس الخروف وأذنه اليمنى وهمس لله، معلنا انه يقدم الخروف، تضحية وتقربا لساكن السموات السبع، عنه وعن أولاده وعن والديه الميتين، وعن أموات المسلمين من الان إلى يوم الدين، يا رب يا أمين.
وبينما هو يقرب السكين الحادة، ليجز عنق الخروف، مطمئنا لولوج رسالته السماء السابعة باطمئنان، باغته اليهودي:
-سمعتك تتمتم يا محمد، ولكن الله يعلم..!
*ماذا يعلم الله يا شلومو..!

-يعلم من دفع ثمن الأضحية..!

السبت، 17 سبتمبر 2016

أكثر من تقرير طبي عن مالك القاضي..!



بدت والدة الأسير المضرب عن الطعام مالك القاضي، متماسكة، أكثر من أي وقت مضى، وهي تقدم ما يشبه التقرير الطبي للمتضامنين مع ابنها والأسيرين محمد ومحمود البلبول.

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

مالك


ستنساك وعول الجبل على أجراف البحر الميت
سينساك البحر الميت، بحر لوط، والشيطان، والإسفلت
ستنساك سوسن جلبوع، ودم الغزال، والحنّون
ستنساك العيون، والوديان، والجبال
ستنساك الغزلان، والأيائل، والحمار الوحشي، والحمار الأنسي
ستنساك عين أيوب، والنطوف، والهوية، والحنية
ستنساك الآلهة التي تحب رائحة دم القرابين
ستنساك عشتار، وعناة، وتانيت
سينساك مردوخ، وبعل، وموت، وبوسيدون
سينساك أبناء النور وأبناء الظلام
سينساك المسيح، ومعلم الصلاح
سينساك نوح، وأخنوخ، وهارون، وموسى
سينساك أنبياء قريش، والمبشرون بالجنة، وبالنار
سينساك الأسينيون، والغنوصيون، والآريسيون
سينساك الفاتحون، والغالبون، والمهزومون، والطغاة، والغزاة
سينساك الكذابون، والصادقون، والثوريون، والممانعون، والمتهورون
سينساك العملاء، والنبلاء
ستنساك الساحة، والمسجد، والكنيسة، والمعبد
ستنساك طالبات المراييل، وراشقات الحجارة
ستنساك سِتنا البدربة، والحميدية، ونجلاء، وحلوة، وغنّامة
سينساك عصفور الشمس، والدوري، والمينا، والهدهد
ستنساك النسور، والصقور، والشواهين، والبومة البيضاء
سينساك الثعلب الأحمر، وبنات أوى، وقط الرمال
سينساك الكاذبون، والصادقون، والرماديون، والملونون
سينساك الأحرار، والعبيد
سينساك الصحافيون، والكتّاب، والهواة، والمحترفون
سينساك القيسيون، واليمنيون، والعدنانيون، والعرب العاربة، والهاربة
سينساك الشركس، والدروز، والموسويون، والمحمديون، والعيسويون
ستنساك الأرمينيات، والسريانيات، والفلاحات، والقُدسيات، والتعمريات، ونوريات باب حطة
ستنساك مخابرات دول الطوق، ستنساك الكنانة الكبرى، وعابرة الأردن الصغرى
ستنساك نساء زمن بيت لحم الليبرالي، وبدويات زمنها الحالي
ستنساك أمهات المؤمنين، ونساء الكفار، وحرائر بني أمية، وسبايا الشام
ستنساك مَن كانت تسمى فلسطين، ومَن ستحمل اسم عابرها الجديد
سينساك الأصدقاء، والأعداء، والأشقاء، والأتراب
سينساك المطبعون، والمطبلون، والهتافون
سينساك شحاذ جبع، وأمناء الأحزاب، وأعضاء المكاتب السياسية
سينساك الروم، والفرس، والانجلو سكسون
سينساك دود الأرض، وستنساك الشجرة التي كنت سمادها
سأنساك أنا
أنت فقط من لن تنسى أنك قلتها لا..لا..لا حرة لا نهائية في كون لا متناهي

مالك حر، وحر، وحر..!

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

بسكويت المجانين/بدرية عبد الرحمن


استغرقت وقتا طويلا لقراءة هذه الرائعة، لأنها من النوع الذي مثل علبة البسكويت، تأكل منه قليلا قليلا حتى لا ينتهي...

حجم الألم ودقة التفاصيل بالإضافة إلى كون القصص مروية عن أصحابها الحقيقيين يجعل منها نادر.

الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

كيف أصبحت حمارًا دون أن أدري..!




















لطالما احترمت الحمير، وما زلت. في منتصف التسعينات، طفت في عدة قرى، لأكتب عن الأهمية الإستراتيجية للحمار الفلسطيني، واقترحت على شلة الساحة، أن يتخذوا (الحمير) اسما لهم، ولكنهم استنكروا الأمر ولم يقبلوا حتى بالأرانب اسما لهم.
وقبل سنوات، انطلقت مع الرئيس الأبدي لجمعية الرفق بالحيوانات، لنستقبل لوسي التي دفعتها الحمية لتأتي، من الإمبراطورية التي كانت عظمى عندما احتلتنا، إلى الأراضي المقدسة في مهمة صليبية سلمية جديدة ولكن هذه المرة لحماية حميرها، فأسست جمعية مع إسرائيليين (من اليهود والعرب حاملي الجنسية الإسرائيلية)، تلقت دعمًا من المانحين الذين اقتنعوا انه ليس فقط الشعب المحتل يحتاج إلى دعم ليتحمل الاحتلال، ولكن أيضا حميره، وبفضل لوسي وطاقمها، كان يمكن أن نقف على الممارسات التي يتركها الفلاحون الفلسطينيون بحق حميرهم.
الصديق اهتم أكثر بلوسي، وأصابته الغيرة وهو تحتضن الحمير، وتضمهم لصدرها، فتقدم منها، ووضع يده ببراءة على كتفيها، وطلب مني تصويرهما، وهو يتغزل بها. وطلب مني وهو يشير بخبث بعينيه ان احذوا حذوه، ليصورنا، ولكنني رفضت خشية الوقوع في فخ التطبيع على كتف الرفيقة لوسي، ومنذ ذلك الحين بدأت أناديه بالرفيق حمار، بدلا من الرفيق أخنوخ.
وتلقى الرفيق حمار، دعما هو الآخر لكن هذه المرة من أجل الحمير التي تعيش في الأراضي المحتلة عام 1967، فوضعها أسوا بما لا يقاس من حمير اليهود المحتلين الأرض والبشر والحيوانات، ولطالما طلب مني تصويره، خلال جولاتنا وهي يضع لجام على حمار نلقاه صدفة، من أجل الشفافية، ولتوثيق أن الأموال تذهب في طريقها الصحيح.
ولاحقا، انقلب رفاق لوسي عليها، واستلوا على جمعيتها، فحزن عليها الرفيق حمار حزنا يقال بأنه كان شديدًا، فأسست جمعية أخرى لحمير الأراضي المقدسة. أمّا أنا فتهت فخرًا في نفسي لأنني قاومت إغراء التطبيع معها.
كل هذه المقدمة المبتسرة، خشية الإطالة، هدفها فقط إبعاد أي شبهة عنصرية من قبلي ضد الحمير، بل أن لدي مواقف مبدئية ضد التشبيهات التي يحلو لبني البشر إطلاقها على الحيوانات، ولكن يحدث أحيانا للمرء، أن يخرق المباديء، كما حصل معي قبل أكثر من عام.
في المحكمة الشرعية، في إحدى المدن، وفي إحدى الدول التي لا تظهر على الخارطة، قدمت ورقة للحاجب أبو ماهر ليدخلها إلى القاضي ليختمها، ولكنه عاد مبتهجا مؤكدا بان الورقة يجب أن تكون ممهورة بتوقيع رئيس البلدية وليس مدير المخيم، وعندما حاولت أن اشرح له الفرق بين البلدية والمخيم، لم يفهم، ففهمت بأنه (مجرد حمار)، ولمت نفسي لاحقا على هذا التشبيه، وان أتقهقر مهزوما.
وبعد أشهر رأيته في السوق القديمة، يرتدي الزي الرسمي للقاضي الشرعي، يقف معه صديقي الساخر عامل النظافة المثقف والمخضرم.
وعندما وصلتهما، كان القاضي الجديد قد غادر، فقلت لصديقي:
-كيف يمكنك أن تتحدث وتضحك مع هذا المضروب في مخه، وفهمه على قده. لا شك بان مستواك في السخرية انحدر إلى مقلب سيخرجك من تصنيفي للساخرين العظماء..!
وحكيت له الحكاية، فقال لي:
-مشكلة أخينا، الذي هنأته أنا الان باختياره قاضيًا شرعيًا، ليست في مخه كما اعتقدت أنت، ولكن في جيبه، ولم يكن هو الحمار، ولكنك يا صديقي أنت هو الحمار، وسأصنفك في الدرك الأسفل للحمير، ولا اعرف كم سنة تحتاج لتصبح في مستوى الحمير القبرصية..!
ومنذ ذلك اليوم لا يقول لي صديقي إلا:
-الرفيق حمار..!
المشكلة ليس في انني طلعت حمارًا، ولكن في هذا الذي لم يكن حمارًا، أصبح قاضيًا شرعيًا وفي إحدى أهم المدن وأكثرها كثافة سكانية، في تلك الدولة التي لا تظهر على أية خارطة.


الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

الزعيم الشُّيُوعيّ يقبل يد معادي الشُّيُوعِيَّة العنيد


...عاش ليستقبل في عام 2000م البابا يوحنا بولس الثاني، الَّذي زار الكَنيسة، وألقى عِظَة في ساحة المَهْد، واحتفى به عَرَفات بتقبيل يده، وبجعل الشخصيات الفلسطينيّة ذات المقامات العالية، تُقَبّل يد البابا الجالس، بعضهم حذا حذو عَرَفات في الانحناء والتقبيل، والبعض قَبّل بأمرٍ مباشر من عَرَفات، وهو عبارة عن تمتمة، وتوجيه بيده إلى يد البابا. وأثار ذلك مراسلي وسائل الإعلام والمعلقين، وخرج مراسل التلفزيون الإسرائيليّ عن طوره عندما شاهد الزعيم الشُّيُوعيّ سليمان النجّاب ينحني ليقبل يد البابا معادي الشُّيُوعِيَّة العنيد، فصرخ: "حتّى زعيم الشُّيُوعيّين يُقبّل يد البابا".

رغم الحفاوة الكبيرة التي حَظي بها البابا بولس الثاني، الَّذي طاف بسيارته في أزقة مُخَيَّم الدهيشة، إِلَّا إنّه في نهاية الزِّيارة حدث ما لم يكن متوقعًا....

الأحد، 4 سبتمبر 2016

دهشة التفاصيل/خلدون البلبول








قصص تأخذك في رحلة عبر التاريخ وكأنك تتجول من خلالها عبر شخوص وأماكن قل ما عرفنا عنها سوى أسمائها وفي بعض الأحيان أماكنها، فيها من التشويق والعلم والمعرفة ما يجعلك تُيقن بأن قلم الهاوي يختلف تماما عن قلم روائي يبحث في التفاصيل بدقة وموضوعية، كتاب يجعلك تعيد قراءته لمرات ومرات دون ملل..
سعدت لوجودي في كتابك..

#رسول_الاله_الى_الحبيبة

العطر البيزنطي الفائح منذ 1500 سنة..!




















كان على الدكتور عيسى الصريع مدير معهد الآثار في جامعة القدس"/ أبو ديس، أن يختبر ما أخبره به أحد السكان المجاورين لخربة الكرمل، جنوب مدينة يطا بنفسه.