أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 30 أكتوبر 2021

صداقة بين الأعداء في منزل قديم في رام الله..!



 في منزل قديم في رام الله التحتا، نشأت صداقة بين عدوين تقليدين، ولكنهما أصبحا أصدقاء في مقر الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان، التي تتخذ من المنزل المتواضع مقرا لها.

في ساحة المنزل، تتصادق قطة صغيرة كفيفة، مع كلبة كفيفة أكبر منها قليلا، تتدبران نفسيهما وسط مجموعة من الحيوانات التي تعاني من عاهات مستديمة أو إصابات، وأخرى تتعافى من عمليات أجريت لها في مقر الجمعية.

تلعب القطة والكلبة في الساحة، وتنامان معا، وتسيران خلف بعضهما، تستخدم كل واحدة ما حبيت به من مهارات تعوض نسبيا عدم الرؤية.

بعض الكلاب، تبدو مسترخية، تتعافى من عمليات جراحية أجريت لها، بينما تتقافز كلبة أجريت لها عملية زرع بلاتين ناجحة في رجلها، وتبدو فرحة، بوضعها الجديد، وهي تجرب المشي والقفز.

في غرفة متواضعة في مقر الجمعية، ينهمك الدكتور أحمد جاد الله، بإجراء عملية لقطة، هي العملية الثالثة التي يجريها، بنجاح، منذ الصباح، في مكان غير مهيأ لغرفة عمليات، ولكن المهم بالنسبة لجاد الله هو التعقيم، ومساعدة الحيوانات بالإمكانيات المحدودة التي تعمل بها الجمعية.

يخرج الدكتور جاد الله من الغرفة، ليعاين ضيف جديد، كلب جلبه أصحابه من مدينة بيت لحم، يعاني من عدة أمراض، لم تنجح الأدوية في شفائه.

يقدم جاد الله تشخيصه المتوقع للكلب المريض، الذي يبدأ طاقم الجمعية العناية به، ومن جوانب العناية، الاهتمام النفسي، بوجود مختص دارس مجاز أكاديميا في سيكولوجيا الحيوانات، تمكن من نسج علاقات ودية مع نزلاء ونزيلات الجمعية، ويمكن رؤية القطط والكلاب التي تعاني من آلامها، تلحق به، بحثا عن مزيد من الحنان.

تستجيب الجمعية لنداءات الاستغاثة، ويخرج الموظف الميداني، إلى المواقع التي يوجد فيها حيوانات تعاني، وتحتاج إلى المساعدة، وللجمعية سيارة إسعاف مختصة بهذا الأمر.

تنسج الجمعية، علاقات مع المجتمع المحلي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتشيد الجمعية، بتبرعات المواطنين، كتبرع إحدى العائلات، بمداعس للحيوانات، لحمايتهم من برد الشتاء الذي يطرق الأبواب.

تنشر الجمعية بعض قصص نجاحها في إنقاذ الحيوانات، ككلب نجح طاقم الجمعية بعلاجه من الجرب، أو نجاح عمليات جراحة العظام وزراعية البلاتين للقطط، ضحايا سرعة السائقين الزائدة على الطرقات.

تفخر الجمعية بنشر ثقافة الرفق بالحيوانات، التي تجعل مجموعة من الأطفال، تصل مقر الجمعية، حاملين حمامة مصابة لعلاجها.

تعلق الجمعية: "نفتخر بجيل يتغير وفي قلبه الرحمة والتعاطف".

تدعو الجمعية، المواطنين، لتبني حيوانات، تنشر صورها، في حين تتابع بعض حوادث الاعتداءات على الحيوانات، كما حدث مؤخرا لقطة، في محل للمواد التموينية في جنين.

تواصلت الجمعية، مع متطوعيها في جنين، ومع الأجهزة الرسمية، وشكرت شرطة وإدارة مباحث جنين والمباحث الالكترونية على سرعة الاستجابة والتنفيذ، باعتقال مرتكب الجرم بحق القطة وتعذيبها.

العداء المستحكم بين القطط والكلاب، يختفي في هذا المنزل القديم في رام الله القديمة، بينما ستتابع القطة والكلبة الكفيفتين حياتهما معا، حتى تنهي الجمعية تقديم كل ما يلزمهما، وتعرضهما للتبني، ليأتي دور التعاطف الإنساني، لإسناد التعاطف الحيواني.

https://www.alhaya.ps/ar/Article/124477/%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84-%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87

الجمعة، 29 أكتوبر 2021

رواية فلسفية/يعقوب جريس الأطرش


عانيت من المنع، لم تقبل الصحف أو المواقع، أن تنشر لي مقالا انتقد فيه إحدى الوزارات، ويتعلق بإرثنا الثقافي. طُلب مني تغيير الأسماء واسم الوزارة. ماذا يتبقى من المقال؟ لماذا نمنع من إبداء الرأي؟

رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، للكاتب المخضرم أسامة العيسة، هي رواية فلسفية،

الأسباب التي منعت بموجبها الرواية، من التوزيع في الأردن، غير مقنعة، والأمر ينطبق أيضا على روايته مجانين بيت لحم، الممنوعة منذ خمس سنوات.

أحيّ أسامة الصامد، وأطلب منه أن يكتب كمان وكمان.

#يعقوب_الأطرش

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#مجانين_بيت_لحم

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

 

الخميس، 28 أكتوبر 2021

ما يشبه رواية منتصرين..!


لدي ضعف تجاه ما يكتبه إيلان بابيه، على الأقل لسببين، أحدهما إقرار بمكانته العلمية ومنهجه البحثي والذي تجسّد في كتابه العمدة عن التطهير العرقي في فلسطين، ويعود الفضل له، في إدخال مصطلح التطهير العرقي، وتبنيه من قبل أعداد فلسطينية متزايدة، في وصف ما حدث في تلك النكبة، التي تلتها نكبات.

الثاني، هو موقف بابيه الأخلاقي الضميري الثابت تجاه قضية شعبنا.

في كتابه الجديد، عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حزيران 1967، يقدم ما يشبه تاريخ منتصرين، اعتمادًا على الوثائق الإسرائيلية، وأهمها محاضر اجتماعات حكومات الاحتلال.

العنوان الفرعي للكتاب: سردية جديدة لتاريخ الأراضي المحتلّة. أية سردية يقصد بابيه؟ نحن أمام تغييب لرواية النّاس الذين عانوا وما زالوا من الاحتلال.

بابيه يدرك ذلك، مبررًا بأن الفلسطينيين لم يكتبوا: "كتبًا ومقالات عن الأيَّام الأولى للاحتلال". هذا تقرير غريب من باحث مطلع، قد نتفق على سوية ومهنية وشمولية وانتقائية ما تضمنته كتب السيرة الفلسطينية، والصحف الفلسطينية الخاضعة للرقابة العسكرية، وبيانات الأحزاب، وصحفها السرية، والرسائل الشخصية، والشهادات، والأعمال الأدبية، والأبحاث وغيرها، ولكن من الصعب القول إنّها غير موجودة، ماذا عن كتب إسرائيلية مهمة ككتب المحامية فليتسيا لانغر؟ ماذا عن العمل الميداني الذي كان على المؤلف الاضطلاع به لجمع الشهادات، وزيارة الأماكن.

تَغيب روايتنا في كتاب صديقنا بابيه، تُغيب رواية من قالوا مبكرًا لا للاحتلال، من تظاهروا وانتفضوا من أجل الأقصى، وضد كامب دافيد، ومشاريع تصفوية أخرى، حتى اندلاع الانتفاضة الأولى.

كتاب بابيه، في أحسن الأحوال، سردية مبتسرة بعيون الجنرالات المنتصرين، تتجاهل الشهادات المحلية الفلسطينية، كالتهجير من حارة اليهود، وحارة المغاربة، وقرى اللطرون، وتدمير بيوت قلقيلية ولجوء ناسها إلى نابلس، والتطهير العرقي الذي لم يحظ بشهرة، في القرى الفلسطينية وسط ما سيصبح تجمع غوش عتصيون الاستيطاني.

هذا الكتاب لا يرتقي إلى مستوى باحث بقيمة بابيه، وهو يشبه كتابه عن الفلسطينيين في المناطق التي احتلت عام 1948، الذي لم يكن بالمستوى المناسب.

تكفي المقارنة بينه وبين اثنين من زملائه الإسرائيليين، قرأت لهما أخر ما أصدراه؛ هليل كوهين عن أحداث البراق، وداني روبنشتاين عن الشهيد عبد القادر الحسيني. لنرى تراجع منهجية بابيه.

في كتاب بابيه، نظهر، نحن من ولدنا وصمدنا على هذه الأرض وما زلنا، كمفعول بنا، وهذا غير صحيح.

#أكبر_سجن_على_الأرض

#إيلان_بابيه

#فليتسيا_لانغر

 

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

في قلعة الجرس..!
























 


في قلعة الجرس، وبعد نقاش رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، بقي جرس المنع معلقًا، استهجن الحضور منع رواية، في زمنٍ لم يعد لكلمة المنع، معنى.

صور من النقاش في بيت ساحور، ومن لقاء أعقبه، مع الأصدقاء، في بيت لحم.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

عناصر معمارية من حارة اليهود





كشفت أعمال بناء ما يسمى بالحي اليهودي في القدس القديمة، خلال سبعينات القرن الماضي، والمستمرة حتى الآن، عن عناصر معمارية من عصور القدس المختلفة، الكثير منها، ملقى بإهمال بين تضاعيف شوارع "الحي اليهودي" وهو مستوطنة بنيت وفق العمارة الحديثة، تتناقض مع المعمار الذي تعرف به القدس القديمة.

اختارت المؤسسات الاحتلالية عددا محدود جدا من العناصر المعمارية لتقديمها في معرض مفتوح، وصغير، بغية الترويج السياحي للحي الاستيطاني.

تعود العناصر المعمارية التي عثر عليها خلال بناء الحي الاستيطاني، إلى فترات مختلفة، واكتشفت بشكل ثانوي، وليس ضمن حفريات أثرية، ومعظمها كانت مدمجة في الأبنية القديمة التي هدمت، فيما يعرف بإعادة الاستخدام، أو ملقاة في التراب الذي غطى بقايا مباني قديمة. تتضمن العناصر المعمارية أعمدة، وقواعد وتيجان أعمدة وغيرها، معظمها مصنوع من الحجر الجيري المحلي أو الرخام المستورد، نحتت بعناية بواسطة حرفيين مهرة.

زخرفت العناصر المعمارية، ونحتت، وفقا للتقاليد المعمارية لكل عصر، مما يسهل تحديد أزمانها. تدل هذه القطع الحجرية على روعة المباني العامة (المدنية والدينية) التي انتصبت سابقا في هذا الموقع من القدس القديمة، المطل على المسجد الأقصى، وعلى حارة المغاربة التي دمرت خلال الأيام الأولى من الاحتلال، ليقام مكانها ما يعرف الآن باسم ساحة المبكى.

تشهد العناصر المعمارية المهملة، على العمارة الرائعة في القدس في العصور القديمة المختلفة، في تناقض ما يمثله الحي الاستيطاني من بشاعة عمرانية.

منذ العصور الرومانية والبيزنطية، كان استخدام العناصر الرخامية في المباني العامة في القدس وفلسطين، أمرا شائعا جدا، إضافة إلى الاستخدام المستمر للحجر الجيري المحلي، ومن بين هذه العناصر التي كانت تزين المباني العامة خلال تلك العصور: تيجان أعمدة بالطراز الكورنثي مصنوعة من الرخام، وأعمدة وقواعد أعمدة، فالأعمدة عنصر مهم في الهندسة المعمارية خلال تلك العصور، واستخدمت في تدعيم نظام العوارض الأفقية، التي ضمت أيضا كورنيش مزخرف، الذي استخدم كعارضة عليا بارزة للخارج لإبعاد مياه الأمطار التي تتساقط من سقف المبنى.

منذ القرن السابع الميلادي استمرت القدس بالازدهار باستخدام الأساليب الهندسية السابقة، وأيضا إعادة استخدام قطع معمارية قديمة مرة ثانية. على مر السنين بدأت الأنماط المعمارية والفنية الجديدة بالظهور. أحد الابتكارات الجديدة هو بداية استخدام عمود الكوع منذ العصر الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي، هذا عنصر معماري مقدسي محلي ابتكر لدعم أقواس السقف وربطها بنظام أساسات المبنى. عنصر معماري آخر ظهر في العصور الوسطى هو المقرنص. وضع هذا العنصر الزخرفي في الجزء السفلي من العقود المقوسة أو القباب وكانت وظيفته ربط الأجزاء المربعة من المبنى بالأجزاء المستديرة، بالإضافة إلى ذلك، تم إضافة أشكال زخرفية متنوعة جديدة.

يمكن معاينة المقرنصات، في المباني المملوكية العديدة التي ما زالت في القدس، وكثير منها، الذي لم يصادر من قبل الاحتلال، ما زال مستخدما، كمنازل للسكن، أو مدارس، أو لغاية دينية كالصلاة.

من العناصر المعمارية التي عصر عليها عتبة باب، خط عليها سنة الإنشاء 1232ه، أي سنة 1816 ميلادية، وهي ثرية بالعناصر الزخرفية التي مزيت المباني الفلسطينية في القدس وغيرها في فترتها.

يحتل الحي الاستيطاني المعروف باسم الحي اليهودي، خمس بلدة القدس القديمة، ويمتد على مساحة 116 دونما من أصل 668 دونما، هي مساحة البلدة القديمة.

أنشئ بعد طرد أهالي عدة أحياء في القدس، وتدميرها. ويقطنه طلبة مدارس دينية، يتغيرون باستمرار.      
 

الإنجيل المنحول داخل الكنيسة/يوسف الشرقاوي


..وأخيرا عثرنا على مصطلح الإنجيل المنحول، قرب مغارة الحليب، بجانب كنيسة المهد، ونحن في طريقنا "للقلعة" في بيت ساحور مشيًا على الأقدام، إذ من العيب أن نصل إلى بيت ساحور إلَّا مشيًا على الأقدام احتراما للمدينة العريقة كما قال الروائي أسامة العيسة.

تتضمن لوحات الشرح عن مغارة الحليب اقتباسات من الأناجيل المنحولة، وهذا يؤكد البديهيات، فيما يخص تعريفات اللاهوت المسيحي، أن الأناجيل المنحولة، هي غير القانونية، والتي يمكن أن تتداول. ما جرم رواية العيسة كي تمنع؟

بعد يوم حافل وغير متعب بمساعدة الأهالي بقطف الزيتون، وصلت بمعية الروائي أسامة العيسة، لإكمال مناقشة منع روايته "الإنجيل المنحول لزانية المعبد".

افتتح الأمسية المربي الشاب، جورج أنطون أبو الدنين الذي كنت أحسبه مصارعًا نظرًا لبنيته القوية "اللهم بلا حسد" إلَّا أنّه فاجأني بلغته العربية القوية، إذ قدم الروائي العيسة، بمداخلة قوية ومطولة لحد ما.

حضر الأمسية لفيف من متذوقي الأدب والفن من محافظتي بيت لحم والقدس وضيوف من الأردن، وقدم خلال الأمسية قبل بدء المناقشة الروائي العيسة توضيحًا عن الأسباب المحتملة لمنع روايته، في الأردن.

ما يبشر بخير حضور الأمسية شيخ جليل  قادم من الأردن الشقيق، رحب بالعيسة ضيفا في الأردن.

بعد مداخلة العيسة، جرى نقاش مطول ما بين عدد من الحضور، والروائي العيسة، و المربي الفاضل، جورج أنطون أبو الدنين.

أكتب هذا، و أستغفر الله لي ولكم، تاركا المجال، للروائي الكاتب أسامة العيسة ، وللمربي.

#يوسف_الشرقاوي

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

#جورج_أبو_الدنين

#بيت_ساحور

#مكتبة_بغداد

#قلعة_الجرس

 

الأحد، 24 أكتوبر 2021

مَنع في العمق العربي الأقرب/ نائل حمامرة


لعل الصديق أسامة العيسة أراد من خلال روايته ذائعة الصيت "الإنجيل المنحول لزانية المعبد"، أن يقول إنَّ انتصار الضعفاء على الأقوياء أمر ممكن الحدوث، ومن أجل توطيد هذه الفكرة (الخطيرة!!) قام أسامة بتوظيف ميثولوجيا العهد القديم وبنى حبكة لصراع يذكرنا في رمزيته بالصراع "السلالي/ السياسي" المعاصر.

إن انتصار الأرملة الكنعانية المعزولة والمنبوذة على حميها الإسرائيلي يهوذا المدجج بجبروت الطغمة السياسية و(أراخنة) الكهانة ومعهم الرعاع، مكنها من انتزاع الاعتراف بشرعية وجودها وبحق ثمرة بطنها في وراثة الملك.

أنا استغرب منع الرواية في عمقنا العربي الأقرب!!

#نائل_حمامرة

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

 

السبت، 23 أكتوبر 2021

عاشق من القدس










أمضى ساكي، أكثر من 35 عاما في كنيسة القيامة في القدس،  منقبا ومرمما ومشرفا وحافظا، ومكتشفا، وموثقا، ويمتد عمله إلى الكنائس والأديرة والمنازل الأرثوذكسية في القدس، وأحيانا خارجها.

يطلق معارف ساكي ومحبوه، عليه هذا اللقب، أما اسمه الحقيقي فهو ثيودوسيوس متربولوس، وهو اسم يوناني يستصعب المحليون، والذين يتعاملون معه يوميا، نطقه بالشكل الصحيح.

يعتبر ساكي، كما يؤكد زميله المثّال جورج نسطاس، مصمم ومنفذ الأعمال الإنشائية الحجرية في كنيسة القيامة، واحد من أهم عشرة خبراء ترميم في العالم.

يقول نسطاس: "لدى ساكي، حلول مبتكرة، لمشاكل البنايات القديمة في القدس، ومن بينها الكنائس، إنه شخص موثوق في مجاله".

يبدو ساكي، سعيدا بإقامته الممتدة في القدس، التي يطلق عليها أم المدائن، ويعتبرها أهم مدينة في العالم.

يقول ساكي، الذي رافقه مراسلنا في جولة في كنيسة القيامة وبلدة القدس القديمة: "تعتبر مدينة القدس، مركز الديانات، وكباحث لا أعتقد أن هناك مدينة في العالم تشبهها، هي أم المدن، ومركز العالم".

خلال عمله المتواصل، في الحفريات الأثرية، والترميم، وقف ساكي على أنماط معمارية عديدة متداخلة، أو منفردة تشهد على تاريخ القدس الطويل، الذي يقول إنها كانت دائمة مدينة تخضع للاحتلال، وكل حضارة كانت تلجأ، للأسف، إلى تدمير بنايات من سبقتها، وتستخدم حجارتها في البناء الجديد، في عملية متواصلة لإعادة التدوير. وأكبر مثال على ذلك هو سور القدس المحيط بالبلدة القديمة، الذين تعود حجارته إلى عصور عديدة.

لاحظ ساكي، تأثر الحضارات بعضها ببعض، يعطي مثلا: "يمكننا تحديد بعض الأنماط المعمارية مثل النمط الكريتي، أو الهيليني، أو الفارسي، ولكن من الإنصاف التوقف عند التلاقح الحضاري، مثلا عرفت بلاد فارس بتقدمها العمراني، حتى الآن نسمي تقنية الكحلة بين الحجارة بالخراسانية، نسبة لمدينة خراسان الإيرانية، عندما جاء الاسكندر المقدوني، حاملا معه الفلسفة، ولكنه احتاج إلى تقنيات العمارة الفارسية فاقتبسها".

يضيف: "المؤلم جدا في تاريخ القدس، أن كل دولة جديدة مهيمنة، حكمت المدينة، عمدت إلى هدم المآثر المعمارية التي وجدتها، كنوع من الهيمنة الدينية والسياسية، ولكن الفلسطينيين حافظوا على النمط المعماري الذي تطور في بلادهم، فمثلا ما زالوا يبنون بالحجارة، صحيح أنهم دخلوا الإسلام، كآخر دين وصلهم، إلا أن نمطهم المعماري بقي كما هو، فنحن لا نرى نمط البناء في فلسطيني مشابه للأنماط المعمارية في الجزيرة العربية أو غيرها من بلدان أتى منها المسلمون".

أنجز ساكي رسالته للدكتوراه عن كنيسة القيامة، وهي مجمع ضخم من الكنائس، وأكثر الأماكن المسيحية قداسة في العالم، منها ما هو في طور الترميم، كما حال كنيسة الرسل إلى الشرق من ساحة كنيسة القيامة، ويعتمد على خبرات محلية فلسطينية، وأبزرها المثّال جورج نسطاس، الذي صمم ونفذ مجموعة من الأبواب للكنيسة الجديدة مستخدما حجر قباطية الأبيض.

لا يرغب ساكي، بالتحيز لحضارة مرت على القدس، على حساب حضارة أخرى، مشيرا إلى أن كل حضارة فيها الجانبين السيئ والجيد، ولكنه يشعر بوشائج تجاه الشعب الفلسطيني، لأنه مثل الشعب اليوناني، من شعوب البحر، بعكس مثلا الشعبين التركي أو الإيراني، وغيرهما من شعوب أتت من الجبال أو الصحاري إلى البحر.

من العناصر المعمارية المستمرة في القدس، والتي تمتاز بها، كما لاحظها ساكي، الشرفة الممتدة، والأقواس، ذات التقنيات البيزنطية، وغيرها، ولكنها بتطورها، تصبح نمطا محليا.

يقول ساكي: "ربما الأكثر إثارة للانتباه، أن أهل القدس، وهم يدخلون في الأديان المختلفة، ويحكمون من قبل حضارات مختلفة، غيروا دينهم، ولكنهم لم يغيروا تقنياتهم المعمارية".

يصف ساكي، الذي قرر العيش في القدس حتى النهاية، نفسه، بأنّه عاشق من القدس، يجول يوميا في واحد من أكثر الأماكن قداسة في العالم، وفي مدينة، هي الأهم، بالنسبة إليه.

https://www.alhaya.ps/ar/Article/124055/%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3?fbclid=IwAR27Bcd1c327xRg8EBebHLJjI9A0v2JdxdG_pg3ckXBgKJXbSvCFJ0m2RSA

 

الخميس، 21 أكتوبر 2021

من رؤية "النَّقد البيئيّ" ومنظور "الماركسيَّة البيئيَّة". /الدكتور خليل عيسى


 


بحثي "البيئة" في مجموعة أسامة العيسة القصصيَّة "رسول الإله إلى الحبيبة" من رؤية "النَّقد البيئيّ" ومنظور "الماركسيَّة البيئيَّة".

يبزغ نوره في مجلة

"أوراق ثقافية"

العدد 15 - صيف - 2-2021

#أوراق_ثقافية

#الدكتور_خليل_عيسى

#رسول_الإله_إلى_الحبيبة

مؤمن جدًا...بذيء جدًا..!


 


يصبح الإنسان، على هذا الدين أو ذاك، لسببٍ معروف؛ وراثة الدين في عائلته، وتترسخ قناعته، مع تلقيه نسخة محسنة، أو مبتسرة، أو غير حقيقية، أو تمثل وجهة نظر واضعها، في المدرسة وفي المنزل، وتصبح عقيدة، رغم أنها كان يمكن أن لا تكون كذلك، أو يجب أن لا تكون إلَّا وجهة نظر. مثلاً الإسلام السني المعاصر كما نعرفه الآن، هو نتيجة هزيمة المعتزلة، وإقصائهم، بقوة قهر السلطة، وانتصار الاعتقاد القادري (نسبة للخليفة القادر العباسي). لو انتصر المعتزلة، الذين قهروا خصومهم واضطهدوهم عندما كان المأمون في صفهم، لكانت العقيدة السنية الشائعة، مختلفة بالطبع. كان لدينا نسخة عقلانية.

الأمر حسب الرفيق نيتشه، ليس إلَّا "بشري، بشري أكثر من اللزوم". ولكن المعضلة، أن الأنظمة اللاهوتية للأديان الإبراهيمية الثلاثة، تتشارك الإقصاء، ثم تتشارك طوائفها أيضًا، إقصاء بعضها، في دوامةٍ لا تنتهي.

يمكن لهذا المؤمن، أن يموت من أجل أفكاره، التي عادة لم يكن له فضل في تبنيها، وهذا أمر غريب، لأن الأفكار، بما هي أفكار، عرضة للتطور، أو التبدل، أو التغيير.

معظم معتنقي الأديان ينجون، من فخاخ العقائد والشرائع، مستندين، إلى تراث طويل غير مرئي، يشكِّل ما يصبح ذاكرة جماعية، تكوّنت من ميراث أخلاقي راكمته الحضارات السابقة، تطوّر، أسرع من تطوّر العقائد، الذي عادة ما يكون سلحفائيًا، وفي العالم العربي سلحفائيًا أكثر بكثير من المعتاد.

هناك قلة من البراغماتيين، تتفاوت نسب ذكائهم، يدركون بحسهم، أو بعقولهم، طرقًا أسهل، للتبوء، فينقلون أنفسهم إلى طبقة أعلى، يصبحون رجال دين، ويغيّرون، أوّل ما يغيّرون، زِيهم، لتمييزهم ليس فقط عن أتباعهم الغلابة، ولكن ليميّزوا بين أنفسهم، وفرقهم التي لا يمكن عدّها. وتروّج كل فئة منها، باعتبارها على رأس "الدين الحقيقي"، أو الفرقة الناجية.

هذا ينطبق طبعًا على معظم رجال الدين من مختلف الأديان. وهؤلاء، بالتحالف، مع نظرائهم من متبوئي السياسة والمجتمع والمال، من يوقدون النيران، ويضحون، من الأغلبية السادرة.

لن يدرك أحد من تلاميذ المدارس، أن المسلمين، الذين قتلوا، عبر التاريخ، بيد المسلمين، أكثر بما لا يقاس، من الذين قتلوا على يد الكفّار، حتى أن الرموز التي قُدست، خلال مرحلة تلقي النسخ الدينية المنحازة بالضرورة، قتلوا على يد مسلمين، لماذا لا يعرف الطلبة في المدارس، أن عمار بن ياسر، ومحمد بن أبي بكر، والزبير، وطلحة، والعشرات لم يقتلوا بيد الكفّار؟

ولا يريد أن تفهم الأغلبية، أن من قُتل من مسيحيين، أضعاف من قُتلوا على أيدي المسلمين، بل أن أي حرب مقدسة بين مؤمنين وكفّار، يمهد لها بحرب بين أبناء الدين الواحد. حروب صلاح الدين الدموية قبيل استرداد القدس، ومذابح الصليبيين ضد مسيحيين يتبنون نسخة أرثوذكسية من المسيحية، على سبيل المثال، شملت الحرق وأكل لحوم البشر، كما وثقه الفاعلون أنفسهم.

الأمر ينطبق، أيضًا، على المحددات الوطنية، التي تحدد، مع الحدود، والرموز، والأمن، والإعلام، تبعًا لمحددات ميراث الكولنيالية الطويل، ويصبح الدفاع عن المحددات، دونه الاستشهاد، ويلعب السياسيون، دور رجال الدين، وهم "يزفون" الشهداء.

والأمر، ينطبق أيضًا، على المحددات الاجتماعية، ودور زعماء العشائر، والمخاتير، وبطاركة المجتمع الأبوي.

أكتب هذا الكلام ردًا على رسالة قاسية، من مؤمن متحمس ضد رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، طلب مني فيها أن لا أتدخل في أديان الآخرين.

كيف يمكن بكل بذاءة هذه الرسالة الدفاع عن دين، أي دين؟

هل تدخل رجال دين، لمنع رواية، لأنهم اعتقدوا أن اسمها مسيء، مرده الجهل فقط؟

على محركي عقولهم، التمعن..!

"من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت" حسب الرفيق قس بن ساعدة، ولكن من قفل على قلوبهم، يموتون، في الفانية، ويفوتون في الباقية..!

طوبي لمن نجا، من المحددات، وأطواق العقائد، والسياسة، والمجتمع..!

غدًا، سنلتقي في بيت ساحور..!

في بيت ساحور، مسقط روح ليلى الأطرش، سنهدي الأمسية لروحها..!

والصورة ترويج لأمسية الغد من على سطح كنيسة القيامة، الذي لا يسمح للزوّار بالوصول إليه، مع العم جورج.

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مكتبة_بغداد

#ليلى_الأطرش

#قلعة_الجرس

#بيت_ساحور

#كنيسة_القيامة

#جورج_نسطاس

الأحد، 17 أكتوبر 2021

فجر ليلى..!


أكثر ما شغلنا، في الدقائق الأولى لفجر الجمعة (13-5-2016)، البحث عن قلم، لتوقع ليلى الأطرش لي، نسخة من روايتها (ترانيم الغواية)، في المكان الذي وقَّع فيها فتية بيت لحم، خلال الأشهر التي سبقت ذلك بالحجارة والدم، في أخر انتفاضات الموت المجاني، ليعيدوا للكبار تعريف المرحلة. ما أقساه من ثمن، لهدف لا يستحق. ليظل الكبار في كِبرهم وعليه، وليعش الصغار.

ليلى الأطرش، تشبه بيت لحم، وبيت ساحور، والقدس. تشبه نفسها، وتشبه كلماتها، وتشبهنا..!

كانت سهرة للحنين والعودة، مع ليلى، والروائي العراقيّ علي بدر، والكاتب صالح أبو لبن، وإيهاب بسيسو، الذي سيحرره موقف، من ربقة السلطة، ومجموعة أخرى من الأصدقاء والصديقات، في ضيافة يوسف أبو طاعة.

كان ذلك الفجر، أمام متحف بيت لحم، فجر ليلى، مفعم بالندى المشبع بدماء الفتية الشهداء والجرحى، التي خبرتها في الأشهر السابقة، وروائح أيدي راشقي الحجارة، ومشعلي الإطارات، وما تبقى من غاز المحتلين.

راقبت ليلى وهي تستعد للابتعاد، بينما استقل السيارة مع شوقي العيسة المتحرر، حديثًا، من ربقة الوزارة.

 في اليوم التالي عادت إلى عمّان، مدينتها الأخيرة، تاركة بيت ساحور، مدينتها الأولى، إلى الأبد هذه المرة.

كرمتّني بكلماتها على صفحتها: "أسامة العيسة، ظلت كلماته تسحرني دون أن ألتقيه وهو يكتب فلسطين في أجمل تصوير، بوح الأمكنة واستنطاق التاريخ،لم تكن زيارة الساعات القليلة لمتحف بيت لحم ولقاء القائمين عليه لتكتمل بنشوتها إلا بوجود ساحر الكلمة العزيز أسامة العيسة.. شكرًا لكم جميعًا، أنتم الصامدون كروح الوطن".

مثل هذه الكلمات تخجلني، ولا أذكرها عادة، لكنّني أستعيدها الآن كشهادة، لمن تركتنا، إلى الباقية، نغالب هذه الفانية..!

#ليلى_الأطرش

#يوسف_أبو_طاعة

#شوفي_العيسة

#عمّان

#صالح_أبو_لبن

#إيهاب_بسيسو

#بيت_لحم

#القدس

#بيت_ساحور

 

السبت، 16 أكتوبر 2021

عداوة الجهل..!


 


يخبرنا أبو حيان التوحيدي، في كتابه الفذّ شكلًا ومضمونًا، وباطنًا وظاهرًا: الإمتاع والمؤانسة، ولا يكاد يكون له علاقة، بالأنس أو المتعة، نتفًا عن هُوية أخوان الصفا وخلان الوفاء، ومبادرتهم الشجاعة، للجمع بين الفلسفة والشريعة، وهو ما أثار عليهم، في حينه، وما يزال حتى الآن، السخط.

أحد الأخوان اسمه أبو سليمان محمد بن معشر البيستي ويعرف بالمقدسي، ولعله من القدس، غادرها، سخطًا، من مناخها المحافظ الكئيب المعلن أمّا المخفي، فهو عظيم، وتواريها، عن عواصم الثقافة البعيدة، كبغداد، والبصرة.

ينقل أبو حيان عن المقدسي، وهو يناظر دفاعًا عن الرسائل: "الناس أعداء ما جهلوا ونشر الحكمة في غير أهلها يورث العداوة ويطرح الشحناء ويقدح زند الفتنة".

يمكن تخيّل كيف واجه المقدسي ورفاقه الذين بثوا، رسائلهم، عير الوراقين، متوارين خلف اسم أخوان الصفا وخلان الوفا، السخط تجاههم، خصوصًا من قبل الذين لم يقرأوا ما خط الأخوة، وإنما تلقوا آراء الفقهاء والشيوخ ورجال السلطة.

أبو حيان نفسه لن يسلم، من تهمة الزندقة، بل برأي ابن الجوزي، هو أخطر الزنادقة الثلاث: ابن الرواندي، والمعريّ، لأن الاثنين مكشوفان، أمَّا هو فزندقته متوارية.

ولا أحسبه، أبدًا، قد تزندق، ويا ليته فعل..!

موعدنا الأربعاء المقبل في بيت ساحور، الدعوة موجهة، أيضًا، وبشكلٍ ملح، لمن يعترضون، وقد قرأوا رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، أو اعترضوا دون أن تتاح لهم فرصة القراءة.

تعالوا جميعا، لنتناقش، ونتحاور، ونتصارخ، ونتصارح...!

#أخوان_الصفا_وخلان_الوفا

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مكتبة_بغداد

#أبو_حيان_التوحيدي

#قلعة_الجرس

#بيت_ساحور

الخميس، 14 أكتوبر 2021

أوباما الآن..!


في قُدْس السبعينات، ظَلّ كتاب الرئيس الأميركي جيمي كارتر: لماذا لا ننشد الأفضل؟ في ظِل واجه عرض الكتب لمكتبة المحتسب في شارع صلاح الدين في القدس، حتّى اصفرّ من الشمس، وذبل.

الجزء الأوّل من مذكرات باراك أوباما: الأرض الموعودة بأكثر من 800 صفحة، يحظى بقراء في فلسطين المحتلة، دون أن يخشى أي منهم اتهامه، بحب أميركا، أو أوباما، أو ضبطه بميول إمبريالية غير معلن عنها.

ما الذي تغيّر؟

أميركا، أم نحن، أم الزمن، أم أن أوباما مختلف؟

عرض أوباما، للقضية الفلسطينية المختصر، مقبول إلى حد بعيد، ربما تنصح حركات فلسطينية، يُشكلّها الشباب في زمن مقبل، رفاقها بقراءته، بدلاً من الهذر البروباغندي، والكذب على الذات.

لا أريد التطرق إلى ما ذكره أوباما، في الشأن الفلسطيني، ولكنّني أتوقف إلى ما ذكره، في معرض نقده للقيادة الفلسطينية.

"لم تخرج من بين الفلسطينيين شخصية مثل غاندي أو هافل تمتلك القوة الأخلاقية لإطلاق حركة لاعنفية تقلب الرأي العام الإسرائيلي".

المقاومة الفلسطينية، ذات التضحيات الكبيرة، والفشل المتكرر، لم تكن سوى ردة فعل على الاحتلال وبطشه، لم يتسنى لها حتّى الآن، مراجعة نقدية لما حدث، ولن يتسنى..!

في نظرة إلى الخلف، أتخيّل، أنَّ واحدا مثل توفيق زيّاد، الذي كان يستقطب الحشود الألفية، لسماع خطبه في مخيمات العمل التطوعي في الناصرة، من أنحاء فلسطين الانتدابية كافة، الّتي وحدّها الاحتلال في حزيران 1967م، كان يمكنه أن يكون الشخص صاحب القوة الأخلاقية، الذي يقود شعبه لنصر، ولو جزئي، ولكنّه لا أظنه رأى في نفسه ذاك الشخص، ولم يكن يستطع أن يكونه، لالتزامه بالشيوعية الأرثوذكسية الطاغية آنذاك، وفخ حل الدولتين، ووهمه، وميتافيزيقيته.

منذ الحاج أمين، عرّاب، الاغتيالات الداخلية، تفتقد القيادات الفلسطينية، ليس فقط الوعي، والإرادة، والهدف، والإخلاص، وهو ما تتشابه فيه مع القيادات العربية، ولكن أيضًا، القوة الأخلاقية. لقد صرفت المقاومة من رصيدها الرمزي، حتّى فرغ.

ليس غريبًا تشخيص أوباما لوضع السلطة الفلسطينية، الذي لا يريد أحد منها ومن المعارضة رؤيته: "الواقع أنه لم يكن بوسع عباس أن يعطي الإسرائيليين الكثير مما لا يستطيعون أن يأخذوه بأنفسهم". والتفسير: الاحتلال هو المشكلة أولاً وعاشرًا.

يتحامل أوباما، على عبّاس والحكّام العرب (من يريد معرفة التفاصيل أحيله للكتاب)، كما يتحامل على نتنياهو، بل على كل قادة العالم الذين عرفهم، باستثناء واحدة هي المستشارة الألمانية ميركل، التي هلّ هلالها علينا، قبل رحيلها، ووصلت إلى القدس، لتعلن للعالم، التزامها بدعم الاستعمار الإسرائيلي، بدون نقد، أو أن يرف للعالم جفن.

عالم بلا جفون..!

#الأرض_الموعودة

#باراك_أوباما