أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 31 يناير 2017

فن الحضور..!





عندما تهاجم بلدية القدس الاحتلالية الفلاحات الفلسطينيات المبسطات في شوارع البلدة القديمة، يحتج الإعلام الفلسطيني، ولكن عندما تزيل البلديات الفلسطينية البسطات، يصمت الإعلام باعتبار ما يحدث هو تنظيم للمدن، التي تخشى بلدياتها أن تخدشها مناظر الفلاحات بثيابهن المطرزة.

الاثنين، 30 يناير 2017

سوء فهم..!




بعد ذلك الحزيران اللعين، كان الشاعر وليد سيف يتمشى في الجامعة الأردنية مع أحد أعضاء المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية التي انشقت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان في زيارة للجامعة، فبدا لسيف أن يسأله:
-الجبهة الشعبية تتبنى الفكر الماركسي، وأنتم كذلك، فما الذي دعاكم إلى الانشقاق عنها وتشكيل فصيل مستقل، وكلاكما ماركسي هدفه تحرير فلسطين؟
فما زاد الرفيق على أن قال:
-الجبهة الشعبية وإن كانت تقدم نفسها بوصفها حركة ماركسية، لم تتمكن من التحرر تمامًا من فكر البرجوازية الصغيرة.
عاد سيف، الذي أصبح دكتورًا، وكاتب مسلسلات تاريخية ناجحة، إلى قرون عديدة إلى الخلف، مستنطقًا طرفة بن العبد، وكشف عن مذهبه الوجودي، وحلل نفسية عبد الرحمن الداخل،  وتوقف عند شخصية صلاح الدين وعمه، وبكى مع الخنساء، واستحضر شجرة الدر، وملوك الطوائف، وتعقيدات الحب والسياسة في قرطبة، ولكنه لم يتمكن من فهم تصريحات الرفيق الذي قابله ذات يوم في الجامعة الأردنية.
في عام 1993م، انشغل حيز من الرأي العام الفلسطيني بمبادرة لتوحيد الجبهتين، وحُبرت مقالات، وتقارير صحافية، وأذكر ان أحد المستطلعين تساءل:
-لماذا انشقتا أصلا؟
"وأشهد أني ما زلت حتى الآن اقلّب هذا الجواب في ذهني كلما ذكرته فلا أفهم له معنى. ولعلّ المشكلة في فهمي لا في الجواب!" يكتب سيف في سيرته (الشاهد المشهود)-2016م.
**
الصورة: نابلس 19-10-2016م

أمثال نابلس..!!

الشهيد شادي الكيلاني



دمعي على خدي جرى
فابتل ثوبي فلترى
النار تبكي مهجتي
وأعين تبكي ما ترى
ما كنت يومًا خائفًا
بل في جسدي حزني سرى
أماه أبكي حسرةً
في لوعة مما جرى

الأحد، 29 يناير 2017

غزوات البيرة الكبرى..!







تظهر مدينة البيرة في القرن العثماني الأول في فلسطين (ق.السادس عشر ميلادي) باسم البيرة الكبرى، تمييزًا لها عن البيرة الصغرى قرب بيت لحم، التي لم تصمد في وجه أنواء الضرائب واغتصابات الملتزمين والإقطاعيين، فلم يظل منها إلا بقايا آثارها تشهد لناسها، وعلى أولئك الطغاة.

الجمعة، 27 يناير 2017

مدينة الحدائق والينابيع تفقد تلها القديم..!


































تمثل حالة تل جنين الأثري، نموذجًا للتدمير الذي تعرضت له نسبة كبيرة من المواقع الأثرية الفلسطينية، نتيجة الإهمال، والجهل، والمصالح التي تعلو على أي جهد للحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، والتاريخ الممتد إلى آلاف السنوات.

طحينية نابلس

الخميس، 26 يناير 2017

هذا هو المثقف..!




"وإذا كان تحدي خطاب السلطة الحاكمة الفجة يحتاج إلى قدر من الشجاعة، فإن نقد الكثير من الخطابات المعارضة وكشف ادعاءاتها وازدواجيتها وأضاليلها وسلطتها الكامنة، يحتاج إلى قدر أ كبر من الشجاعة. يستوي في ذلك ما يبتزك منها بمفردات الحداثة والتقدم والقيم الكونية، وما يبتزك بمفردات الأصالة والخصوصيات الثقافية وحماية الهوية المهددة. ذلك أن تحدي خطاب السلطة قد تخرج منه بنياشين الفروسية والشهادة، أما نقد الخطابات الإيديولوجية والشعبية فقد يوزع دمك بين القبائل السياسية والفكرية، فلا ترى على أي جنب تميل. فمن قال إن عدو عدوي صديقي بالضرورة؟
الشجاعة أخيرا أن تكون ذاتك وتشيد روايتك الخاصة بعيدا عن الاملاءات الخارجية".
وليد سيف/الشاهد والمشهود

مناقشة قصة (رسول الإله) في نابلس

آه..يا سُلَّم القُدْس الخشبيّ..!








لا أحد يعرف قصة السُّلَّم في الجانب الأيمن أعلى الواجهة الأمامية لكنيسة القيامة، لكن الطوائف الست التي تقاتلت للاستحواذ على الكنيسة، وما زالت متأهبة، تقر بأنه الرمز الأكبر على الاستاتيكو (الوضع القائم) الذي يحدد حقوق كل طائفة في الكنيسة الأهم للإيمان المسيحي منذ منتصف القرن التاسع عشر، ويوجد داخلها قبر السيد المسيح، الذي صعد إلى السماء وهو يهجو مدينة القُدْس قاتلة الأنبياء، ومن عليها الذين أراد أن يجمعهم حوله كما "تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا"، ولكنه لم يتمكن، فغادر إلى مسكنه السماوي، عن طريق نقب جبل الزيتون الموصل إلى السماء.

الأربعاء، 25 يناير 2017

عن الدماء الحمراء والسجاد الأحمر..!










يروي صاحب دار العربي للنشر والتوزيع القاهرية، التي أصدرت كتاب (قوة المستضعفين) لفاتسلاف هافل عام 2012م: "عندما عرضنا فكرة ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية على الرئيس الراحل فاتسلاف هافل قبل وفاته بقليل وهو على فراش المرض عن طريق مترجمه وصديقه الكندي بول ويلسون، أجابه هافل (كما يقول بول) قائلاً: هل تعتقد أن العرب مستعدون للديمقراطية؟ فرد عليه بول قائلاً: وهل كنتم مستعدون لها عندما قمتم بثورتكم عام 1989؟ "فهمت ما تعنيه" هكذا أجابه هافل".
ماذا فهم هافل حقًا؟ وهل يمكن فعلاً مقارنة أوضاع العالم العربي بأوروبا الشرقية السوفيتية؟
لا أعرف..!
قُدر لي رؤية هافل عن قرب في منتصف التسعينات. عندما حل ضيفًا كرئيس لتشيكوسلوفاكيا على الرئيس عرفات في بيت لحم، وأولم له الأخير في فندق البردايس على شارع بيت لحم-القدس، على بعد 200م، عن الجيب العسكري الاحتلالي (قبة راحيل)، وتناول هافل الغداء مع عرفات مع أفراد الجالية التشيكية في فلسطين (عائلات من فلسطينيين درسوا في تشيكوسلوفاكيا وتزوجوا من هناك).
وتولى عرفات، الذي لا يأكل اللحم كثيرًا، تفتيت قطعه بيده على طريقة الكرم العربية، وتقديمه لهافل، الذي بدا متماسكًا محافظًا على صورة أرادها لنفسه، وتولى مساعدوه توزيع دوسيه يتضمن ما يحتاجه الصحافي عنه.
وبعد تناول الطعام، عقد الاثنان مؤتمرًا صحافيًا، كان هافل يستمع للأسئلة بالانجليزية التي يعرفها، ويجيب بالتشيكية، ويتولى مترجمه الترجمة، وأعلن بأنه يقدم 3 ملايين دولار للشعب الفلسطيني (للسلطة الفلسطينية)، وبدا ذلك غريبًا بالنسبة لبلد  يعاني من مشكلات اقتصادية، ولا أعرف جدية الأمر، وإذا كان قدمها فعلاً.
أصر عرفات، على فرش السجادة الحمراء في الشارع أمام الفندق، واستعرض وضيفه حرس الشرف، فيما بدا وكأنه مشهد كاريكاتيري، أو مشهد في كوميديا سوداء، يناسب الوضع الفلسطيني المأساوي. ولكن السجادة وعزف النشيد والاستعراض شكلت بالنسبة لعرفات رموزا للسيادة المفقودة في اتفاق أوسلو..! وغاب هافل في طريقه إلى القدس، حيث الإقامة تختلف لدى الجانب الإسرائيلي...!
هل تذكر هافل، لقائه مع عرفات، وهو يتساءل عن الشعوب العربية والديمقراطية؟ هل تذكر طريقة التعامل المبالغة في تشددها مع الصحافيين الفلسطينيين وكأن الواحد منهم متهم حتى تثبت براءته، مقارنة ما حظي به الوفد الإعلامي المرافق له من حفاوة؟
هل تذكر تجنب طرح الأسئلة المحرجة من قبل الصحافيين الفلسطينيين، مقارنة بما طرحه صحافيوه؟
هل جاءت نتائج الربيع العربي لتؤكد تساؤلات هافل؟
لا أعرف. أتذكر بأنني سعدت برؤية زميل كاتب، والاستماع إليه، دفع خلال تشيكوسلوفاكيا السوفيتية ثمن مبادئه..!
وكنت شاهدًا على ما حدث في نفس المكان الذي ودع فيه عرفات زميله التشيكي، بعد أشهر قليلة، فيما عرف باسم (انتفاضة النفق) حيث دفع مدنيون ورجال أمن دمائهم الحمراء ثمنا للصراع الذي من الصعب تغطيته بالسجاد الأحمر..!