أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 25 يوليو 2020

المجانين يتحدثون الأوكرانية/ عماد الدين رائف



يشهد شهر آب/ أغسطس المقبل إطلاق ترجمة الزميل بوهدان هورفات الأوكرانية لرواية الكاتب العربي أسامة العيسة "مجانين بيت لحم" (بيروت: هاشيت أنطوان، 2013)، وفق ما أعلنت دار "أنيتا أنتونينكو للنشر" في كييف. وبذلك سيحظى القارئ الأوكراني بالراوية العربية الثانية المترجمة لكتاب معاصرين، حيث صدرت الشهر الماضي ترجمة الزميلة أوكسانا بروخوروفيتش لرواية جبور الدويهي "طبع في بيروت" عن دار "نورا دروك للنشر" في كييف. ويأتي نشر سلسلة من الإصدارات العربية بالأوكرانية، والأوكرانية بالعربية، ضمن توجه عام لدى جمعية الناشرين الأوكرانيين لإطلاع القارئ الأوكراني على نتاج الكتّاب العرب، والقراء العرب على نتاج الكتاب الأوكرانيين المعاصرين.
"مجانين بيت لحم" التي حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب (2015)، يرسم فيها العيسة لوحات التمرّد البشري على الواقع المألوف حين يخرج المجانين من عَنابرهم وأقسامهم في "دير المجانين" ويقَدمهم لجمهوره تَحت لواء عَميد الجنون في فلسطين عجيل المَقدسي آتيا به من بطن التاريخ. "ولكن هذا لن يمنع القارئ من المطابقة بين الراوي والمؤلف، ولن يسبب لي ذلك أيّ حساسية ولن أجهد لنفي ذلك". المجانين في أسطورة العيسة "أولاد ناس" كما يقول المثل، وفوق إنسانيتهم يقدّم العيسة جنون الحياة والواقع المرير وجنون الجغرافيا والاحتلال والمجتمع الذي لا يرحم، في محاولة من الأديب لتبرير جنونه.
**
الزميل المترجم بوهدان هورفات أستاذ اللغة العربية في قسم لغات وآداب الشرقين الأوسط والأدنى، في معهد اللغات التابع لجامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية الأوكرانية في كييف. وعمل هورفات منسقا للتعاون بين الدول في المركز المصري للغة والثقافة العربية في الجامعة عينها.


خنفساء زكريا..!







عندنا، وعندهم. ماذا لدينا لم يصبح عندهم؟ تمنت والدة نضال، أن يفرجوا عن ابنها ليموت عندها، وليس عندهم في سجونهم. تحققت أُمنيتها، بكفالة باهظة، وخرج نضال الذي يعاني من فشل كلوي، وسرطان في الكلى من السجن إلى المستشفى. إنجاز صغير، رطّب قلب أُمّه. عندنا أيضًا، في سجوننا، أُمّهات يطالبن بالإفراج عن أبنائهن المرضى. ما الفرق بين عندنا وعندهم؟ هل يهم الأم، في أي عِند يسجن ابنها؟ في أي عند أقف، أتشظى بين العِندين.
في تلنا، بدأوا موسم حفرياتهم الجديد، وبمحض الصدفة، تمكّن جهاد من الوصول إلى التل في نفس يومهم الأوّل. هذه المرّة، وهو يزور قريتنا التي أصبحت عندهم، أصّر على الوصول إلى تل زكريا. وصل، وصوّر. يجب أن يكون واحد منا، يطلطل على تلنا الذي عندهم. سنتناوب الطلطلة.
في يومهم الثاني في الحفر، أعلنوا مبتهجين، العثور على هذه الخنفساء (الصورة: تل زكريا من الجو +الخنفساء المكتشفة) مستلقية على ظهرها، على سطح تلنا، وكأنّها انتظرت ألاف السنين حتى يأتون ويلتقطونها.
هذا النوع من الخنافس، والتي استخدمت كأختام، ليس نادرًا في العصرين البرونزي والحديدي، وبعضها يشي بتأثير مصريّ واضح. هذه الخنفساء قد تعود إلى العصر البرونزي المتأخر. سيأخذونها إلى المكاتب، ويفحصونها، ويحددون أصلها، وفصلها، وعصرها، وستظل عندهم.
هم يأخذون تلنا، وعندنا منا من يأخذ تلال الغير. تمتد خيوط الأخذ عندنا، وعندهم.
جرن العماد الوردي، كان عندنا، وعندما أصبح عندهم، سأكتشف المنسوب المرتفع للرياء، والكذب، والخداع، والنصب عندنا، ومقدار الفضائح المعرفية فيما نشر في المواقع والصحف المحلية.
يتصل صديق، ويسألني إذا كان من المناسب مطالبة حماس، بإدراج استعادة الجرن مع صفقة تبادل الأسرى المرتقبة. ضحكت. كان الجرن عندنا، ولكننا تركناه مرميًا، ليظل عندهم، فهو أفضل له، وأيضًا وفرّ لنا فرصة للكذب، والتدليس.
ماذا يعني عندنا، أو عندهم، بين المزايدات، والشهوة الاستعمارية، نكابد، حتى يظهر خيطنا/خيطهم الأسود، من خيطنا/خيطهم الأبيض. لعله حلّ وسط تاريخي، لا يحقق عدالة، وحتّى يظهر فإننا سنراقب تلنا من بعيد، ومن قريب، وما يخرجون منه، وما يوثقون. سيظلّ التل، تلنا. ليست قوة الحديد تحدد المنتصر. حتّى الآن لم ننسى، وكأننا في يومنا الأوّل لمراكمة الذاكرة.

الأربعاء، 22 يوليو 2020

جذبتني للمدينة/جهاد فراج


سعدت جدا بقبلة بيت لحم الأخيرة، مع إنني كنت في البداية، ميّال أكثر للمجانين، لكن طريقة الكاتب في التنقل بالأحداث مع المعلومات والأشخاص كانت جذابة وأشعرتني بشوق اكبر للمدينة وللمعرفة
شكرًا على الإبداع الأدبي والإثراء المعلوماتي

الجمعة، 17 يوليو 2020

اشتباك مع المكان والزمان/عبد الله سويطي


اشتبك الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة في روايته "قبلة بيت لحم الأخيرة" بقسوة مع المكان والإنسان، في محاولة منه لتوثيق حقبة من الزمن شهدت تغيرات تدريجية، خاصة في صفوف اليسار الفلسطيني، لكنها جوهرية وكبيرة ألقت بظلالها على قضية يفترض أن تكون ذات أولوية للفلسطينيين وغيرهم.
فما هو سر التغير الحقيفي ..
وما الذي يأخذ الإنسان والمكان إلى ذلك ...