عندما التقيت دُبّ
قلقيلية قبل أكثر من عشر سنوات، أول مرة، كان حزينًا، يقف وقفة أبو الهول، أتيت
بحركات لأحركه، ولكنه لم يتحرك ولم يرحب ولم يغضب، كانت فضلات الجزر وهي غذائه
الرئيس الذي قررته إدارة الحديقة، تحيط به، ولونه يتحول إلى الجزريّ.
قدرت بأنه ربما يشعر
بالندم لقتله زوجته، وهي جريمة لم تحقق فيها إدارة الحديقة، ولم تغضب الجماهير،
وربما قبلت إدارة الحديقة بنصف الخسارة، فحنطت الدبة القتيلة ووضعتها في متحف تابع
للحديقة، لنتفرج عليها، نحن خلق الله.
في المرات اللاحقة
التي زرت فيها الحديقة تجنبت رؤية الدُّبّ الصامت، والأسد النائم، وكنت أطمئن على
الضبع المخطط الأعرج، الذي أُصيب بعد أن قادته أقداره السيئة إلى فخ نصبه أحدهم في
جبال رام الله.
في يوم 13-3-2013م،
تناولت الفطور، بمعية الرفيق العماد عماد الأطرش (أعمده الله حديقة حيوانات في
الجنة تديرها حوريات أرثوذكسيات شرطًا)، مع إدارة الحديقة، بكرنا بالسفر صباحًا من
بيت ساحور، وتشرفت بالتجوال مع طبيب الحديقة ومسؤوليها، وسمعت أخبارًا طيبة، وخططا
مبهرة، وعندما وصلنا إلى الدُّبّ، سألت عن هذا الدُّبّ الجزري، الذي لا يُقدم له
سوى الجزر، فتلقيت إجابة خلتها مقنعة، تماشيًا مع آداب الضيافة، ولكن يبدو أن دُبّ
قلقيلية الصامت، يحب شيئًا آخر غير الجزر، وهو ما تبين في الحادث الأخير.
قرار إغلاق الحديقة
المؤقت، إذا صدر فعلاً، فإنه أثار غضبًا لدى أهالي قلقيلية أو على الأقل ذلك الجزء
منهم الذي تظاهر ليلاً، وهتف:
-التسكير..ما
بصير..واو واو.
وفهمت من صديقي
القلقيلي، الذي اعتزل العمل السياسي قبل 47 عامًا بالتمام والكمال، ان غضبا في
الشارع القلقيلي، ضد أحد الوزراء، وان الأحدث في النهاية تحدث، وهو ما حدث في حادث
قلقيلية، عندما خرج الدُّبّ الصامت عن صمته والتهم يد الحَدَث.
وفُتحت
الحديقة...وعاد الدُّبّ لالتهام الجزر..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق