أسفل
الكنيسة الروسية في بلدة القدس القديمة، تظهر ما يُطلق عليها (عين الإبرة)، وهي
عبارة عن فتحة في جدار القدس الروماني، وما أكثر جدرانها هذه المدينة، يُعتقد أن
المسافرين أو الأهالي الذين كانوا يصلون بعد إغلاق أبوابها عندما يجن الليل،
يدخلون عبر عين الإبرة، وحتى نهاية القرن التاسع عشر وجدت في سور القدس فتحات عُرفت
الواحدة منها باسم (الخوخة)، كان يدلف منها المتأخرون بعد إغلاق الأبواب، خشية من
غزو البدو.
القدس
مدينة خائفة، جفلت من الغزاة والفاتحين والعابرين، لطالما تخيلت صعلوكًا وهو يعود
ليلاً وقبل أن يدلف من الخوخة، يتلصص على ناسها، وشيوخها، ورهبانها، وباعتها، ماذا
كان سيرى؟.
وماذا
كان سيكتب لو أراد، عن مدينة الأقدار هذه، التي طالما جزعت من عدوٍ متربص خلف
الأسوار، بينما كان مقتلها من داخلها..! فمدن الأسوار عندما تسقط، فإنها تسقط من
الداخل أولاً..!
ماذا
كان يرى الدالفون من خوخات السور، الذين شهدوا على أسرار مدينة، هي أسيرة تصوراتنا
عنها، نحن أهل الأرض، وسكان السماء..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق