أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

‏ باباوات الغرب وملوثات الشرق..!





"إنه عنيد ولا يسمع لأحد، ولا يرد على أحد، ولم يقبل النصيحة بتأجيل زيارته للأراضي المقدسة".
قال الدكتور جريس، الذي ينتظر، عندما يرمي كلامًا ساخرًا، من مستقبليه أن يبتسموا أو يضحكوا.
كان الدكتور أتيًا للتو من استوديوهات قناة الجزيرة في المالحة المحتلة، إلى مركز الصديقة مها التراثي بعد أن تحدث عن البابا، وكانت مها الشغوفة والمبتسمة دائمًا، بفعل كلام الدكتور جريس أو بدونه، تريد أن ترينا تصميمها للشال الذي سيهدى للبابا في زيارته التاريخية.
عندما جلس بنديكيت السادس عشر على كرسي القديس بطرس، الذي يفترض بأنه من أرضنا المقدسة، بدا صداميًا، ووتور العلاقات مع العالم الإسلامي، باقتباسات جاهلة، رغم معرفته الواسعة، وفي فلسطين تلقى ردًا من الدكتور منير فاشة في كتيب: مسيحية أُمّي.
بعد سنوات، واستمرار فضائح التحرش الجنسي بالأولاد، بدا أن من مصلحة الفاتيكان التخلص من بنديكيت، فالصحافة لم ترحم، فجاء البابا فرانسيس المتسامح والمنفتح وصاحب التأويلات الدينية المفاجأة، إلى كرسي القديس بطرس، وإلى فلسطين، وأعدت مها أيضًا شالاً له.
ثلاثة باباوات زاروا فلسطين، في وقت متقارب، من البابا يوحنا بولس الثاني، الذي لفّ بسيارته شوارع مخيم الدهيشة، وأجبر عرفات كبار المسؤولين على تقبيل يده، ومن بينهم الشيوعي البارز سليمان النجّاب، والدكتور أسعد عبد الرحمن، وبنديكيت الذي زار مخيم عايدة، وفرنسيس الذي زار الدهيشة، وإن لم يلف في شوارعها بسيارتنا، فالسيارة التي جاب بها شوارع بيت لحم، وتوقفت عند جدار العزل والتوسع، هي من إبداع فلسطيني خالص، ومن أموال دافعي الضرائب، وأهدتها السلطة إلى كازانوفا البوظة، التي لم يتوقف إنتاجها على البوظة، واستقرت السيارة المكشوفة في البرندة المطلة على الأراضي التي سلخها الاحتلال عن بيت لحم، وضمها لحدود بلدية القدس الاحتلالية.
في هذه البرندة استقبلنا، خلال السنوات الماضية عدد كبير من الضيوف والأصدقاء من فنايين وكتّاب، ورأينا كيف يبهت فرش سيارة البابا، من كثر صعود الناس إليها لالتقاط الصور، ويبدو أن الإبداع الفلسطيني الخالص لم يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر.
سنغادر البرندة، بقرارٍ عسكريّ من الشرقاوي، لموقفه المفاجئ من الأب إبراهيم، وقرارات الشرقاوي، في الحب والكره، لا تقبل الجدل. لم أعد أتردد على البرندة إلّا لاستقبال بعض الضيوف، وعندما يتصل الشرقاوي، يفضل أن ينتظر في الساحة، على أن يكسر قرارًا اتخذه بإباء.
لم تكن أنوار البابا فرانسيس كلها مضيئة، فصديقتنا التي عاشت في أميركا اللاتينية، اعتبرت وصوله إلى كرسي القديس بطرس، ليس سوى مؤامرة، نظرا لتاريخه الأسود مع عسكرتارية الأرجنتين، أمَّا الدكتور جريس، الذي ذهب لرؤيته، فاجأه ملك الموت وهو في حاضرة الفاتيكان يستعد للدخول والتشرف بالمثول بين يدي البابا.
كتبت عن الباباوات الثلاثة الذي زارونا، تجربة قصصية في مجموعة: رسول الإله إلى الحبيبة.
لماذا كل هذه الثرثرة، والدعاية لمجموعتي القصصية؟ اعتقد أن السبب، أنني لا أريد كتابة أي تعليق على التحفة الفنية: الباباوان (ريما يجترح أحدهم ترجمة أفضل للفيلم). هذا النوع من الفن والجمال، بشكل أو بآخر علاج لتنظيف كل ما علق لدي من حضور عروض فنية وثقافية، الخطابات السياسية الكاذبة والمجاملات هي مقرر مقيت فيها.
ماذا يمكنني أن أقول عن انطوني هوبيكنز، ابن الثانية والثمانين، وهو يجسد دور بنديكيت السادس عشر؟ وماذا عن جوناثان برايس الذي جسد فرنسيس؟ ماذا عن المشاهد، وأماكن التصوير، والسيناريو، والحوار، والإخراج؟
لا كلام خارج، ولا حوار يخدش الأذن، ولا أي شيء من المقرفات التي يعتقد البعض، هنا في أرضنا المقدسة، إنها توابل لفلم ناجح يخدش المقدسات، فلا يفعل سوى وضع كميات ملوثة إضافية في أذاننا، الملوثة أصلاً، من الأصوات التي تنبعث من وسائل الإعلام، والحواسيب، والساحات، والشوارع.


الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

نَبيُّ القَلْبِ . . !


 
الأوصاف التي أُطلقت على السيّد المسيح، كثيرة ومتنوعة، وذات مرجعيات ثقافية قد تكون، أحيانًا، مختلفة.
وَلَكِنَّ الوصف الأكثر تعبيرًا وتبجيلاً، جاء من مكان غير متوقّع أبدًا، كما يظهر على السطح، من حجة الإسلام الإمام الغزالي نفسه، الذي وصف المسيح بأنّه: نَبيُّ القَلْبِ . . !

الاثنين، 23 ديسمبر 2019

عبد الجواد وبورقيبة..!



لا أعرف ابن مخيمي عبد الجواد عيد، ولم أقابله ولا مرة، ولكنني طبعت صورة معينة له في مخيلتي، باعتباره ارتبط بإحدى الأحداث التي شهدها المخيم، التي لم أعيها، ولكنّها ستثير اهتمامي لاحقا، وأحبرها كثيرًا.
في شهر آذار عام 1965م، استقبل المخيم المجاهد الأكبر بورقيبة، خلال زيارته المشرقية، وخرج النَّاس، بأمرٍ من السلطة، أو تطوعًا منهم، مرحبين، وعندما غادر إلى أريحا وألقى خطابه في مخيم عقبة جبر، سرى في البلاد، أن المجاهد الأكبر ارتكب كل الأثافي، بدعوته للصلح مع دولة العدو، ولم يكن نشطاء الأحزاب يحتاجون غير ذلك ليسيّروا المسيرات والتظاهرات، مطالبين بسقوط بورقيبة.
في الدهيشة التي لم تكد تودع المجاهد الأكبر، بما يليق بمكانته، خرج النّاس مستنكرين، مهددين، وتطوّع عبد الجواد عيد، لوضع صورة بورقيبة على مؤخرة حمار. ويبدو أنه من تلك اللحظة أصبح استخدام الحمير في المسيرات الدهيشية، طقسًا واجبًا.
لا أعرف إذا كان ناس الدهيشة، استمعوا فعلاً لخطاب بورقيبة، أم اكتفوا بما تلقوه من نشطاء الأحزاب القوميّة والشيوعيّة. ولا أعرف إذا كان عبد الجواد استمع إليه آنذاك أو لاحقًا، ولكنني عندما قرأت الخطاب بتمعن، بعد سنوات طويلة من ردات فعل الزيارة على المخيم، والتي لم تقتصر فقط على واقعة الحمار، دهشت، من رؤيوية بورقيبة، وتحليله النفسي لشخصيات الزعماء العرب، وإن كان ذلك، ويا للمفارقة، لم يحل، دون أن يصبح شبيهًا بهم، فحكم مطولاً، حتى احتاج لمرافق يرفع يده عاليًا، ليحافظ على تقليد التحية لديه.
قبل أيّام رحل عيد في عمّان، وكتب شاهد على مرحلته، كيف انتبه، والاحتلال الجديد يدخل ما تبقى من فلسطين الانتدابية، إلى مخفر الشرطة الذي لم غادره أصحابه، فحرقه، ليفني الملفات التي تخص نشطاء الأحزاب، حتىّ لا تقع بأيدي المحتلين الجدد. ولكن هل حقق هدفه فعلاً؟
في الواقع وضع المحتلون الجدد يدهم على الملفات أجهزة الأمن المفصلة، وقُدمت في وقتٍ لاحق، لأمنون كوهين، المختص الإسرائيلي بالتاريخ العثماني، فدرسها ووضع الدراسة الموثقة الوحيدة، عن الأحزاب ونشطائها خلال الحقبة الأردنيّة في الضفة الغربيّة.
رحم الله عبد الجواد عيد الذي مات بعيدًا ليس فقط عن أرض المخيم، الذي أبعدته النكسة عنه، ولكن عن قريته تل الترمس، التي أبعدته عنها شيء سماه العرب النكبة.

الأحد، 22 ديسمبر 2019

ضد القهر ولو في الصين...!



بالتأكيد تضطهد الصين، مسلمي الإيغور، ليس بسبب ديانتهم، ففي الصين ملايين المسلمين، تعترف الصين بخصائصهم الثقافية، كما في مقاطعة نينغشيا لقومية هوى المسلمة، التي زرتها، وبدا أنهم يتمتعون بحقوقهم الدينية، والحفاظ على شذراتهم الثقافية، من النقوش العربية على قبورهم، إلى الحمامات بدون المقاعد الإفرنجية التي تمكنهم من الوضوء، واحتفاظ كل منهم باسمه الديني العربي.
جزء من المسلمين في الصين، كانوا من  نحو 100 مليون صيني تمكنت القيادة من نقلهم من تحت خط الفقر، وأسكنتهم مدنًا حديثة، وهو أمر هائل،، أشادت به واحدة من الخصوم؛ هيلاري كلينتون في مذكراتها.
تُخضع الصين، مسلمي الإيغور، للحكم العسكريّ أو ما يشبهه، وتعمد إلى ممارسات فاشية واستالينية، كإعادة التأهيل، وفصل الأطفال عن عائلاتهم، ووضعهم في بوتقة صهر ثقافية، ليصبحوا صينيين شيوعيين جيدين، يؤمنون بالحزب القائد، والزعيم الخالد.
لم تنكر الصين تقارير التليغراف والبي بي سي، ولها تاريخ مع هذا النوع من الفاشية على الطريقة الماوية، كالثورة الثقافية مثلاً، وحكم عصابة الأربعة.
كأحرار، علينا رفع الصوت عاليًا، بل هذا ما يجعلنا أحرارًا غير مزدوجي المعايير، ضد ممارسات حكم الحزب الواحد، والزعيم المؤبد، بحق أقلية صينية، ربما تكون ضحية التجاذبات السياسية بين تركيا والصين، وإن كان ذلك أحد أوجه الأزمة.
على الأحرار المهتمين بالقضية الفلسطينية، أن يقلقوا من العلاقات التي تتطور باستمرار بين دولة الاحتلال والصين، والاستثمارات الصينية التي تزداد في دولة الاحتلال. الحديث ليس فقط عن ميناء حيفا، ولكن عن ما يتوقع، من تمويل صيني لمشروعات إستراتيجية في دولة الاحتلال.
من المؤسف أن الدول ليست جمعيات خيرية، وليس ذنب الصينيين، أننا لم نستفد من صداقتهم الطويلة لنا، ولكن من الحمق، تصور أن الصداقات غير المشروطة  يمكن أن تستمر للأبد. فللصين التي تحظى بثاني أكبر اقتصاد رأسمالي في العالم، مصالحها.


السبت، 21 ديسمبر 2019

أسوأ كتب 2019م



سأخرج هذا العام، عن مألوف ترشيح أفضل الكتب للعام الذي سينصرم، وقررت الإشارة إلى أسوأ الكتب التي قرأتها، واخترت كتابين، الأوَّل لن أتحدث عنه كثيرًا لأنّه لا يمكن أن يصنف ككتاب، وشكَّل بالنسبة لي سقوطًا مروعًا لناقدٍ ومفكر فلسطيني.
أمّا الثاني، فعندما أنهيته، تساءلت ما الهدف الذي يجعل كاتبًا ومفكّرًا وسياسيًّا مرموقًا، أن يضع اسمه كمحاور للمناضل جورج البطل.
من الصعب تصنيف الكتاب في أنواع السيرة، رغم أنّه مُصَنَّفٌ كذلك على الغلاف، أعتبره نوع جديد من السَّيْرِ: سيرة طق الحنك، فى ظل عدم وجود لمنهج في الكتاب، غَيْرِ التَّكْرارِ، وعدم تحرير الحوار مع البطل، ولا وجود لفهرست للأماكن الإعلام في نهاية الكتاب.
بعد أن أنهيت الكتاب، وجدت نفسي مشمئزًا من كثير من مواقف البطل، اَلَّذِي مارس، مثلاً، أسلوب الاغتيال الرَّمْزيِّ لرموز مهمة كَاَلْمُفَكِّرِ الشَّهيدِ مهدي عامل، ملمحًا أنّه يكتب تلبية لأفكار قادة حزبه المُتَنَفِّذِينَ. ويمكن أن يمتد الاشمئزاز إلى مواقف الحزب الشيوعي اللبناني نفسه. مثلاً دعمه لحرب صدّام ضد إيران، والثمن القبض من السفارة العِراقيَّةِ في بيروت.
يورد فواز طرابلسي، ما يعتقد أنها الأسباب التي جعلت البطل يختاره ليروي له سيرته، ولا شك بأن اختيار البطل، كان سيئًا.
لماذا تلجأ دور النشر إلى إصدار كتب مضروبة؟ ولماذا يمكن لها أن تقامر بسمعتها؟

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

مرقص في موته..!



‏‏مثل معمار سنان، أبدى المهندس مرقص نصَّار، أيضًا، تواضعًا، ولكن بدون انحناء
بنى معمار سنان قبره الصغير، ليس بعيدًا عن تحفته السليمانية في اسطنبول، وفي مقبرة اللاتين في بيت لحم، ينتصب ضريح مرقص، ليس بعيدًا عن قصره، الذي لم يكن، برأي أفضل أعماله، وإن كان يحوي عناصر الحداثة في زمنه.
لا شك بأنَّ مرقص، عمل على تصميم الضريح، قبل رحيله، فجاء معبرًا، بشموخه وانسيابيته، عن مسيرته، ويضم بعض التفاصيل، التي لا شك فخر بها، مثل حصوله على وسام القديس سلفسترس من رتبة قائد، الذي منحه له البابا يبوس العاشر.
تنتشر فوضى الأذواق في المقبرة، التي تعبر لدى البعض عن ثراء معين، ولدى آخرين، تكشف عن الفن العفوي لحجّاري المدينة، اللذين كان كثير منهم لا يقرأون، أمّا مرقص فمن الواضح أنّه تعامل مع فنان أو فنانين محترفين.
بجانب النقش الخاص ببروتريه مرقص الحجري، يمكن ملاحظة نقش جميل صغير جدًا، يدل، على الأرجح إلى اسم النحّات: F.HARV.EY.
أي نحات هذا؟ وكيف تعاون مع مرقص، لِجَدل لحظة الرحيل الأخيرة؟
مرقص، أحد أبرز المهندسين الفلسطينيين، في الثلث الأوّل من القرن العشرين.
أراد، حتّى في موته، أن يكون أنيقًا، مشعًا، بدون بريق، وزغللة عيون..!

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

مدينة الأسوار...!



القدس، أيضًا، هي مدينة الأسوار، كم مرة هدمت الأسوار، وكم مرة بنيت؟
السور العثماني المحيط بالمدينة الآن، بُني، بسبب قصة فلكلورية، عن حلم للسلطان سليمان، أجزعه، فوضع أُسود الظاهر بيبرس المملوكية، على باب الأسباط، في مكرٍ شعبي، بأن لا أحد يمكن أن يرى نفسه سيدًا مطلقًا على المدينة التي توالى عليها أمثال السلطان حتّى لو كان القانوني؛ أمراء وملوك، وأغاوات كثر.
حجارة الأسوار نفسها، تكشف عن عمليات هدم وإعادة بناء لم تنتهِ، ويمكن إعادة كل حجر إلى عهد محدد، من عهود المدينة المديدة، التي تصطف كلوحة على الأسوار. تتغير العهود والناس، وتبقى الحجارة.
تكشف أسوار المدينة المكتشفة والتي ستكتشف، عن حدود متغيرة؛ تمددت المدينة وتقلصت، وتعالت، وعاشت فترات بدون أسوار.
في حدود حارة اليهود الكولونيالية، ثمة سور، كشف عنه عالم الآثار نحمان أفيغاد في حفريات غير شرعية، في سبعينات القرن الماضي، سيعرف بالجدار العريض، عرضه سبعة أمتار، وكان يرتفع ثمانية أمتار، كارتفاع جدار الفصل والتوسع الحالي، ورغم عرضه فإنَّ السور الدفاعي يكشف عن قدس صغيرة في عهد أحد الملوك التوراتيين (جزقيا) كما يقدم الآن.
وهو يصرخ: "وجدته..وجدته" كان أفيغاد يفكر بالتوراة، ووجد ضالته في أشعيا (22:10).
بُني الجدار العريض المثير، لمواجهة حملة سنحاريب على البلاد، الذي دمر القرى المقاومة في الهضاب الوسطى، وأخذ سكانها أسرى، ووثق ذلك على جدارياته.
من بنى سور القدس المثير العريض هذا؟ وكيف يمكن النظر بحياد إلى مدينة نصية كالقدس؟
لن تتغير العقول، المحاطة بالأسوار الدينية، والقومية، والسياسية، في نظرتها إلى القدس، وفي أثناء ذلك، يمكن التمتع بكل ما في هذا المتحف المفتوح المسمى القدس.


الأحد، 15 ديسمبر 2019

شفافية بين جانبين..!



في فلسطين أكثر المؤسسات التي تفتقد الشفافية، أكثرها حديثًا عنها، وكثير من المؤسسات المدنية، إن لم تكن جميعها، تبدو لنا كمجموعة من الطلاسم والأسرار لا نعرف عنها شيئًا، وتنتشر كالفطر، دون معرفة الهدف منها.
في دولة الاحتلال يعرفون عن أنفسهم الكثير، ويعرفون عن ما لدينا أكثر مما نعرف، هذا إذا كنا نعرف أصلاً.
منظمات حقوق الإنسان الليبرالية في دولة الاحتلال، تتلقى دعمًا من مؤسسة تسمى صندوق إسرائيل الجديد، وهي منظمة مانحة صهيونية ليبرالية، مقرها الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية، ولها مكاتب في كندا وأوروبا واستراليا ودولة الاحتلال.
هذا الصندوق هو أكبر مانح لمنظمات حقوق الإنسان الليبرالية في دولة الاحتلال، جمع أكثر من 200 مليون دولار على مر السنين معظمها تقريبًا من متبرعين يهود يعيشون في الخارج.
هدفه واضح: "تعزيز المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لجميع السكان، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو الهوية الوطنية" ويصف نفسه بأنّه "صاحب الفضل، المعترف به على نطاق واسع، في بناء المجتمع المدني التقدمي في إسرائيل من نقطة الصفر" وأيضًا يعتبر نفسه: "مؤسسة رائدة في مجال دعم الديمقراطية في إسرائيل" ومساءلة قادة دولة الاحتلال أمام القانون.
لا يوجد رئيس مؤبد للصندوق، لا تنتهي ولايته إلَّا بالموت، ومن ترأسه، كعضو الكنيست السابقة نعومي حزان، تمتعوا بسمعة جيدة.
لنلاحظ كيف يمكن ليهود الشتات، أن يتبرعوا لصندوق يدعم منظمات تصدر تقارير توثق وتدين إجراءات دولة الاحتلال في الأراضي المحتلة، كمنظمة بتسيلم، ليس من  أجل عيون الفلسطينيين، ولكن لتعزز الأهداف التي أعلنها الصندوق.
ما هي أهداف الجهات المانحة التي تدعم المؤسسات الفلسطينية؟ هل لتعزيز المجتمع المدني الفلسطيني، أم لتعزيز الفساد؟
هل تمكن المجتمع المدني الفلسطيني من إظهار رموز حقوقية، ومدنية، ذات مصداقية، ويمكن لها أن تطلع بدور تغيري في المجتمع؟
من يعلم كيف حوّلت المنظمات النقابية، والشبابية، والاتحادات المهنية، وغيرها من دورها الكفاحي والمهني، إلى منظمات تعتاش على أموال المانحين؟
هل يوجد حقًا مجتمع فلسطيني مدني؟ أم مجتمع غابات الفصائل المفلسة، والذي يدار من قبل صندوق أسود لا نعلم أين مقره، ومن الجهة المعادية التي تقوده؟
كتاب عن حقّ الإنسان في الهيمنة لكاتبيه نيكولا بيروجيني وليف غوردون، يستحق إلقاء نظرة عليه..!

السبت، 14 ديسمبر 2019

على باب زويلة..!



‏يؤسطر المخرج البريطاني بيتر ويبر موت طومان باي، اخر سلاطين المماليك، الذي تصدى، للاحتلال العثماني للشام ومصر.
تشي مشاهد الإعدام، بمرجعية لدى ويبر، تتلخص بحادث إعدام آخر سبق موت طومان باي بنحو 1500 سنة، وأقصد صلب السيّد المسيح في القدس. وهذا أمر مبرر، إذا عرفنا خلفية المخرج الثقافية المسيحية التي علقت بها أشهر حادثة صلب في الإمبراطورية الرومانية.
يسير طومان باي التلفزيوني، الذي اتخذ شكل السيّد المسيح في الرؤى الغربية، رغم سحنة الممثل خالد النبوي السمراء، نحو منصة الإعدام، ممسكًا بنسخةٍ من المصحف الشريف، يحيط به جنود لا يشبهون في زيهم العثمانيين، وإنما الجنود الرومان، ويظهر المخرج تعاطف وألم الحضور مع طومان باي، وكذلك نرى حبيبته أو زوجته التي تبدو كواحدة من المريمات اللواتي تابعن مسير السيّد المسيح في درب الآلام، وكذلك صديق طومان باي، وكأنّه أحد حواري المسيح.
وبعكس آلام المسيح، فإن درب طومان نحو المشنقة، أراده المخرج بدون تعذيب ولا مشاهد قاسية، إنما شخص ذهب إلى موته بدراية وعلم، بخلاف المسيح الذي كان حائرًا فصرخ: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟".
يسقط المصحف من طومان باي بعد شنقه، فيسرع طفل لالتقاطه، وهو مشهد يحيل إلى فيلم عمر المختار لمصطفى العقاد، ويرمز للأمل والاستمرارية.
هل كان المماليك أفضل من العثمانيين؟ ولماذا علينا أن نقف مع هذا الطرف المسلم الذي يقتل مسلمًا باسم الإسلام؟
يكشف لنا أرشيف مجلس الوزراء في تركيا، المنشور بالعربية في ستة مجلدات، عن لواء القدس (ناحيتا القدس والخليل) الأوضاع في اللواء في القرن العثماني الأوَّل، ومنه يمكن أن نستنج مدى الكارثة التي حاقت بفلسطين حيث هُجّرت قرى، وقرى أخرى لم يبق فيها إلَّا أعداد قليلة، والضرائب التي تثقل كاهلهم، ويمكن أن نتخيّل الأساليب التي واجه فيها الفلاحون الوضع الصعب؛ بالهروب، وترك الأرض.
خلال 400 سنة لم يبني فيها العثمانيون مدرسة واحدة في برّ القدس.
يمكن لأحد أن يصف عصر المماليك في الشرق العربي، بالعصر الأسود، ولكن في القدس كان عصرًا أبيض، عاش فيها الكثير من المماليك الذين نفوا إلى المدينة المقدسة، وما زالت العمارة المملوكية تبز المنشآت العثمانية فيها، وكثير منها هو استمرارية لعصر المماليك، وينسب للسلطان سليمان القانوني.
ثقافيًا؛ فإن التأثير المملوكي-المصري على الفلسطينيين المعاصرين، أوضح بما لا يقاس من تأثير العثمانيين.
400 سنة، انتهت وكأنها محض هباء، أدت إلى أن يواجه شعبنا، المثخن بالجراح، في ظرف صعب، البريطانيين، والغزوة الصهيونية. ولم يكن يستطيع الانتصار.
تمكّن الأتراك من بناء دولة حديثة على أنقاض الخلافة العثمانية، وما يحسب لأردوغان، اقتصاديًا وتنمويًا، هو نتاج الدولة العلمانية الحديثة، التي يقودها.
أمّا نحن فلا شيء تغير من إعدام طومان باي على باب زويلة، إلى مذبحة رابعة، وبراميل البعث القومية..!

الخميس، 12 ديسمبر 2019

الدقائق العشر التي كانت ستهز فلسطين..!




أفنى الصديقان القديمان ادوارد وإيمان، عمريهما في تأسيس وتنمية مشروعهما المسرحي عشتار، وولدت ونمت في إطاره ابنتهما عشتار، التي (ويا للمفاجأة..!!) أصبحت ممثلة.
قبل انتهاء عرضها المسرحي في جامعة النجاح، بعشر دقائق طُلب منها إنهائه، فطلبت منحها الدقائق العشر لإكماله، ولكن الرفض جاء قاطعًا باترًا، وهذه المرة ليس من "القوى الظلامية"، ولكن من جهة علمانية مثّلها الدكتور الموسيقي غاوي غاوي.
لا فروق كثيرة بين الظلاميين والتنويريين في بلادنا، إذا لجأنا لمنهج الحفر، سنجد أن المعضلة بنيوية.
الجنرال غاوي، ألقى خطبة مقتضبة، بعكس الخطب المطولة للجنرالات، معلنا فيها: "هذه الجامعة تحترم نفسها وهذه الجامعة لها قوانينها، اللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه ما يجيش على الجامعة".
وكأنَّ الجامعة من ممتلكاته، ورثها في لحظة ضياع..!
لم أشاهد عرض عشتار، لأعطي رأيا به، ولكن المسألة بالنسبة إليَّ تعيد طرح الأسئلة حول مفهوم الجامعة؟ ما هي الجامعة؟ وماذا نبتغي منها؟
بالطبع كثيرون يعلمون، بوضع الجامعات المتردي تحت الاحتلال، على الأقل مقارنة بالجامعات في دولة الاحتلال.
مفهوم الجامعة يسمح للشابة عشتار التي أرادت أن تعبر عن جيلها، وليس عن جيل والديها، أن تقدم ما لديها، ويسمح للمعارضين والمؤيدين والناقدين والشتامين وغيرهم من مناقشتها.
لا أعرف كيف يمكن أن تنظر الشابة عشتار لبلدٍ، رفض منحها عشر دقائق، اعتقد بأنه وطن لا يستحقها. ماذا كان سيحصل لو أكملت عشتار عرضها؟ هل ستهز جامعة النجاح؟ هل ستهز البناء المجتمعي الفلسطيني؟
عشتار في سن لا تقبل فيه النصائح، ولولا ذلك لنصحتها بإمساك الفرص التي بين أيديها، لتحقق نفسها بعيدًا عن الوطن الذي رفض منحها الدقائق العشر. إذا بقيت فيه فسيكتب عليها محاربة طواحين الهواء.
أمر آخر مهم، وهو من مشاغلي، يتعلق بممارسة القمع في ظل الاحتلال، كيف يمكن لمحتل أن يقمع آخر يعاني مثله من قمع الاحتلال، نحن أمام سلسة من ضحايا الضحايا، إذا كنا كفلسطينيين ضحية الضحية اليهودية، فإننا نمارس أيضًا الدور القمعي. حلقات قمع لا تنتهي في الأراضي التي ما زالت محتلة.

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

نسر دير أبان الوديع..!











كشف آثاري جديد، يؤكد مكانة قرية دير أبان المهجرة، التي تبعد نحو 30 كلم، جنوب القدس، في الحقبة البيزنطية.
قبل نحو 1500 عامًا، كانت القرية، مقصدًا للحجاج المسيحيين، الذين يزورون كنيسة مهيبة، أطلق عليها اسم (الشهيد المجيد). قد لا نعلم بعد كل هذه القرون، شيئا عن الشهيد المقصود، ولكن بالنسبة لأسلافنا، شكّل لهم رمزًا، كما أظهرت الحفريات التي نفذتها سلطة آثار الاحتلال في الموقع، وكشفت عن أرضيات فسيفسائية جميلة جدًا، وسرداب حفظت فيه آثار "الشهيد المجيد" المجهول.
وحسب بيان لسلطة الآثار الاحتلالية، فانه عثر على مئات من السرج، ولقى أثرية أخرى، خلال أعمال التنقيب التي استمرت ثلاث سنوات.
وكشفت النقوش في الكنيسة، أنها سميت باسم كنيسة الشهيد المجيد، على اسم الشخصية التي كرست لها الكنيسة والتي ما زالت هويتها غامضة.
وظهر في أحد النقوش اليونانية، اسم الإمبراطور الروماني الشرقي تيبيريوس الثاني قسطنطين لتمويله توسعة في الكنيسة، الذي حكم الإمبراطورية البيزنطية بين عامي 578 و 582 م، أي بعد نحو قرنين من الانقسام بين بيزنطة وروما، وبعد قرن من انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، وأفولها إلى الأبد.
وحسب سلطة الآثار الاحتلالية، فان المبنى الرئيس للكنيسة يعود إلى بضعة عقود سبقت حكم الإمبراطور جستنيان، الذي أعاد بناء الكنائس الشهيرة في فلسطين، ككنيسة المهد، بعد هدمها في ثورة السامريين.
يظهر في هيكل الكنيسة قاعة رئيسية مركزية محاطة بعمودين من المرمر، إضافة إلى الأرضيات الفسيفساية الرائعة، المستوحاة  من الطبيعة مثل أوراق الشجر والزهور والطيور النابضة بالحياة، بما في ذلك نسر مجنح رمزا للإمبراطورية البيزنطية.
ويبدو أن الفنان الذي أنجز لوحة النسر، لم يلتزم بالصورة التقليدية للنسر رمز الإمبراطورية البيزنطية، فجاء نسره، رسما لطير وديع بجناحي نسر.
وذكرت مدينة طبريا في أحد النقوش، وحسب مدير الحفريات في الموقع بنيامين ستورشان، فإن هذا النقش له أهمية تاريخية محددة.
وحسب بيان سلطة الآثار الاحتلالية فان العديد من المصادر المكتوبة تشير، إلى أن الإمبراطورية مولت الكنائس في الأراضي المقدسة، لكن الحفريات الأثرية لم تكشف إلا القليل من النقوش المتعلقة بهذا الأمر كالنقش الذي عثر عليه في دير بان، التي يطلق عليها الإسرائيليون بيت شيمش.
تؤدي مجموعتان منفصلتان من السلالم في الكنيسة إلى سرداب، مما يسمح لمجموعات كبيرة من الحجاج بزيارتها في نفس الوقت، وكشفت الحفريات أيضًا عن حوض تعميد على شكل صليب.
وجاء الكشف عن بقايا الكنيسة خلال أعمال البناء لتوسيع ضاحية رمات بيت شيمش، التي بنيت على أراضي دير أبان، وحسب وزارة البناء الإسرائيلية، فإنها استثمرت نحو 70 مليون شيقل في الحفاظ على الحديقة الأثرية في الموقع، منها نحو 7 ملايين شيقل ذهبت إلى الحفريات نفسها.


الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

الديكتاتور في خريفه..!


ولد أدولف هتلر، وشارلي شابلن، في نفس العام (نيسان 1889)، وحملا نفس الشارب، الذي وصفه المخرج الروسي ايزنشتاين بالفراشة السوداء.
ولكن ثمة فرق بين الشاربين؛ بالنسبة لشابلن لم يكون سوى شارب مزيف، شيء يشبه القناع، خاص بالشخصية الساخرة التي اخترعها، ولكن بالنسبة لهتلر، فإن الفراشة السوداء، أضحت جزءًا من شخصيته، حتى إنها عُرفت باسم الشارب الهتلري. ولا أعرف لماذا لم تعرف باسم مخترعها.
سيسخر شابلن كثيرًا من هتلر، ويتهمه بسرقة شاربه الذي اخترعه، كعلامة فارقة لشخصية هزلية، تمثل البطل من غير بطولة (انتي هيرو)، بينما هتلر فسرق الشارب ليكون علامة لبطل حقيقي لا يقهر، كما رأى نفسه، وسيتولى جوبلز الباقي.
سيعلي شابلن سقف السخرية من هتلر في فيلمه الديكتاتور العظيم، عندما يقدم هتلر كشخصية معقدة، وضعيفة، وسخيفة، وجبانة، ويجعل العالم أجمعه يضحك على ذلك الديكتاتور، ويبشر بخريفه ونهايته، وهو ما حدث، اختفى هتلر مع طاقمه ومن بينهم جوبلز الذي كذب وكذب حتى صدق نفسه، وصدقه الديكتاتور.
لم ليكن التأثير بين الاثنين، من جانب واحد، فهتلر تمكن من إنطاق شابلن، ففيلم الديكتاتور هو أوّل فيلم ناطق لشابلن، الذي بقي وفيا لأفلامه الصامتة، ويبدو أنه استمر في رفضه استغلال التقنية الجديدة في الأفلام مدة عشر سنوات، حتى أنتج فيلم الديكتاتور العظيم عام 1940م، ولم تكن بلده أميركا قد دخلت الحرب، ولم تكن تستشعر خطر هتلر.
كتبت مجلة فرايدي الأميركية: "إن لأودلف هتلر ملايين من الأعداء ولكن الرجل الصغير الحجم الذي ولد في نفس السنة مع هتلر، شارلي شابلن، يعتبر واحدا من اعتى خصوم هتلر".
لا يختلف ديكتاتور شابلن، عن أي ديكتاتور في شرقنا السعيد، فلكل ديكتاتور جوبلزه على مستواه وبحجمه.
في حين نفتقد الساخرين العظام، أمثال شابلن، وغير العظام، فإنَّ النّاس، تسخر من كل ديكتاتور وجوبلزه، وهي تعلم بأنّ لكل ديكتاتور خريفه، ولكن الديكتاتور لا يقتنع، يؤمن إيمانًا عميقًا بأنه نصف إله، وبأنَّ الآلهة كانت حاضرة لحظة تكونه في بطن أمه.
الفرق بين جوبلز هتلر، وجوبلز الديكتاتور الشرقي، بان الأوّل صدق نفسه وانتحر مع ديكتاتوره، أمّا الثاني، فهو جاهز ليكون عبدًا لأي سيد، يؤلف من أجله المطولات، من أموال الشعب.



الجلسة الثانية لمحاكمة المتهمين في قضية إسراء غريب


الاثنين 9-12-2019
بيان صحفي من مجلس القضاء الاعلى بخصوص الجلسة الثانية من محكمة #اسراء_غريب

خلال الجلسة الثانية في قضية إسراء غريّب

والد إسراء يطلب من المحكمة أن يقدم شهادته سراً
قررت محكمة بداية بيت لحم أن تستمع إلى شهادة والد المغدورة إسراء غريّب بشكلٍ سرّي حفاظاً على النسيج المجتمعيّ حسب قرارها، وذلك بناء على طلبه إذ قال للمحكمة "هناك أمور لا أريد الحديث عنها علناً، وأنا جاهز أن أذكر التفاصيل في جلسة سرية".

وجاء ذلك اليوم خلال انعقاد الجلسة الثانية لقضية المغدورة إسراء غريّب في محكمة بداية بيت لحم، التي استمعت خلالها المحكمة إلى ثلاثة من شهود النيابة العامة حول جميع التفاصيل المتعلقة بحادثة القتل، وناقشتهم النيابة والدفاع أمام المحكمة، وحددت موعد 30/12/ 2019 لاستكمال سماع الشهود.

واستمعت المحكمة إلى شهادة والد المغدورة الذي أوضح للمحكمة نجاح ابنته ونشاطها وتفوّقها الدراسي، وحبها لعملها في مهنة الماكياج، وتحدث حول اضطرابها النفسي وعصبيتها في الفترة الأخيرة قبل الحادثة، حيث فقدت شهيتها للطعام وامتنعت عن الدوام في العمل والجامعة، بالإضافة إلى توجسها الدائم من أعمال السحر والشعوذة خلال تلك الفترة، ثمّ طلب من المحكمة أن يقدم شهادته بشكلٍ سريّ حفاظاً على خصوصيات معينة.

كما قدّم الطبيب في مستشفى الحسين في بيت لحم شهادته حول حالة إسراء في المستشفى، وسلوكها وسلوك عائلتها وما جرى من أحداث تخصّ القضية، و أوضح كيف طلب الأهل إخراج ابنتهم من المستشفى على مسؤوليتهم، مؤكداً للمحكمة أن قانون المستشفى يسمح بذلك.

واستمعت أيضاً إلى شهادات الممرضين في مستشفى بيت جالا، وقسم الطوارئ.