أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 30 مارس 2009

سجن نابلس

18

سجن نابلس (القشلة)..تاريخ وذكريات شخصية، الذكريات سنتركها لزمن اخر، اما التاريخ، فهو لا يهم احدا، خاصة اذا كان هناك قرار من الاجهزة التنفيذية للسلطة الفلسطينية بهدمه، وتوفر 34 مليون يورو من الدول المانحة لهذه الغاية، كان لدى السلطة فرص مهمة للتعامل مع قضايا الاثار الفلسطينية، ولكن ما حدث ويحدث يدل على ان كل شيء يتوقف على اذا كان هناك قرارا من جهة ما عليا، عندها يتم تجاوز كل القوانين.


قبل سنوات وقفت مع عمر صلاح، مدير دائرة اثار بيت لحم (الذي زهق وتقاعد)، على شرفة مكتبه، لنرى المبنى الحكومي الاثري ينهار (الذي صور فيه بدر وابراهيم لاما فيلمهما الهارب)، رغم مخالفة ذلك لقانون الاثار، قابلت حينها وزير السياحة المغلوب على امره، ولكن قرار عرفات كان قاطعا: اهدموا.


وشيد مكان المبنى مركز ثقافي بتمويل سويدي، وتم ذلك على اثار في غاية الاهمية ليس على المستوى الفلسطيني ولكن العالمي ( لدينا صور عنها).


الان يجري امر مشابه فيما يتعلق بسجن نابلس، مدير دائرة اثار نابلس، يقود حملة معارضة لهدم السجن، وهي حملة هامة، امل ان تثير اهتمام الراي العام المحلي، ولكن كنت اتمنى، ان تبذل دائرة الاثار في نابلس جهدا فيما يتعلق بالاثار الهامة والمهملة كالمقبرة الرومانية الغربية، التي تحولت الى مكب نفايات، ومضمار سباق الخيل، والمدرج الروماني المتهدم الذي يمكن ان يكون الاكبر في الشرق الاوسط، وتل بلاطة (شكيم القديمة الفاتنة)، ولماذا لم نسمع الصوت عاليا عندما سمح لرجل الاعمال الشهير (المرشح ليصبح رئيسا للوزراء) ببناء قصره على قلعة صليبية في جبل جرزيم، واكثر من هذا عمل متحفا شخصيا للاثار التي تم العثور عليها في المكان، واصبح القصر موضوعا لاهتمام صحف ووسائل اعلام عالمية من النيوزيوك الى السي ان ان.


السياسة والنفوذ والفساد فوق القانون في فلسطين، عموما هنا تقرير لرويترز عن الموضوع:





أخلت السلطة الفلسطينية مساء السبت سجن نابلس المركزي الذي يعود بناؤه الى الدولة العثمانية من نزلائه تمهيدا لهدمه رغم معارضة دائرة الاثار العامة.



وقال جمال محسين محافظ نابلس لرويترز يوم الاحد "صدر قرار من مجلس الوزراء بهدم المبنى (السجن المركزي). تم الليلة الماضية نقل السجناء منه الى مكان اخر تم استئجاره الى حين انشاء سجن جديد سيكون ضمن المواصفات الدولية."


وأوضح محسين ان ما يجري من اعمال بناء مكان مقر المحافطة الذي دمره الاسرائيليون خلال سنوات الانتفاضة يهدف الى اقامة مجمع للاجهزة الامنية اضافة الى سجن مركزي ومستشفى عسكري بتمويل من الاتحاد الاوربي يبلغ اربعة وثلاثين مليون يورو. وقد بدأت الاعمال بانشاء السور الخارجي للموقع.


ولم يعط المحافظ موعدا محددا لهدم الجزء المتبقى من مبنى السجن المركزي مكتفيا بالقول "الاليات تعمل في المكان".


يلقى هدم سجن نابلس المركزي الذي يعود تاريخه الى مئة وثلاثة وثلاثين عاما معارضة شديدة من خبراء الاثار وقال حمدان طه مسؤول الاثار العامة في السلطة الوطنية لرويترز يوم الاحد "لم يصلنا اي قرار من مجلس الوزراء واذا صدر هذا القرار فانه مخالف للقانون."


ينص قانون الاثار المعمول به في مناطق السلطة الفلسطينية في احدى مواده على انه "يعتبر اثار أي شيء منقول او غير منقول انشأه أو صنعه أو نقشه أو بناه أو رسمه أو عدله انسان قبل مئة سنة ميلادية من الوقت الحاضر."


ويضيف القانون "يحظر اتلاف الاثار المنقولة أو غير المنقولة أو الحاق الضرر بها."


واضاف حمدان "قدمنا (دائرة الاثار العامة) تصورا شاملا للحفاظ على المبنى كجزء من التاريخ وان هدمه يعني ازالة جزء من الذاكرة الفلسطينية."


يعتبر مبنى سجن نابلس المركزي الذي يطلق عليه اسم (القشلة) الوحيد المتبقي كنموذج للبناء العسكري خلال الفترة العثمانية وكانت اجزاء منه تعرضت للهدم خلال الاجتياحات الاسرائيلية للمدينة في الانتفاضة الثانية والمستخدم حاليا كسجن من قبل السلطة الفلسطينية.


وقال ضرغام الفارس مسؤول دائرة الاثار في نابلس "بقي من المبنى الذي شيد بين عامي 1872 و1876 في عهد السلطان عبد العزيز خان ابن السلطان محمود الثاني 13 غرفة بمساحة 1600 متر مربع".


وأضاف "هذا المبنى شاهد على تاريخين.. التاريخ العثماني في هذه المنطقة وعلى جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الابنية التاريخية الفلسطينية عندما هدم اجزاء منه في الانتفاضة الثانية. وقد شيد على نفقة اهالي نابلس الذين ضاقوا ذرعا بالجنود العثمانيين الذين كانوا يقيمون داخل المدينة."


وتابع "الاهالي شكلوا لجنة لجمع التبرعات ومن لم يكن قادرا على دفع التبرعات كان يعمل بنفسه في البناء وقام المهندس الحربي نور بك بوضع تصميم البناء والاشراف عليه".


وقالت خلود دعيبس وزيرة السياحة والاثار في الحكومة الفلسطينية لرويترز ان وزارتها "قدمت مجموعة من الاقتراحات لمجلس الوزراء للحفاظ على هذا المبنى ليس لاهميته كبناء معماري فقط بل لانه جزء من الذاكرة الفلسطينية."


واضافت "انني ضد هدم هذا المبنى واذا كنا نحن كجهة رسمية نقوم بهدم المباني التاريخية فكيف نطلب من الناس المحافظة على المباني التاريخية."


وترى دعيبس انه بالامكان الحفاظ على المبنى القديم ودمجه مع المباني الحديثة وقالت "نحن على اتم الاستعداد للمساهمة من خلال مهندسينا على وضع تصور شامل لدمج المبنى المتبقي من السجن مع المباني الحديثة ليكون متحفا او شاهدا على الذاكرة الفلسطينية."


وتسعى السلطة الفلسطينية الى ادراج مدينة نابلس على لائحة التراث العالمي. وقال طه "المدينة (نابلس) موضوعة على اللائحة التمهيدية من اجل وضعها على لائحة التراث العالمي لما تضمه من مواقع أثرية مرتبطة بروايات تاريخية ودينية ومنها البلدة القديمة في نابلس وجبل جرزيم وبلدة سبسطية وغيرها من المواقع".




وهنا جزء من تقرير عن سجن نابلس نشرته وكالة معا الفلسطينية:

اصدرت دائرة الاثار في نابلس نشرة توعوية حول سجن نابلس قالت فيه: على مدخل "القشلة " سجن نابلس -الذي دمره الاحتلال- في الجدار الشمالي للمبنى وعلى ارتفاع 4 م نقش على لوحة حجرية بخط فارسي عثماني جاء فيه: الغازي عبد العزيز خان بن محمود الثاني المظفر دائما سنة 1292 نصر من الله وفتح قريب.


كما ضم النقش ثلاثة أبيات شعرية وهي:


بالمعالي أنشات قشلة من ذوي الثروة والمكرمة


خدمة منهم لسلطانهم صاحب الصولة والمرحمة


شكرهم اذهم عبيد له أرخوه بهذه التقدمه


وقد استخدم نظام "حساب الجمل" في توثيق تاريخ إنشاء المبنى، وهي طريقة قديمة استخدمها العرب قبل الإسلام، وتستخدم لتسجيل التواريخ والأرقام باستخدام الحروف الأبجدية، بحيث يرمز كل حرف لرقم معين، ومن خلال تشكيلة الحروف ومجموعها يتم التوصل إلى التاريخ المقصود.


وفي الأبيات الشعرية الثلاثة المنقوشة على مدخل القشلة استخدمت كلمتي (بهذه التقدمة) في عجز البيت الأخير لتدل على تاريخ إنشاء المبنى، وأحرف كلمة بهذه (2+5+700+5) = 712، وكلمة التقدمة (1+30+400+100+4+40+5)= 580. 712+580=1292. وهو التاريخ الهجري للانتهاء من بناء "القشلة".



يوم الارض

17 25 37

46 يوم ارض اخر ومختلف..لم تعد الارض هي الارض، ولا النضال هو النضال..

فلسطين كانت تشتعل في يوم الارض او ايام الارض، اما الان فنضال رمزي، وممول من جهات غربية..الارض..الارض...ارض فلسطين تتسرب كالرمال، من بين الاصابع، اقصد ما تبقى منها..

الأحد، 29 مارس 2009

بوابة تل القاضي الكنعانية

16 24 36

45 اعلنت سلطة الاثار الاسرائيلية عن افتتاح بوابة تل القاضي الكنعانية، للسياح والزوار، بعد ترميمها.

يقع تل القاضي شمال فلسطين، وفي الاراضي السورية المحتلة، ويطلق عليه الاسرائيليون (تل دان) واشتهر بنقش عرف باسم التل.

الاسرائيليون اطلقوا على البوابة اسما توراتيا هو (بوابة ابراهيم)، نسبة للنبي ابراهيم، ودون اي سند علمي.

بوابة تل القاضي الكنعانية

16 24 36

45 اعلنت سلطة الاثار الاسرائيلية عن افتتاح بوابة تل القاضي الكنعانية، للسياح والزوار، بعد ترميمها.

يقع تل القاضي شمال فلسطين، وفي الاراضي السورية المحتلة، ويطلق عليه الاسرائيليون (تل دان) واشتهر بنقش عرف باسم التل.

الاسرائيليون اطلقوا على البوابة اسما توراتيا هو (بوابة ابراهيم)، نسبة للنبي ابراهيم، ودون اي سند علمي.

السبت، 28 مارس 2009

الجمعة، 27 مارس 2009

مخطوط ارامي على النحاس

1

ضبطت شرطة السياحة والآثار في محافظة بيت لحم، مواد أثرية، من بينها مخطوط نحاسي قديم كتب باللغة الارامية، ولم يتم الكشف عن فحواه، ويذكر العثور عليه، بالمخطوطات التي عثر عليها قبل اكثر من 60 عاما في خربة قمران، المطلة على البحر الميت، ومناطق اخرى مجاورة، وما زالت محل دراسة واهتمام عالمي حتى الان.


وجزء من تلك المخطوطات التي عثر عليها كتبت بالارامية، وقسم منها خط على النحاس وعرف بالمخطوطة النحاسية، التي اثارت اهتماما خاصا لانها تتحدث عن مكان كنز خبأه الاسينيون، سكان خربة قمران قبل ان يتم تدمير مدينتهم منذ نحو الفي عام.


هنا خبر عن الموضوع ارسله لنا الصديق عاهد حساين، مدير العلاقات العامة في شرطة بيت لحم:




ذكر تقرير صادر عن إدارة العلاقات العامة والإعلام في شرطة محافظة بيت لحم، بان شرطة السياحة والآثار فرع بيت لحم وضمن حملتها المستمرة لمنع التنقيب عن الآثار وتهريبها او بيعها، وبناءً على معلومات تلقتها مفادها ان شخص من سكان بيت جالا يحوز على مواد أثرية ويعرضها للبيع، فقد قامت بمراقبته واستصدار أمر تفتيش من النيابة العامة حسب الأصول، وفتشت منزله بمساندة من شرطة بيت جالا حيث لم يعثر على مواد أثرية ممنوعة داخل المنزل، ولكن تبين بالتحقيق الأولي مع المتهم انه باع قطعتين نقديتين فضيتين بمبلغ 3000 دولار أميركي وسلّم للشرطة أيضاً خمسة قطع من العملة المعدنية الأثرية بالإضافة إلى جزء من مخطوطة نحاسية عليها كتابات آرامية.


وافاد مدير شرطة السياحة والآثار في بيت لحم انه تم تسليم المضبوطات لدائرة الآثار الفلسطينية وإحالة المتهم بحيازة وتجارة الآثار للنيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه.



الأربعاء، 25 مارس 2009

ممن يخشى وزراء الثقافة العرب؟

34 53 81

عندما وصل وزراء ثقافة عرب، في الاسبوع الماضي للمشاركة في اطلاق احتفالية القدس عاصمة الثقافة 2009، استقبلتهم وزيرة الثقافة الفلسطينية السيدة ابو دقة في افخم الفنادق الفلسطينية، وبداوا يتمازحون حول الشجاعة، واي منهم اشجع من الاخر، في عدم الخوف والوصول الى فلسطين المحتلة، وتسابقوا في التعبير عن مقدار شجاعة كل واحد منهم.

اجريت لقاءات سريعة معهم، وعرفت الشي الذي يخافون منه، لم يكن الاحتلال، وانما هو ذلك:  ظل الله على ارضه، الذي لا يتحرك رعاياه الا بامره، سواء كانوا خفراء او وزراء، حينها حمدت الله (الذي لا يحمد على مكروه سواه)، بانني لست وزيرا لاحمل ظله على كتفي اينما حللت، واقول للصحافة بانني لا اتحرك الا بامره، وفرحت لانني مواطن يعيش تحت الاحتلال، ربما اكون اكثر حرية من مواطني الدول المستقلة، اذا كانت عربية.

ممن يخشى وزراء الثقافة العرب؟

34 53 81

عندما وصل وزراء ثقافة عرب، في الاسبوع الماضي للمشاركة في اطلاق احتفالية القدس عاصمة الثقافة 2009، استقبلتهم وزيرة الثقافة الفلسطينية السيدة ابو دقة في افخم الفنادق الفلسطينية، وبداوا يتمازحون حول الشجاعة، واي منهم اشجع من الاخر، في عدم الخوف والوصول الى فلسطين المحتلة، وتسابقوا في التعبير عن مقدار شجاعة كل واحد منهم.

اجريت لقاءات سريعة معهم، وعرفت الشي الذي يخافون منه، لم يكن الاحتلال، وانما هو ذلك:  ظل الله على ارضه، الذي لا يتحرك رعاياه الا بامره، سواء كانوا خفراء او وزراء، حينها حمدت الله (الذي لا يحمد على مكروه سواه)، بانني لست وزيرا لاحمل ظله على كتفي اينما حللت، واقول للصحافة بانني لا اتحرك الا بامره، وفرحت لانني مواطن يعيش تحت الاحتلال، ربما اكون اكثر حرية من مواطني الدول المستقلة، اذا كانت عربية.

الاثنين، 23 مارس 2009

الرجل الذي تصاغر بلير له

14

اعتبر الحاج ابراهيم عطا الله (تجاوز التسعين من العمر)، اهم شخصية فلسطينية، خلال المائة عام الماضية، اقصد الشخصيات المحترمة الصادقة مثل الشيخ عز الدين القسام وحتى الشيخ رائد صلاح.

لماذا اهم؟ باختصار لانه صاحب تجربة ناجحة، في حين ان الفشل والهزيمة والخيبة هي من نصيب من سبقوه..

وايضا امثال القسام وصلاح، تحولوا الى رموز، ووسائل الاعلام تطاردهم، وهما يطاردونها كما هي حالة الشيخ صلاح مثلا، اما الحاج ابراهيم فليس له الا نفسه.

الشيخ ابراهيم يعيش في منطقة تتعرض للاستيطان الصهيوني منذ اكثر من 80 عاما، وفيها خيضيت حروب، وسقط ضحايا خصوصا في عام 1948، وفي عام 1967، نفذت قوات الاحتلال عملية تطهير عرقي فيها، ومنها (مجمع عتصيون الاسيتطاني كما يعرف في الاعلام) انطلقت حركة الاستيطان اليهودي بعد 1967، على يد طلائع من المستوطنين الفاشيست، لم ينقصهم الايمان والمبادرة والاموال والتصريح بالقتل.

وسط كل هذه الظروف صمد الحاج ابراهيم في خربة زكريا او بيت سكاريا، تمددت المستوطنات حوله، وحوصر في محيط منزله، بعد الحرب جاءه الجنرال الاسرائيلي المنتصر موسى ديان، لكي يترك الحاج ابراهيم ارضه، ولكن الاخير رفض، دفن اولاده امام منزله، وبقي صامدا.

لم يكتف الاسرائيليون بسرقة ارضه، ولكن ايضا سرقوا ميراثه الثقافي، كبلوطة اليرزا، التي حولها المستوطنون الى معلم سياحي، ياتيه اليهود من شتى انحاء المعمورة، اصبح كل شيء حول الحاج ابراهيم (وما اكثر الاشياء التي تنطق بروعة المكان وتجعله كما يقول المستوطنون بانه قطعة من جنة عدن) يحمل اسماء توراتيه.

للمستوطنين اساطيرهم في المنطقة التي يعيش فيها الحاج ابراهيم، ولديه ايضا اساطيره، فهو يعيش بالقرب من مقام النبي زكريا، الذي تحول الى مسجد، واصبح رمزا الان لصموده.

لعل هذا المقام، الذي يحمل اسم نبي توراتي، تبني لاحقا من اتباع الديانات الاخرى، كان في الاصل معبدا لالهة كنعانية او اشورية او يهوذية، وتطور ليصبح هذا الرمز لمقاومة الغزوة الصهيونية الحديثة، ويتضح التحدي، عندما يصعد احد ابناء الحاج ابراهيم او احفاده، الى سطح المسجد المتهدم، ليرفع الاذان.

الحاج ابراهيم، ليس سياسيا، ولا مثقفا، يحمل خلاصة 7 الاف عام او اكثر من ارث الفلاح الفلسطيني، وبشكل عفوي ظل مخلصا لهذا الارث، فصنع ملحمة نجاح مثيرة.

الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، لم تدعم الحاج ابراهيم، وعندما فكرت بذلك (على اعتبار اننا نفترض ان لديها حسن النية) ارتكبت جريمة بحقه، وهي جريمة لا تغتفر ابدا، وتتمثل بتصريحات لمفاوضين وقادة فلسطينيين، يعلنون بين الوقت والاخر، وفي مناسبات غريبة استعدادهم لقبول تبادل اراض مع الاسرائيليين، في المنطقة التي حماها الحاج ابراهيم، ودفع وما يزال ثمنا باهظا، اي موافقتهم على رمي الحاج ابراهيم خارج ارضه.

المسؤولون الفلسطينيون لا يعرفون الحاج ابراهيم ولا يزورونه، في حين يكاد لا يوجد سفير او قنصل اجنبي في الاراضي الفلسطينية او اسرائيل، لم يزر الحاج ابراهيم الذي يعيش وذريته في سقائف، ياتون اليه يستمعون ثم ينصرفون دون ان يفعلوا شيئا من اجل رفع الظلم عنه.

اخر من زار الحاج ابراهيم، توني بلير، ممثل الرباعية الدولية، جاء بلير الى الحاج ابراهيم، ولديه تعليمات (من اين لا نعرف) ان لا يتحدث في شيء غير السلام عليكم وكيف الحال، نزل بلير وتصاغر الى الكرسي المتواضع الذي يجلس عليه الحاج ابراهيم، وتمعن في وجهه، ربما ليحاول معرفة السر في شخصية هذا الرجل، الذي لم يتمكن من هزيمته جنرالات اسرائيل، او النخب السياسية الفلسطينية، والان الرباعية الدولية.

الحاج ابراهيم ابتسم، كما يبتسم دائما، ونظر الى زوجته الصامتة والمشغولة في تدخين الغليون "ليس هناك سر ولا حاجة، ارضي واعيش عليها".

الجمعة، 20 مارس 2009

ملف ابو مازن

7 8

اسرائيل لا تعترف الا بنفسها..لا اعرف اذا كان سياتي يوم نكتشف فيه، بان كل خلافاتنا ونقاشاتنا سفسطائية لا معنى لها، هنا تقرير كتبته عن مشاهداتي في المحاكم الاسرائيلية في معتقل عوفر:

في حين يتم في أوساط النخبة السياسية، والرأي العام الفلسطيني، مناقشة مسالة اعتراف الفصائل الوطنية والإسلامية بدولة إسرائيل، وهو نقاش امتد من اروقة هذه الأوساط إلى المناكفات الحزبية على الفضائيات، فان جزءا أخر من الشعب الفلسطيني يطرح المسالة بشكل أخر، وضمن تساؤل متى أو لماذا لا تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير، وفصائلها، وحتى بسلطتها؟


 


وقد يبدو هذا الطرح غريبا على الرأي العام، إلا انه ليس كذلك لدى الأسرى وعائلاتهم، كما يظهر ذلك من متابعة ما يجري، مثلا في المحاكم العسكرية في معسكر عوفر الإسرائيلي، جنوب بيتونيا.


 


وبينما يكشف النشطاء السياسيون خارج هذا المعتقل، عن أسمائهم وألقابهم ومناصبهم، فان داخل أسوار المعسكر يبدو الأمر مختلفا بشكل دراماتيكي، حيث يحاكم أسرى بتهمة الانتماء لفصائل ومؤسسات يفترض أنها أصبحت شرعية من وجهة نظر الاحتلال بعد اتفاق أوسلو، والاعتراف المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.


 


ويصدر قضاة المحاكم العسكرية الاحتلالية، وهو محاكم صورية إلى حد بعيد، احكاما قاسية على الأسرى بتهم تتعلق بانتمائهم لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.


 


وتتراوح هذه الأحكام، حسب الفصيل، وتصل إلى 24 شهرا، ويصدر القضاة العسكريون أحكاما بالسجن على أسرى بتهمة الانتماء لحركة فتح، التي تقود السلطة الوطنية، وكذلك على نشاطهم في الأذرع العلنية والجماهيرية التابعة لها مثل حركة الشبيبة، مما يجعل المشهد داخل أسوار معسكر عوفر، يبدو غرائبيا، وفق تعبير أهالي الأسرى.


 


وخلال الشهر الماضي، قال احد الأسرى وهو من منطقة الخليل، لدى مثوله أمام القاضي العسكري بتهمة الانتماء لحركة فتح "انتم تتهمونني بالانتماء لتنظيم يقف على رأسه الرئيس محمود عباس، الرئيس الشرعي المعترف به، حتى من دولتكم، إذا كان الانتماء لهذا التنظيم جرما، فلماذا لا تحاكمون الرئيس أبو مازن"، فأجابه القاضي العسكري بهدوء "أمامي الان ملفك أنت، وعندما يأتيني ملف أبو مازن سأنظر فيه، واصدر الحكم المناسب".


 


وتتضمن لوائح الاتهام لأسرى ينتمون لمنظمة التحرير، نشاطات تبدو في الشارع الفلسطيني اعتيادية، ولكنها ليست كذلك لدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية، مثل المشاركة في ما يطلق عليه محليا الاستعراضات التي تنظمها الفصائل في المناسبات المختلفة، مثل ذكرى إعادة تأسيسها.


 


وتجرم المحاكم العسكرية الإسرائيلية من يشارك في هذه الاستعراضات، ويبدو الأمر غرائبيا أكثر، في حالة احد الأسرى من مخيم العزة قرب بيت لحم، الذي مثل يوم الاثنين الماضي أمام قاض عسكري، بتهمة المشاركة في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيت لحم، واعتقل الأسير المذكور بعد إنهائه الثانوية العامة وقبل التحاقه بالدراسة الجامعية.


 


ولا يقتصر عدم الاعتراف الإسرائيلي بشرعية فصائل منظمة التحرير ولكن أيضا، بمؤسسات السلطة الفلسطينية، فعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني مثلا، أو مجلس الوزراء، قد تصبح تهما كما في حالة الوزير السابق المعتقل عمر عبد الرازق الذي قال "وجهت لي ثلاث تهم: عضوية المجلس التشريعي، وإشغالي منصب وزير المالية، وترشحي على قائمة التغيير والإصلاح".


 


ويجد الأسرى وأهاليهم، انفسهم لوحدهم في مواجهة ما يصفونه هذا التعسف من قبل سلطات الاحتلال والذي يكلف أبنائهم سنوات من أعمارهم "تضيع هدرا" كما قال أهالي أسرى لمراسلنا آتوا إلى معسكر عوفر لحضور محاكمات لأبنائهم.


 


وقال والد ثلاثة من الأسرى القاصرين من قرية (القبيبة) تتضمن لوائح اتهامهم الانتماء للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "لا يعقل أن يترك أبناؤنا ونترك نحن، في مواجهة الظلم الإسرائيلي، دون أي التفات من الفصائل الفلسطينية".


 


ويشكو أهالي الأسرى كثيرا، مما يصفونه أداء المحامين، في مواجهة التعسف القضائي الإسرائيلي، ولجوئهم إلى إبرام صفقات مع النيابة العامة العسكرية، وتجنب المرافعات الطويلة، ولكن المحامين يشكون هم أيضا من هذا التعسف، وقال احد المحامين لأسير عمره 16 عاما ابرم صفقة مع النيابة لحبسه 14 شهرا بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية "هذا الحكم هو أفضل الممكن في مثل هذه الظروف والأحكام التعسفية".


 


ولا يعرف إذا كانت مسالة اعتراف إسرائيل بفصائل منظمة التحرير، وبمؤسسات السلطة الشرعية، ستنتقل للنقاش العام، وتصبح مطلبا ملحا، بدلا مما يصفه البعض جلد الذات، وتضييع الوقت في مناقشة اعتراف الفصائل بإسرائيل.


الجمعة، 13 مارس 2009

كنيسة بيزنطية في دير الهوى

33 52

دير الهوى، قرية فلسطينية صغيرة، هجر سكانها عام 1948، تخرج من تحت ركام النسيان، بفضل كنيسة بيزنطية تم اكتشافها حديثا على ارضها:

أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية، اكتشاف كنيسة تعود للعصر البيزنطي، في قرية دير الهوى المدمرة، التي تبعد نحو 12 كلم عن القدس، و5 كيلومتر عن قرية بيت نتيف المحتلة عام 1948، ويطلق عليها الإسرائيليون (بيت شيمش).


وتم العثور على الكنيسة ذات الأرضية الفسيفسائية الجميلة، في أعقاب خطط لتوسيع مستوطنة يهودية قريبة يطلق عليها (موشاف نيس هاريم)، اسست عام 1950 من قبل يهود مهاجرين من كردستان.


ويقع الموقع الذي عثر فيه على الكنيسة، وسط غابة من البلوط والمدرجات الزراعية، تمتد إلى نحو 15 دونما، ووفقا لعالم الآثار دانيال عين مور، مدير التنقيب في الموقع باسم سلطة الآثار الإسرائيلية، فانه قبل البدء بعمليات الحفر والكشف عن الكنيسة، غطت الموقع كميات من الفخار البيزنطي، والآلاف من قطع الفسيفساء.


وخلال الفترة الأولى من موسم الحفر (تشرين الثاني 2008)، تم الكشف على مدخل الكنيسة الواسع، وعن أرضية فسيفسائية وصفها مور بـ "المذهلة".


وتمثل هذه الأرضية، أو السجادة الفسيفسائية الملونة، أنماطا هندسية متداخلة، وبراعم زهور، ولكن للأسف، فانه في نهاية أعمال الحفر، تم تشويه الفسيفساء من قبل من وصفتهم سلطة الآثار الإسرائيلية في بيان لها بـ "المخربين غير المعروفين" دون إعطاء أية تفاصيل، أو الحديث عن احتمال تعرضها للتخريب، من قبل المستوطنين اليهود، المجاورين للموقع، لأسباب قد تكون دينية، أو عدم الرغبة في الكشف عن أثار لا تتعلق باليهود بالقرب من مستوطنتهم.


وتم أيضا الكشف، عن معصرة نبيذ، تتكون من مستويين علوييين، تم فيهما تصنيع النبيذ بطريقة معقدة، وحسب عالم الآثار مور، فان ذلك يدل على وجود صناعة نبيذ مزدهرة في الموقع، وهو ما يتسق مع ما هو معروف من وجود مهم للأديرة البيزنطية في المنطقة خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين.


وخلال موسم التنقيب الحالي في الموقع، تم الكشف عن أجزاء أخرى من الكنيسة، كمنطقة المحراب، وكذلك أجزاء أخرى من الجناح الجنوبي، وغرفتين في الجانبين الشمالي والجنوبي للكنيسة.


وعثر في الغرفة الشمالية، على سجادة فسيفسائية أخرى، مزينة بأنماط مختلفة من الدوائر المتشابكة، وعليها نقش كتابي باليونانية القديمة، ترجمه الدكتور ليا دي سيجني من الجامعة العبرية، ويتضح انه مكرس لمجموعة من النبلاء الطالبين حماية الرب.


وعلى الأغلب، فانه تم هجر الكنيسة في مرحلة لاحقة، وتدمير بعض النقوش على الأرضيات الفسيفسائية، وتشهد المنشات الصناعية التي عثر عليها في المكان، من خلال التغير على طبيعة البنايات، على فترة الانتقال بين انتهاء العهد البيزنطي، وبداية الفترة الإسلامية المبكرة (القرن السابع الميلادي).


وعن أهمية الكشف عن هذه الكنيسة قال مور "نحن نعلم عن الكنائس والأديرة البيزنطية التي تقع في المنطقة المحيطة، واكتشاف هذه الكنيسة يكمل معرفتنا عن طبيعة الاستيطان المسيحي البيزنطي في المناطق الريفية والمدن الرئيسة في هذا الجزء من البلاد، ومنها بيت جبرين، وعمواس، والقدس".


الأربعاء، 11 مارس 2009

عمر الخيام في القدس

13

عمر الخيام بيننا..يا مرحبا..يا مرحبا:
كشف باطن مدينة القدس، خلال الحفريات الاسرائيلية غير الشرعية فيها، هذه المرة، عن قدر من الفخار، نقشت عليه أبيات شعرية فارسية، تنسب لعمر الخيام (1040-1131م)، الشاعر والفلكي الفارسي الشهير.
وذكرت سلطة الآثار الإسرائيلية، في بيان أصدرته، انه تم العثور على قدر من الفخار، نقشت عليه أبيات حب فارسية، خلال حفريات أجرتها السلطة في مدينة القدس القديمة.
وقدرت الدكتورة رينا افنر، التي تدير الحفريات الأثرية باسم سلطة الآثار الإسرائيلية في بلدة القدس القديمة، تاريخ القطعة المكتشفة إلى العصور الوسطى (ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين).
وزججت القطعة الفخارية بألوان الفيروز، وازدانت بالزهور، والكتابة باللون الأسود، وحسب رفقة كوهين، من سلطة الآثار الإسرائيلية، فان الكتابة على القدر الفخاري هي بالفارسية، وعبارة عن أبيات من رباعيات عمر الخيام، التي اقترنت بالشاعر الفارسي الكبير.
وقالت كوهين بانه "من المؤكد أن الكتابات هي من شعر عمر الخيام، الذي برز في علم الفلك والرياضيات، وواحد من أشهر شعراء الفارسية في القرون الوسطى".
وترجمت الدكتورة جوليا راباتوفيتش من الجامعة العبرية بالقدس، السطر المكتوب بالفارسية على رقبة القدر الفخاري المكتشف كما يلي "وكان في أحضان العاشق يتضرع".
وسيتم نشر الكتابات على القدر الفخاري، من قبل الدكتور نيتسان اميتاي بريس، من جامعة بن غوريون في النقب في إطار التقرير النهائي عن أعمال الحفر، ونشرت سلطة الاثار الاسرائيلية ترجمة اولية بالانجليزية للاربعة ابيات نقشت على القدر.
ويعتقد بان الكتابة على القدر تقترب من رباعيتين للخيام، من ترجمة الشاعر احمد رامي:
(قلبي في صدري أسيرٌ سجين
تُخجلهُ عشرةُ ماءٍ وطين
وكم جرى عزمي بتحطيمه
فكانَ يَنهاني نداءُ اليقين
***
أولى بهذا القلب أن يخفقا
وفي ضرامِ الحب أن يُحرَقا
ما أضيعَ اليوم الَذي مَر بي
مِن غيرِ أن أهوى وأن أعشقا"
وظاهرة الأشعار الفارسية المكتوبة على الفخار، معروفة في أنحاء مختلفة في العالم، إلا أنها المرة الأولى التي يعثر فيها على هذا النوع من القدر الفخارية في فلسطين، مع الإشارة إلى انه يوجد بحوزة هواة القطع الأثرية، نقوش على النحاس لرباعيات الخيام، ولكنها لا تعود إلى عصور قديمة.
وبالنسبة للقدر المكتشف، يعتقد بأنه وصل إلى القدس، عن طريق التجار، أو ربما قدم هدية إلى شخص عاشق من القدس، في ذلك الزمن البعيد.
وتحظى رباعيات الخيام باهتمام في العالم العربي، وترجمت شعرا أكثر من مرة، وأشهرها ترجمة احمد رامي، التي تغنت بأبيات منها أم كلثوم، ويكن كثيرون من ذواقة الأدب احتراما لترجمة الرباعيات بقلم أحمد الصافي النجفي.

الثلاثاء، 10 مارس 2009

النبي صموئيل في زمن الاحتلال

12 22 32 43

النبي صموئيل، المقام والجبل والناس، الموقع المشرف على القدس، اسماه الصليبيون جبل البهجة عندما وصلوه واصبحت المدينة المقدسة في متناول ايديهم.


كم هي معشوقة هذه القدس، وعليها دائما ان تدفع ثمن هذا العشق المميت..!


البريطانيون عندما هزموا الاتراك في المعركة المهمة في الموقع، حاولوا اخذ المقام واعطائه لليهود، وعندما وصله الاسرائيليون في عام 1967، هدموا القرية وشردوا سكانها، واستولوا على المقام والمكان الذي لم يبق فيه الان غير ابن امام المسجد الذي شهد عملية التدمير.


يعيش في النبي صموئيل الان نحو 200 فلسطيني بعيدا عن منازلهم التي دمرت عام 1967، والتي اصبحت مقاما يهوديا وحديقة وطنية اسرائيلية.


قبل عام ونصف وصلت النبي صموئيل، متسللا عبر بؤر استيطانية، وكان المشهد حزينا جدا، المتدينون اليهود يحتلون المكان ويعبثون به.


حاولت الاسبوع الماضي الوصول الى النبي صموئيل، وجدت الامر قاهرا، فالحصار استحكم على المكان، والوصول اليه لواحد مثلي اشبه بالمستحيلات.


الان يعيش 200 فلسطينيا في النبي صموئيل اسرى، دون ان يدري بهم او يشعر بهم احد حتى من الراي العام الفلسطيني.


كم هو مؤلم وضع النبي صموئيل في زمن الاحتلال، وكم هو مؤلم اكثر هذا الصمت، وكم هو قاهر تبدل الاولويات لدى الفلسطينيين، حيث اصبحت الحزبية هي الطاغية، ولم يعد العدو هو الاحتلال.

النبي صموئيل في زمن الاحتلال

12 22 32 43

النبي صموئيل، المقام والجبل والناس، الموقع المشرف على القدس، اسماه الصليبيون جبل البهجة عندما وصلوه واصبحت المدينة المقدسة في متناول ايديهم.


كم هي معشوقة هذه القدس، وعليها دائما ان تدفع ثمن هذا العشق المميت..!


البريطانيون عندما هزموا الاتراك في المعركة المهمة في الموقع، حاولوا اخذ المقام واعطائه لليهود، وعندما وصله الاسرائيليون في عام 1967، هدموا القرية وشردوا سكانها، واستولوا على المقام والمكان الذي لم يبق فيه الان غير ابن امام المسجد الذي شهد عملية التدمير.


يعيش في النبي صموئيل الان نحو 200 فلسطيني بعيدا عن منازلهم التي دمرت عام 1967، والتي اصبحت مقاما يهوديا وحديقة وطنية اسرائيلية.


قبل عام ونصف وصلت النبي صموئيل، متسللا عبر بؤر استيطانية، وكان المشهد حزينا جدا، المتدينون اليهود يحتلون المكان ويعبثون به.


حاولت الاسبوع الماضي الوصول الى النبي صموئيل، وجدت الامر قاهرا، فالحصار استحكم على المكان، والوصول اليه لواحد مثلي اشبه بالمستحيلات.


الان يعيش 200 فلسطينيا في النبي صموئيل اسرى، دون ان يدري بهم او يشعر بهم احد حتى من الراي العام الفلسطيني.


كم هو مؤلم وضع النبي صموئيل في زمن الاحتلال، وكم هو مؤلم اكثر هذا الصمت، وكم هو قاهر تبدل الاولويات لدى الفلسطينيين، حيث اصبحت الحزبية هي الطاغية، ولم يعد العدو هو الاحتلال.

النبي صموئيل في زمن الاحتلال

12 22 32 43

النبي صموئيل، المقام والجبل والناس، الموقع المشرف على القدس، اسماه الصليبيون جبل البهجة عندما وصلوه واصبحت المدينة المقدسة في متناول ايديهم.


كم هي معشوقة هذه القدس، وعليها دائما ان تدفع ثمن هذا العشق المميت..!


البريطانيون عندما هزموا الاتراك في المعركة المهمة في الموقع، حاولوا اخذ المقام واعطائه لليهود، وعندما وصله الاسرائيليون في عام 1967، هدموا القرية وشردوا سكانها، واستولوا على المقام والمكان الذي لم يبق فيه الان غير ابن امام المسجد الذي شهد عملية التدمير.


يعيش في النبي صموئيل الان نحو 200 فلسطيني بعيدا عن منازلهم التي دمرت عام 1967، والتي اصبحت مقاما يهوديا وحديقة وطنية اسرائيلية.


قبل عام ونصف وصلت النبي صموئيل، متسللا عبر بؤر استيطانية، وكان المشهد حزينا جدا، المتدينون اليهود يحتلون المكان ويعبثون به.


حاولت الاسبوع الماضي الوصول الى النبي صموئيل، وجدت الامر قاهرا، فالحصار استحكم على المكان، والوصول اليه لواحد مثلي اشبه بالمستحيلات.


الان يعيش 200 فلسطينيا في النبي صموئيل اسرى، دون ان يدري بهم او يشعر بهم احد حتى من الراي العام الفلسطيني.


كم هو مؤلم وضع النبي صموئيل في زمن الاحتلال، وكم هو مؤلم اكثر هذا الصمت، وكم هو قاهر تبدل الاولويات لدى الفلسطينيين، حيث اصبحت الحزبية هي الطاغية، ولم يعد العدو هو الاحتلال.

الاثنين، 9 مارس 2009

فلسطينيون يعيشون في معسكرات اعتقال

7707

اعداد لا حصر لها من الفلسطينيين محاصرة بالاسلاك الشائكة التي وضعها المحتلون، وهي جدران واسيجة غير ذلك الجدار الذي يتم الحديث عنه اعلاميا، هنا تقرير كتبته عن ظاهرة الفلسطينيين المعتقلين داخل قراهم ومخيماتهم تماما مثل معسكرات الاعتقال:
اغرب ما يمكن أن يلاحظه المسافر إلى مدينة رام الله، آتيا من جنوب الضفة، هي لافتة وضعها مجلس قروي (جبع) ترحب بزوار القرية المفترضين، على مدخل القرية المغلق بالأتربة والحجارة الكبيرة، وكأن المنطقة تعيش حالة حرب لا تنتهي.
ولم تكتف قوات الاحتلال بإغلاق مدخل القرية، بل وضعت سياجا حولها، ومؤخرا حولت الحاجز العسكري بجانبها على مدخل مدينة رام الله، إلى حاجز عسكري دائم.
وتعيش أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، بعد نحو 15 عاما من تأسيس السلطة الفلسطينية، في تجمعات سكانية محاطة بالأسلاك الشائكة، ومثل سكان قرية جبع المحاصرين بالأسلاك الشائكة، هناك أهالي مخيم العروب قرب الخليل، الذي تتموضع قوات من جيش الاحتلال بشكل دائم على مدخله، وبنت هذه القوات أبراجا عسكرية، تستخدم لإطلاق النار على سكان المخيم المحتجزين خلف السياج الحديدي.
وعلى بعد نحو كيلومترين، تعاني أيضا بلدة بيت أمر شمال الخليل، من الاسيجة، والأبراج العسكرية، ويسقط شهداء وجرحى باستمرار في مدخل البلدة، برصاص قوات الاحتلال التي لا تغادر المنطقة.
ونفس الأمر ينطبق على بلدة سعير، ومدينة حلحول، التي أغلق مدخلها الرئيس، وأحيطت بأبراج المراقبة العسكرية من كل جانب.
وتظهر ما يمكن تسميتها بمآس حقيقية يعيشها المواطنون، خلف الاسيجة، في قرية حوسان، غرب بيت لحم المحاطة بسياج وبمستوطنات لا تكف عن التمدد، مما كلف سكان القرية، فضلا عن حجزهم خلف السياج، مداهمات ليلية واعتقالات طالت العشرات من فتية القرية.
وفي بعض القرى، تضع قوات الاحتلال بوابات، للتحكم بحركة المواطنين، كما هو حال منطقة ام ركبة في بلدة الخضر، غرب بيت لحم، وقرية (شقبا) غرب رام الله، وقرى أخرى مجاورة لها، أصبح الدخول إليها فقط من أسفل شارع استيطاني التفافي.
وعمدت قوات الاحتلال إلى حجز عائلات خلف البوابات والاسيجة، مثلما هو حال عائلتين في منطقة بئر عونة في بيت جالا، تم حجز أفرادهما لوقوع منزليهما في طريق ترابي مؤدي إلى قرية المالحة المحتلة، غرب القدس.
ووضعت سلطات الاحتلال سياجًا فاصلاً، وأغلقت الشارع في تلك المنطقة ببوابة حديدية، يعلوها تحذير ينص "خطر الموت- منطقة عسكرية… كل من يعبر أو يلمس الجدار يعرض نفسه للخطر".
واخبر جنود الاحتلال سكان العائلتين المحجوزتين خلف السياج والبوابة، انهما أصبحا في منطقة إسرائيلية كاملة السيادة، تابعة للقدس، ولا يحق لهما تجاوز السياج إلى منازل جيرانهم على الجانب الآخر منه، الذي يخضع أيضًا للسيادة الإسرائيلية العسكرية الكاملة، ولكن السكان لا يعتبرون ضمن حدود مدينة القدس بالمفهوم الإسرائيلي العسكري، ولكنهم كذلك بمفهوم سلطات إسرائيلية أخرى كالبلدية، التي تفرض عليهم ضرائب باهظة دون أن تقبل بهم مواطنين في مدينة القدس.
وأخذت المنطقة اسمها من بئر ماء قديم تاريخي يدعى (بئر عونة)، وهو يرتبط بتقاليد مسيحية محلية، تتعلق باستراحة العذراء في المكان، وإرواء طفلها يسوع، وتظهر بجانب فوهة البئر، آثار أقدام، يعتبرها بعضهم آثار أقدام العذراء.
وتظهر سياسة العزل خلف الاسيجة، بشكلها الأكثر بشاعة في بلدة الخليل القديمة، حيث تنتشر البوابات الالكترونية، ونقاط التفتيش، ولا يستثنى من ذلك منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف، الذي تحول محيطه إلى ثكنة عسكرية، وفي الأيام التي يسمح فيها للمسلمين بالصلاة داخله، يتوجب على كل منهم أن يخضع لتفتيش دقيق، عبر آلات كشف المعادن، على المدخل الرئيس للحرم، ثم تفتيش آخر من نقطة لجنود الاحتلال على باب الحرم الداخلي.

فلسطينيون يعيشون في معسكرات اعتقال

7707

اعداد لا حصر لها من الفلسطينيين محاصرة بالاسلاك الشائكة التي وضعها المحتلون، وهي جدران واسيجة غير ذلك الجدار الذي يتم الحديث عنه اعلاميا، هنا تقرير كتبته عن ظاهرة الفلسطينيين المعتقلين داخل قراهم ومخيماتهم تماما مثل معسكرات الاعتقال:
اغرب ما يمكن أن يلاحظه المسافر إلى مدينة رام الله، آتيا من جنوب الضفة، هي لافتة وضعها مجلس قروي (جبع) ترحب بزوار القرية المفترضين، على مدخل القرية المغلق بالأتربة والحجارة الكبيرة، وكأن المنطقة تعيش حالة حرب لا تنتهي.
ولم تكتف قوات الاحتلال بإغلاق مدخل القرية، بل وضعت سياجا حولها، ومؤخرا حولت الحاجز العسكري بجانبها على مدخل مدينة رام الله، إلى حاجز عسكري دائم.
وتعيش أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، بعد نحو 15 عاما من تأسيس السلطة الفلسطينية، في تجمعات سكانية محاطة بالأسلاك الشائكة، ومثل سكان قرية جبع المحاصرين بالأسلاك الشائكة، هناك أهالي مخيم العروب قرب الخليل، الذي تتموضع قوات من جيش الاحتلال بشكل دائم على مدخله، وبنت هذه القوات أبراجا عسكرية، تستخدم لإطلاق النار على سكان المخيم المحتجزين خلف السياج الحديدي.
وعلى بعد نحو كيلومترين، تعاني أيضا بلدة بيت أمر شمال الخليل، من الاسيجة، والأبراج العسكرية، ويسقط شهداء وجرحى باستمرار في مدخل البلدة، برصاص قوات الاحتلال التي لا تغادر المنطقة.
ونفس الأمر ينطبق على بلدة سعير، ومدينة حلحول، التي أغلق مدخلها الرئيس، وأحيطت بأبراج المراقبة العسكرية من كل جانب.
وتظهر ما يمكن تسميتها بمآس حقيقية يعيشها المواطنون، خلف الاسيجة، في قرية حوسان، غرب بيت لحم المحاطة بسياج وبمستوطنات لا تكف عن التمدد، مما كلف سكان القرية، فضلا عن حجزهم خلف السياج، مداهمات ليلية واعتقالات طالت العشرات من فتية القرية.
وفي بعض القرى، تضع قوات الاحتلال بوابات، للتحكم بحركة المواطنين، كما هو حال منطقة ام ركبة في بلدة الخضر، غرب بيت لحم، وقرية (شقبا) غرب رام الله، وقرى أخرى مجاورة لها، أصبح الدخول إليها فقط من أسفل شارع استيطاني التفافي.
وعمدت قوات الاحتلال إلى حجز عائلات خلف البوابات والاسيجة، مثلما هو حال عائلتين في منطقة بئر عونة في بيت جالا، تم حجز أفرادهما لوقوع منزليهما في طريق ترابي مؤدي إلى قرية المالحة المحتلة، غرب القدس.
ووضعت سلطات الاحتلال سياجًا فاصلاً، وأغلقت الشارع في تلك المنطقة ببوابة حديدية، يعلوها تحذير ينص "خطر الموت- منطقة عسكرية… كل من يعبر أو يلمس الجدار يعرض نفسه للخطر".
واخبر جنود الاحتلال سكان العائلتين المحجوزتين خلف السياج والبوابة، انهما أصبحا في منطقة إسرائيلية كاملة السيادة، تابعة للقدس، ولا يحق لهما تجاوز السياج إلى منازل جيرانهم على الجانب الآخر منه، الذي يخضع أيضًا للسيادة الإسرائيلية العسكرية الكاملة، ولكن السكان لا يعتبرون ضمن حدود مدينة القدس بالمفهوم الإسرائيلي العسكري، ولكنهم كذلك بمفهوم سلطات إسرائيلية أخرى كالبلدية، التي تفرض عليهم ضرائب باهظة دون أن تقبل بهم مواطنين في مدينة القدس.
وأخذت المنطقة اسمها من بئر ماء قديم تاريخي يدعى (بئر عونة)، وهو يرتبط بتقاليد مسيحية محلية، تتعلق باستراحة العذراء في المكان، وإرواء طفلها يسوع، وتظهر بجانب فوهة البئر، آثار أقدام، يعتبرها بعضهم آثار أقدام العذراء.
وتظهر سياسة العزل خلف الاسيجة، بشكلها الأكثر بشاعة في بلدة الخليل القديمة، حيث تنتشر البوابات الالكترونية، ونقاط التفتيش، ولا يستثنى من ذلك منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف، الذي تحول محيطه إلى ثكنة عسكرية، وفي الأيام التي يسمح فيها للمسلمين بالصلاة داخله، يتوجب على كل منهم أن يخضع لتفتيش دقيق، عبر آلات كشف المعادن، على المدخل الرئيس للحرم، ثم تفتيش آخر من نقطة لجنود الاحتلال على باب الحرم الداخلي.

فلسطينيون يعيشون في معسكرات اعتقال

7707

اعداد لا حصر لها من الفلسطينيين محاصرة بالاسلاك الشائكة التي وضعها المحتلون، وهي جدران واسيجة غير ذلك الجدار الذي يتم الحديث عنه اعلاميا، هنا تقرير كتبته عن ظاهرة الفلسطينيين المعتقلين داخل قراهم ومخيماتهم تماما مثل معسكرات الاعتقال:
اغرب ما يمكن أن يلاحظه المسافر إلى مدينة رام الله، آتيا من جنوب الضفة، هي لافتة وضعها مجلس قروي (جبع) ترحب بزوار القرية المفترضين، على مدخل القرية المغلق بالأتربة والحجارة الكبيرة، وكأن المنطقة تعيش حالة حرب لا تنتهي.
ولم تكتف قوات الاحتلال بإغلاق مدخل القرية، بل وضعت سياجا حولها، ومؤخرا حولت الحاجز العسكري بجانبها على مدخل مدينة رام الله، إلى حاجز عسكري دائم.
وتعيش أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، بعد نحو 15 عاما من تأسيس السلطة الفلسطينية، في تجمعات سكانية محاطة بالأسلاك الشائكة، ومثل سكان قرية جبع المحاصرين بالأسلاك الشائكة، هناك أهالي مخيم العروب قرب الخليل، الذي تتموضع قوات من جيش الاحتلال بشكل دائم على مدخله، وبنت هذه القوات أبراجا عسكرية، تستخدم لإطلاق النار على سكان المخيم المحتجزين خلف السياج الحديدي.
وعلى بعد نحو كيلومترين، تعاني أيضا بلدة بيت أمر شمال الخليل، من الاسيجة، والأبراج العسكرية، ويسقط شهداء وجرحى باستمرار في مدخل البلدة، برصاص قوات الاحتلال التي لا تغادر المنطقة.
ونفس الأمر ينطبق على بلدة سعير، ومدينة حلحول، التي أغلق مدخلها الرئيس، وأحيطت بأبراج المراقبة العسكرية من كل جانب.
وتظهر ما يمكن تسميتها بمآس حقيقية يعيشها المواطنون، خلف الاسيجة، في قرية حوسان، غرب بيت لحم المحاطة بسياج وبمستوطنات لا تكف عن التمدد، مما كلف سكان القرية، فضلا عن حجزهم خلف السياج، مداهمات ليلية واعتقالات طالت العشرات من فتية القرية.
وفي بعض القرى، تضع قوات الاحتلال بوابات، للتحكم بحركة المواطنين، كما هو حال منطقة ام ركبة في بلدة الخضر، غرب بيت لحم، وقرية (شقبا) غرب رام الله، وقرى أخرى مجاورة لها، أصبح الدخول إليها فقط من أسفل شارع استيطاني التفافي.
وعمدت قوات الاحتلال إلى حجز عائلات خلف البوابات والاسيجة، مثلما هو حال عائلتين في منطقة بئر عونة في بيت جالا، تم حجز أفرادهما لوقوع منزليهما في طريق ترابي مؤدي إلى قرية المالحة المحتلة، غرب القدس.
ووضعت سلطات الاحتلال سياجًا فاصلاً، وأغلقت الشارع في تلك المنطقة ببوابة حديدية، يعلوها تحذير ينص "خطر الموت- منطقة عسكرية… كل من يعبر أو يلمس الجدار يعرض نفسه للخطر".
واخبر جنود الاحتلال سكان العائلتين المحجوزتين خلف السياج والبوابة، انهما أصبحا في منطقة إسرائيلية كاملة السيادة، تابعة للقدس، ولا يحق لهما تجاوز السياج إلى منازل جيرانهم على الجانب الآخر منه، الذي يخضع أيضًا للسيادة الإسرائيلية العسكرية الكاملة، ولكن السكان لا يعتبرون ضمن حدود مدينة القدس بالمفهوم الإسرائيلي العسكري، ولكنهم كذلك بمفهوم سلطات إسرائيلية أخرى كالبلدية، التي تفرض عليهم ضرائب باهظة دون أن تقبل بهم مواطنين في مدينة القدس.
وأخذت المنطقة اسمها من بئر ماء قديم تاريخي يدعى (بئر عونة)، وهو يرتبط بتقاليد مسيحية محلية، تتعلق باستراحة العذراء في المكان، وإرواء طفلها يسوع، وتظهر بجانب فوهة البئر، آثار أقدام، يعتبرها بعضهم آثار أقدام العذراء.
وتظهر سياسة العزل خلف الاسيجة، بشكلها الأكثر بشاعة في بلدة الخليل القديمة، حيث تنتشر البوابات الالكترونية، ونقاط التفتيش، ولا يستثنى من ذلك منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف، الذي تحول محيطه إلى ثكنة عسكرية، وفي الأيام التي يسمح فيها للمسلمين بالصلاة داخله، يتوجب على كل منهم أن يخضع لتفتيش دقيق، عبر آلات كشف المعادن، على المدخل الرئيس للحرم، ثم تفتيش آخر من نقطة لجنود الاحتلال على باب الحرم الداخلي.

الأحد، 8 مارس 2009

رجب فلسطين المستمر..!

11 21

31 41

ما يحدث في فلسطين، في الشهر الثالث من العام 2009، يثير العجب، ويجعل كل شهور فلسطين (رجب: عش رجبا تر عجبا).


يوم اول من امس الجمعة، وصلت قرية ارطاس، الساعة التاسعة والنصف، كان مروان ينتظرني على الدوار، واخبرني  بان عوض ابو صوي، سبقنا مع ابنيه وزوجته ليفطروا في احضان الطبيعة في الجبل المقابل.


الثلاثاء، 3 مارس 2009

لا بيت للفلسطيني

1 2 3

البيت يعني في بعض اللغات الوطن، وفي العربية، هناك تمييز بين البيت، والمنزل..

في فلسطين ليس هناك بيوت، ولا حتى منازل، ليس الا اشياء لا يمكن تعريفها مؤقتة، مهددة بالهددم والحصار والاسيجة.

في مدينة الخليل البوابات الحديدة التي وضعها المحتلون تجعل دخول الناس او خروجهم من منازلهم مسالة غاية في الاضطهاد، مثل هذا الشاب الذي صورته بالقرب من الحرم الابراهيمي في الخليل، وهو يتسلق احدى البوابات، خلسة عن جنود الاحتلال الذين يعتلون سطح المنزل المجاور المطل على الطرقة الصغيرة المغلقة بالباب الحديدي، ولو ان ايا منهم نظر الى الاسفل، لكان اطلق النار على الشاب الذي يغامر من اجل الدخول الى منزله حاملا في يده كيس من البطاطا المقلية (شيبس) اشتراه من الدكان.

مخيمات وقرى وبلدات فلسطينية محاطة بالاسيجة (غير الجدار الذي يتحدثون عنه) مثل مخيم العروب، وقرية جبع، وقرية حوسان، وغيرها.

معسكرات اعتقال لالاف الفلسطينيين، لم تطرح اية اسئلة اخلاقية على الضمير الانساني، بل ان موضوعها لا يطرح على اي اجندة فلسطينية، وكأن الامر عاديا.

ياللعار..يا لعار السياسيين الفلسطينيين الذين يمرون يوميا، وهم في طريقهم الى مكاتبهم، بهذه التجمعات الفلسطينية المحاصرة، دون ان ترمش جفونهم.