نظرت إلى
الساعة، 3.14 فجرًا، الأصوات التي أيقظتني ما زالت تهتف للشهيد، أصوات الفتية
المنغمة الحزينة العميقة، تأتي من ظلام الأزقة في الساعات الأكثر الظلمة، التي
تسبق الفجر الذي لا يأتي، تنعي الشهيد، تمكنت من تمييز اسم الشهيد: إياد، أي إياد أتى
عليه الدور هذا الفجر؟!
فتحت الحاسوب،
بحثا عن أية معلومات، صدمتني عبارة صديق على الفيس بوك ينعى إياد: "في الأَرْض
متسع لشهيد جديد".
حزنت وغضبت، ألا
يوجد في هذه الأَرْض أي متسع لحلم جديد، وطن جديد، مستقبل جديد لإياد كصحافي.
نحو 200 فتى،
منذ أكتوبر الخامس عشر، قدموا أنفسهم على مذبح، ليقولوا للكبار باننا نعيش مرحلة
تحرر وطني، ولا أحد يريد أن يسمع، يا فتية البِلاد، الرجاء توقفوا، رسالتكم وصلت،
ولكن لا أحد يريد استلام الرسالة، البِلاد لم تعد هي البِلاد، والشعب ليس هو
الشعب، لا تقدموا المزيد من الدماء، رجاء، دماؤكم أغلى من البِلاد المحايدة وناسها
المستلبين للماضي المؤرق والحاضر الهلامي، وأجَل من كِبار البِلاد..!
لم أتمكن من
النوم، بينما فتية الدهيشة، يصرون على نعي فتى مُخَيَّم قلنديا، بأكثر الطرق
وضوحا، يتلمسون طريقهم في طرق مظلمة، حزينة، في فجر حزين..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق