في ليلة 21
تشرين الثاني الماضي، لم يكن يشغل الطالب مأمون رائد محمد الخطيب (16) عاما، سوى
الكلاسيكو، مثل كثير من الجمهور الفلسطيني المنقسم بين فريقي ريال مدريد،
وبرشلونة.
تابع الخطيب،
من منزله في بلدة الدوحة، قرب بيت لحم، المباراة، وبدا متحمسا للنصر البرشلوني،
نشر صورا التقطها للمباراة خلال بثها على التلفاز، ونشرها على صفحته على الفيس
بوك.
وأظهر حس
الدعابة، وهو يعلن فرحته، ويواسي، رفاقه مشجعي ريال مدريد، فكتب:
تصبحون على
فوز ...لكل البرشلونية
تصبحون على خسارة...لكل المدريدية
وتصبحون على
خير...لكل الفلسطينية
ما الذي يمكن
ان يُغير أجندة الاهتمام لدى طالب فلسطيني، يرى كل شيء حوله، يحمل رائحة الدماء،
ليجعله يذهب، حسب الرواية الاحتلالية، إلى مفترق مستوطنات عتصيون، جنوب بست لحم،
حاملا سكينا؟
الرواية
الإسرائيلية، تحدثت عن فتى حاول تنفيذ عملية طعن، ولكن "يقظة" جندي،
مكنته من وضع حد لحياة الفتى، قبل ان يطعن أحدا.
تستشف المصادر
الفلسطينية، من الرواية الإسرائيلية، ان ما حدث للفتى الخطيب، عملية اعدام، وهي
واحدة من عمليات اعدام عديدة نفذها جنود الاحتلال على المفرق، الذي ينتشر فيه جنود
الاحتلال، بأقنعتهم السوداء بكثافة، وتم تعزيز تحصيناته الأمنية، بإضافة برج
مراقبة جديد، وكاميرات، وترتيبات أمنية عديدة، تجعل من روايات الاحتلال المتعاقبة
حول تنفيذ عمليات في المكان، مشكوك فيها.
نُقل جثمان
الشهيد، الذي نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، صورا له، بعد قتله، على اسفلت شارع
القدس-الخليل التاريخي، إلى الحاجز العسكري بين مدينتي بيت لحم والقدس، والذي أضحى
ثكنة عسكرية، فيها مكاتب تحقيق لجهاز الشاباك الإسرائيلي.
اتصل أحد ضباط
الشاباك، بوالد الفتى المغدور، وأخبره بانه ابنه قُتل، وعليه المثول عند الحاجز
لفحص الجثمان.
هذا اخر ما
كان يتوقعه الوالد، في صباح ماطر، مُبشر، عن ابنه البكر، احتجزه المحتلون، في
الحاجز، وحققوا معه، وضاعفوا من المه النفسي.
وفي منزل
العائلة في الدوحة، وصل المواطنون في البداية، مع انتشار الاسم، ببطء، حتى يتأكدوا،
ولا يثيروا حفيظة العائلة، التي قد تكون لم تعلم بعد بما حدث لابنهم. ولكن رائحة
الشهادة تنتشر بأسرع ما يتوقع أحد. لم يريدوا أن يكونوا أوّل ناقلي الخبر للأم،
التي تمنت في أخر عيد ميلاد لابنها، بان تفرح بنجاحه في التوجيهي، وان يعش 120
عاما، ولكن رصاصة قاتل وضعت مبكرا، حدا لحلم أم، ستظل مكلومة، في وطن تقتل أحلام
أولاده، بشهوة الضغط على الزناد.
لم يكن الخطيب
الطالب الوحيد من بيت لحم، الذي عاش تجربته الدرامية الأولى والأخيرة، وليس بعيدا
عن مكان اعدامه، اوقفت قوات الاحتلال الطالبة صابرين
مجاهد سند (14) عاما، من سكان قرية ارطاس بمريولها المدرسي، على المدخل المؤدي إلى
بلدة الخضر، قرب مفرق يؤدي إلى مدينة افرات الاستيطانية، أحاطها جنود ومستوطنون،
ورجال أمن المستوطنين، واعتقلوها، وعصبوا عينيها، وقيدوا يديها خلف ظهرها، وهي
ترتجف من الخوف.
بدلا من ان
تكون في المدرسة، نُقلت إلى معتقل احتلالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق