أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 17 ديسمبر 2015

سماط البيتلحميات



 لم يكن الشيخ عبد السلام يمانع في قراءة آيات من القران وهو يحمل أطفالاً مسيحيين، تنذر أمهاتهن، بختنهم، وإعطائهم أسماء إسلامية، عندما تفقد الواحدة منهنَّ أطفالها الذكور. مثل هذا النوع من النذور لم يكن غريبا على مجتمع بيت لحم، فالنذور الإسلامية-المسيحية متبادلة، مسيحيون ومسيحيات نذروا بصوم رمضان أو جزء منه، ومنهم ومنهن من يصومه بدون مناسبة أو نذور، وطالما صامت مسلمات في عيد العذراء ...وأحياناً في عيد البربارة وعيد الفصح.
ونذرت مسلمات ومسيحيات، بقراءة المولد، لحفظ أحبائهن، وجلسن حول شيخ ضرير يعدد أفعال النبي محمد الخارقة وقصة مولده، وكثيراً ما منحت مسيحيات شيخ يعرفنه مالا ليقرأ المولد على نية واحد من أعزائهم ليحفظه رب محمد، مثلما يحفظه رب المسيح، وجارات أمي المسيحيات كن يلجأن إلى أم عليّ، وينقدنها أموالا لتسلمها لشيخ تعرفه في قريتها، ليقرأ المولد.
ومن أشهر أنواع النذور هو السماط، وهو طبق خاص من الرقاق والعدس والرشتة، مفضل لأنه طبق النبي إبراهيم، كان يضعه الناذر أو الناذرة في باب القطانين ليتمكن المصلون الخارجين من المسجد الأقصى، من الأكل منه، بينما يطلب الناذر أو الناذرة سواء أكانا من المسيحيين أو المسلمين:
-أقرأوا الفاتحة للنبي إبراهيم هذا مِن نذره.
وحتّى حرب الأيّام الستة، كانت مسيحيات بيت لحم، يقدمن نذوراً أمام المسجد العمري، تنذر الواحدة منهنَّ بعمل سماط أمام المسجد الذي بُني على خرائب كنيسة يوحنا المعمدان، وسماط البيتلحميات عبارة
عن دسوت كبيرة طبخن فيها عدس مع عجين، يوزع مع الخبز المحلي المسمى الرقاق، تنزل صاحبات النذر إلى المسجد العمري، وتقف كلّ منهنَّ بجانب دستها تسكب الأكل لمن يريد.
لماذا توقف كلّ هذا بعد حرب الست ساعات، كما يسميها سكان بيت لحم؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق