كيف أصبحنا حبيبين، أنا وسميرة، ونحن نقيضين، مِن حيث الشكل، والمضمون، وما بينهما مِن تفاصيل؟، سيظل الأمر غامضاً وصعب التفسير، فسميرة جميلة، ليس مِن ذلك الجمال الملفت، ولكنَّه الجمال الكامِن في الشخصية، مُعبرا عنها، عاكساً جوانيتها. رغبت بتسميتها كمشاء، أي أنثى الفهد، ولكنَّه لم يرق لها، فسميتها خنيمة أي أنثى النمر، ولم تقبل به أيضاً، فاتفقنا على أنها نَمرة، نَمرة فقط، لأنها ببساطة كانت تبدو لي بوجهها الصارم المدور بدون تكلف، ومشيتها مرفوعة الرأس، وشعرها الطويل، الذي تربطه خلف ظهرها، وسمارها، وغمازتي وجهها، وحاجبيها الطويلين، مثل نَمرة عفية، تدب على الأرض ببطء وقوة وثقة، وكل خطوة تحاكي فيها الأرض، تختلف عن الأخرى، تقول كلمة مختلفة لهذا العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق