من تقاليد الفوز في الانتخابات، نزول الحشود
المؤيدة للطرف الفائز، في تظاهرة فرح، مِن الحرم الجامعي، بعد إعلان النتائج، وقد
أظلمت الدنيا، إلى بيت ساحور، مخترقين شوارع بيت لحم، والسهر حتّ الفجر، في منتزه
بيت ساحور، القريب من حقل الرعاة، الذين بَشرهم ملاك الربّ يوماً بفرح عظيم، وهو
ميلاد السيد المسيح، وَبُبَشّرون الآن بفرح مِن نوع أخر، يستمعون لأصوات موسيقى
متداخلة ورقص لا يتوقف، وكلمات خطابية مبتسرة، اثر على ملقيها، كميات الجعة التي
تناولوها، وهي المشروب الشعبي في احتفالات النصر هذه، أو مشروبات أقوى، فلا أحد بعد
الفوز الانتخابي في مجلس اتحاد الطلبة، يفكر الا في لحظات الفوز الذي يوصف كلّ
مرّة بأنه تاريخي، وانتصار لهذا الموقف السياسي أو ذاك، تعززه الاتصالات الهاتفية
من قيادات الصف الأوّل التاريخية، التي تعيش في الخارج، واسم الواحد منهم كفيل
بإحداث زهو وقشعريرة في الأجساد، مثل أبو عمار، وأبو جهاد، وأبو إياد، وأبو
الميساء، وأبو النوف، وفي اليوم التالي،..الأسبوع التالي، ينسى الفائزون، الذين
تشبعوا من نشوة النصر، والخائبون الذين يبررون خسارتهم، لأسباب كثيرة منها ان
الطرف الأخر أغدق في الصرف على المعركة الانتخابية، وكأنها معركة تحرير فلسطين،
معركة كسر العظم الانتخابية، ويعود الجميع للمناكفات والصراعات والتحالفات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق