أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 22 يناير 2017

عسقلان تؤرخ لأسماء الغزاة


















يمثل لوح رخامي، يعرض في المتحف الفلسطيني (روكفلر) في القدس، رمزا لتعاقب الاحتلالات والحضارات على مدينة عسقلان.

ويعرض اللوح ضمن معرض نظمه ما يسمى متحف إسرائيل، ومقره على تلة الشيخ بدر في القدس الغربية، في المتحف الفلسطيني، الذي استولى عليه المحتلون، في حزيران 1967م، ونقلوا كثيرًا من محتوياته لاحقا إلى متحف إسرائيل. ويعكس اللوح تاريخ عسقلان المتأخر، فهو في الأصل كان جزءا من طاولة رومانية، وبعد ألف عام أعيد استخدامه كلوح لنقش فاطمي يذكر بناء برج محصّن من قبل الحاكم المحلي، وبعد ثلاث سنوات وخمسة أشهر من النقش، احتل الصليبيون عسقلان للمرة الأولى، وخلال الفترة الثالثة والأخيرة من الاستيطان الصليبي في المدينة، أضيف نقش الدروع – شعار النبالة للسير يو ويك (توفي عام 1241م)، ويرجح أن هذا الفارس الصليبي اختار تخليد مساهمته في بناء برج الدفاع من جديد على السور الشمالي لعسقلان، ومع مغادرة الصليبيين لعسقلان، دُمر النقش ومعه معظم التحصينات في المنطقة.
يعود استخدام اللوح لأول مرة، إلى القرن الأول للميلاد، وأعيد استخدامه عام 1150م، وعام 1241م، وهو الآن "معتقل" لدى الإسرائيليين.
ويضم المعرض العديد من المكتشفات الأثرية التي جرت في المدينة الساحلية الفلسطينية، من بينها أغراض دينية مصرية، تعود للعصر الحديدي الثاني (القرن السابع ق.م)، ولعبت هذه الأواني البرونزية التي يطلق عليها (سيتولا) دورا هاما في طقوس إراقة الخمر المصرية، وكشف اكتشافها في عسقلان مع مائدة الهبات الصغيرة، الطقوس الدينية المصرية.
ومن المعروضات المميزة، تمثال العِجل ومعبده، وهو من البرونز المغطى بالفضة والفخار، ويعود للعصر البرونزي المتوسط، أي القرن ال- 16 ق.م.
تم العثور على هذا التمثال الرائع ومعبده الاسطواني الذي وضع فيه في مبنى صغير عند سفح السد الترابي الكنعاني، بالقرب من بوابة المدينة، ويمثل التمثال الإله بعل صفّون، حامي التجارة البحرية.
وتحتل أوان فلسطينية صنعت من الفخار، موقعا هاما في المعرض، والتي تعود إلى العصر الحديدي الأول، القرن الـ12 حتى الـ11 ق.م. وتشير الأواني الفلسطينية المميزة المزينة بالأحمر والأسود إلى المرحلة الثانية من الاستيطان الفلسطيني في عسقلان في نهاية القرن الـ12 وبداية القرن الـ11 ق.م، وتعتبر القِدر والجرّة، أمثلة رائعة لهذه الأواني الثنائية اللون التي وجدت في عسقلان، والتي تحمل نماذج هندسية تميز هذا الأسلوب الفني.
التراث الفلسطيني المتوارَث، كما يعتقد علم الآثار التقليدي، من بحر إيجه واضح بشكل كبير في آنية "قِدر المُحارب"، المزينة ربما بعربة يونانية تقليدية في مشهد بحري، يشبه تاج الريش على رأس المحارب. ويقف ما أطلق عليه منظمو المعرض تمثال الموظف الفرعوني، ليؤكد عمق العلاقة بين مصر الفرعونية وعسقلان، ويعود التمثال إلى العصر البرونزي المتأخر، القرن ال- 13 ق.م، ومصنوع من الحجر الجيري. تم اكتشاف التمثال مستخدما في بناء سور عسقلان الفلسطيني، ويعكس عدم الاكتراث بهذا الرمز المصري توتر العلاقات بين الفلسطينيين ومصر في القرن ال- 12 ق.م، عندما استوطن الفلسطينيون في منطقة السهل الساحلي الجنوبي، بما فيها عسقلان.
واختار المنظمون ان يعرضوا لقبر كلب، كنموذج لمقبرة الكلاب المحيرة التي اكتشفت في عسقلان خلال الأعوام 1986 – 1992، والتي ضمن 970 قبرا. وتعود المقبرة المكتشفة، إلى العصر الفارسي، أي القرن الخامس قبل الميلاد في العصر الفارسي عاش في عسقلان مجتمع فينيقي، وربما ارتبطت عادة دفن الكلاب بطقوس الشفاء التي مورست فيها. ذُكرت هذه الطقوس في كتابة وجدت في موقع فينيقي من تلك الفترة في كيتيون بقبرص، بحسب الكتابة كانت الجِراء والكلاب جزءا من معبد الإلهة عشتار وإله الشفاء رشِف-مِكل.
بدأت الحفريات الأثرية في عسقلان، في الأعوام 1920 – 1922، وكشفت عن الآثار الأولى للمدينة القديمة، وبين الأعوام 1985 – 2016 جُددت الحفريات على يد "بعثة ليون ليفي الأثرية لعسقلان"، والمعرض المقام الآن في المتحف الفلسطيني (روكفلر) نُظم احتفاء بانتهاء حفريات هذه البعثة، وسيستمر المعرض حتى 17 شباط 2017م.

- See more at: http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=249255cy38348124Y249255c#sthash.pZR1BhWZ.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق