"يا
ولدى قد مات شهيدًا من مات على دين المحبوب".
هكذا
جاء في قصيدة نزار قباني، التي أشهرها عبد الحليم، بألحان الموجي، ولكن لسبب ما،
لعله رقابيًا، غنى عبد الحليم "قد مات شهيدًا من مات فداءً للمحبوب"،
مستبدلًا فداءً بكلمة دين.
تنبهنا،
ونحن في زغب الثقافة وإعصار النقاشات، أن من غيَّر الكلمة، أضعف القصيدة، فالموت
على دين المحبوب، أعظم من الموت فداءً له. هكذا فكرنا، وغير متأكد من شيءٍ الآن.
لكن
يحدث أن يموت المرء على دين المحبوب. يخبرنا شيخنا داود الأنطاكي في كتابه: تزيين
الأسواق في أخبار العشَّاق، حكاية منسوبة لابن الجوزي، يُحكى:
"أن
رجلاً علق جارية نصرانية وأخذ هواها منه حتى أزال عقله فحمل إلى البيمارستان فأقام
به مدة، وكان له صديق يتعاهده فقال له يومًا وقد أشرف على التلف قد أيست من ملاقاة
فلانة في الدنيا، وأخاف أن لا ألقاها في الآخرة إن مت مسلمًا. ثم تنصَّر ومات فخرج
من عنده فوجدها عليلة، وهي تقول قد أيست من فلان في الدنيا فأنا أسلم لألقاه في
الآخرة، ثم أسلمت وماتت".
بعض أسلافنا عظَّموا، من قيمة العشق،
حتى اعتبر أحدهم وهو إبراهيم بن ميمون الذي جمع بين حبيبين، وهو يحج، أن الجمع بينهما،
أعظم عنده من الحج.
#داود_الأنطاكي
#ابن_الجوزي
#نزار_قباني
#أسامة_العيسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق