عندما
أصبح ميشيل صبّاح، أول بطريرك عربي للقدس والأراضي المقدسة، كان ذلك، بالنسبة
لفلسطين المتطلعة الرائية، ولقواها الوطنية، حدثاً تاريخياً، استوجب الاحتفال، وان
المنصب المهم قد عُرب.
رجل
الدين الناصريّ، التي استقبلت والدته تعيينه بزغرودة، ورجل الوطن، والكاتب،
والمترجم، المجاز في العلوم الإسلامية من السوريون، والخطيب مقتصد الكلمات، وازنها
بميزان المواقف الدقيق، تمكن من قيادة الطائفة، في تداخل مع الوطن، وفي مواجهة
الاحتلال، وشارون.
المقارنة
بين أداء صبّاح وخلفه، ابن العشائر الأردنية، غير موجبة، ولا يقصد فيها الطبع الشخصنة،
وكان متوقعا ان يأتي الأب وليم الشوملي، بطريركا عربيا ثالثا للمدينة المقدسة،
ولكن لحاضرة روما رأيها. أصبح لديها قناعة بأن العربَ لا يستطيعون، وخلال الأشهر
الماضية، اقتنع كثير من عرب الطائفة بذلك، ويتداولون بتفهم الأسباب التي جعلت
الحاضرة، حاضرة القرار.
الأب
بيير باتيستا بيتزابالا، الذي أمضى سنوات طويلة كحارس للأراضي المقدسة، أميناً
لسيرة فرنسيس الاسيزي، ورهبانه (رهبان أبو حبلة) الذين يمتد وجودهم لقرون طويلة في
الأراضي المقدسة، غادر بعد انتهاء ولايته، كموظف ملتزم، ولكنه لم يكن يدري، بأنه
سيستجيب لقرار الحاضرة بالعودة، ليصبح المدبر الرسولي، أي بعبارة أخرى (بطريرك
بالوكالة).
في
فلسطين المهزومة، لم يهتم أحد بفقدان العرب للمنصب، وتخلى الصحافيون عن مبرر
وجودهم، وهو قوة السؤال، ولم تكتب الصحف المحلية ولم تبث وسائل الإعلام، إلا ما
تردده منذ أعوام.
في
بيت لحم السجينة، تبرز سيكولوجية السجين، الذي يفكر في مزيد من القيود، على حركة
الصحافيين، وفرض رسوم على السياح، الذين يرغبون في الدخول عبر باب في الجدار لرؤية
المساجين.
تتضخم
سيكولوجية السجين، ويقلد باطنيًا قسوة السجّان، فلا يفكر الأول إلا بقيد جديد..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق