أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ميشيل صباح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ميشيل صباح. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 20 يناير 2022

البطريرك صبّاح: اجعلوا بيت لحم مدينة محبة


 


وصل بطريرك اللاتين السابق ميشيل صبّاح، إلى مدينة بيت لحم التي أحبها، ليس كما كان يفعل سابقا، لترؤس الاحتفالات الميلادية، ولكن هذه المرة ليلتقي محبيه، ويتلقى هدية المدينة له.

صبّاح، هو أول بطريرك عربي للاتين في القدس والأرض المقدسة، تسلم منصبه خلال الانتفاضة الأولى، فشملت خطبه، الوضعين الوطني والسياسي.

 تسلم صبّاح، المجاز من جامعة السوربون في الثقافة الإسلامية، والأديب والمترجم، شهادة مواطنة شرف لمدينة بيت لحم، في احتفال نظم في مركز السلام في ساحة المهد، غطى دفء محبة الناس، على برودة الطقس.

عبر صبّاح، عن امتنانه للمدينة التي: "هي أرض السلام، ولأهل بيت لحم جمعياً للمسيحي وللمسلم وتربطهما علاقة محبة وأخوة، فلا مخاصمات ولا طائفيات ولا اعتداءات". وأرسل دعوة: "لبيت لحم وللعاملين فيها وللسلطات الحكومية والمدنية والدينية أن يجعلوا بيت لحم مدينة محبة، يتعلمون فيها المحبة، ويُعلمون المحبة، ويعلمون فلسطين، فتوجد فلسطين وتكون، والله معلمكم ومعلمنا جميعاً".

قال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، إن بلدية المدينة منحت: "هذه الشهادة للدور الرائد للبطريرك السابق في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، والمساعي الخيرة في تثبيت الوجود العربي الفلسطيني المسيحي في الأرض المقدسة".

ابتدأ الحفل الذي تولت عرافته كارمن غطاس بوقفة إجلال واحترام للنشيد الوطني الفلسطيني، وافتتحه سلمان، معبرا عن سعادته وفخره لحضور البطريرك ميشيل صبّاح قائلاً: "إن البطريرك ميشيل صبّاح غني عن التعريف، فهو جاء من رحم هذه الأرض وعاش معاناة شعبها واطلع على همومها وعاصر مآسيها، فحمل رسالة الأمل والعدل والمحبة والفداء" وأضاف بأنه: "عمل على تعزيز مواطنة المسيحيين كعنصر أصيل من نسيج الشعب الفلسطيني، واستمر بالدفاع عن هوية العرب الفلسطينيين المسيحيين وحقوقهم الوطنية والإنسانية والإيمانية، فغبطته لم يفرق بين أبناء الشعب، واحترم المعتقدات والشعائر والعادات والتقاليد المحفوظة والمتوارثة لكل مكون اجتماعي أو ديني على هذه المعمورة". وأشار بأن: "مجلس بلدية بيت لحم ارتأى بأنه نظراً لمواقفه النبيلة والسياسية والإنسانية والوطنية المشهودة والمعروفة للجميع فقد قرر منح غبطته شهادة مواطنة شرف لمدينة بيت لحم ليكون أيضاً مثالاً للآخرين".

تلى كلمة رئيس البلدية عرض فيلم عن مسيرة صبّاح الدينية والدور المحوري الذي لعبه وما زال يلعبه، بعنوان (بطريرك الشعب) من إنتاج د. ليلي حبش، ومن إخراج محمد العطار.

وقال محافظ بيت لحم اللواء كامل حميد إن صبّاح، رجل من رجالات فلسطين، فهو رجل إيمان ورجل مواقف. وباسم الرئيس والقيادة الفلسطينية قدّم الشكر والتقدير والاحترام: "لصبّاح على المواقف والمسيرة الطويلة من العطاء وعلى الصمود على هذه الأرض المقدسة الطيبة التي نعتز بها".

قدم المطران بولس ماركوتسو نيابةً عن البطريرك بييرباتيستا بيتزابالا بطريرك القدس للاتين، التبريكات للبطريرك السابق، وشرح عن أعماله الثابتة والبناءة، وقال: "إن بيت لحم هذه السنة هي مدينة الثقافة والبطريرك ميشيل أيضاً كان بطريرك الثقافة، ليس فقط أكاديمياً وشعبياً بل كان بطريرك الثقافة من ناحية العيش المشترك في الوجود والحياة". ووصفه ببطريرك الوحدة والبقاء.

ثم اعتلى رئيس البلدية وصبّاح المسرح، حيث تلى مدير عام البلدية طوني مرقص قرار مجلس بلدية بيت لحم في جلسته رقم (261) المنعقدة بتاريخ ١٨/ ١٢/ ٢٠٢١، المتعلق بمنح شهادة المواطنة، وسّلم سلمان الشهادة لصبّاح.

وفي الختام، أُهدى البطريرك السابق، أيقونة من تصميم ابن بيت لحم، الفنان جورج ميشيل الأعمى ومن تنفيذ خضر السرياني. كما سلمه المحافظ درع يحمل صورة لكنيسة المهد مصنوعة من الصدف، وسلمته الباحثة في الفلكلور مها السقا، هدية من التطريز الفلسطيني التقليدي.

الخميس، 19 نوفمبر 2020

لا زغاريد في القُدْس


 


عندما جلس ابن مدينة الناصرة ميشيل صبّاغ، على كرسي بطريركية القُدْس، كان الجلوس حدثًا، أوقف أعلا الفخر وقوفًا، ومدعاة للاحتفال الوطني، فهو أوَّل بطريرك عربي يجلس على الكرسي اللاتيني منذ تأسيسها الحديث في القُدْس (1847م). في بداية عام 1988م، قابل صبّاغ بابا الفاتيكان، وحضر سيامته سفراء عرب، ووفد كبير من الناصرة وفلسطين، ضم أكثر من مئة شخص على رأسهم  توفيق زيّاد، رئيس بلدية المدينة الشيوعيّ.

لم يكن الأمر يتعلق فقط بأوَّل بطريرك عربي، ولكن أيضًا بلحظة الانتفاضة الكبرى، ولم يكن أقدر من الباحث والمفكر والمترجم المجاز في الثقافة الإسلامية من السوربون (في الشعر الأموي وطبقات ابن سعد)، من التقاطها، وفي ذهنه تراث لاهوت التحرير في أميركا اللاتينية، فمدّ ذراع كرسيه إلى المنتفضين.

بعد تنحية صبّاغ بحكم قوانين السن الفاتيكانية، حلَّ محله، كما هو متوقع، بطريرك عربي آخر، ولكن من بادية عبر الأردن، وعندما نُحي هو الآخر، بعد كرور سنوات، كُشف عن جبل جليد ذائب، وديون بقيمة 100 مليون دولار.

هذه المرة، لم يعين الفاتيكان بطريركيًا، وإنما أوكل لحارس الأراضي المقدسة المنتهية حراسته، وبعد وصوله إلى ايطاليا، متقاعدا، مهمة تدبير الكرسي البطريركي.

امتلأ المُدَبِّر، بالشعور الإنجيلي الخلاصي، فالرّبّ وحده، من دبر عودته مجددًا إلى الأراضي المقدسة، ولكن كيف سيتدبر الديون؟ طرح مشروع بيع أراضي للرعية الفلسطينية في الناصرة، فانتفضت الرعية، دون أن يقف أحد من الوطنجية معها. وما زالت منتفضة.

لا يمكن أن يظل المُدَبِّر مدبرًا، فسامه البابا، بطريركًا، منهيًا ربيع البطريركية العربيّ، الذي يدأ صاخبًا صبّاحا مع صبّاح، إلى شتاءٍ مع خليفته.

الصوت الوحيد، الذي تناهى إلى مسامعي، متسائلاً عن مصير عروبة الكرسي البطريركي، جوبه بنقدٍ، من رعية البطريركية، في إعلان فاضح للنكوص العروبي.

لم تتغير مشاعر الرعية الوطنية، ولكنّها فضلت أجنبيًا على أي عربي آخر. ما الذي تغيّر؟

عندما وصل خبر تعيين صبّاغ بطريركًا، أطلقت والدته زغرودة، تردد رجع صداها فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا. لا نعرف إذا كانت والدة البطريرك الجديد، زغردت، مأخوذة بتراث متوسطي أم لا؟ ولكن في القُدْس التي احتفت بالبطريرك الجديد، لم يزغرد أحد.

فلسطين تتغير ليس بالصدمة القاصمة، كما حدث في أمصار أخرى، وإنما بصدمات متتابعة.

قبل أوسلو كانت فلسطين "مشروع" و"مشاريع"، وبعدها أصبحت "مشاريع".

 

الأحد، 25 ديسمبر 2016

لا بطريرك عربي للقدس..!




عندما أصبح ميشيل صبّاح، أول بطريرك عربي للقدس والأراضي المقدسة، كان ذلك، بالنسبة لفلسطين المتطلعة الرائية، ولقواها الوطنية، حدثاً تاريخياً، استوجب الاحتفال، وان المنصب المهم قد عُرب.

الأحد، 1 فبراير 2015

مسيحيو فلسطين ومسلموها ليسوا بخير..!


ميشيل صبّاح (بطريرك القدس السابق)، من أكثر الشخصيات العامة النادرة في فلسطين التي احترمها. رجيل غير ارتجالي، في اللقاءات والندوات والمؤتمرات والاحتجاجات العديدة، وعلى مدى سنوات طويلة، كان يحرص على القراءة من ورقة، ولا يغازل الجمهور. أديب يزن كلماته بميزان أدق من ميزان الذهب. لا كلمة زائدة ولا أخرى ناقصة. مثقف، ومترجم. ومجاز في الإسلام من السوربون. وما يقوله بشأن الحركات الاسلامية في فلسطين، أعتقد ان على هذه الحركات ان تأخذ به. النصيحة في زمن ما كانت بجمل..!