إلى الزميل الكاتب أسامة العيسة الذي قرأت له رواية وهو في العشرين من عمره
"الحنون الجبلي" وكانت روايت فتية أو شابت لشاب دفعته تجربته الصغيرة في
النضال والاعتقال في أواسط الثمانينات لصياغتها، وحين اختمرت التجربة بعد ربع قرن
آخر كتب المسكوبية وها هو يتحفنا برواية " مجانين بيت لحم التي سأتعهد
بقراءتها في أقرب فرصة ممكنة، إليه أكتب:
عزيزي أسامة، لأن المجانين هم عقلاء جننهم مدعو التعقل والظروف التي
تضع" العقل في الكف" وربما تقذفه بعيدا ، والنماذج الحية التي نراها في
المعازل التي يسمونها تلطيفا لوقعها مستشفيات، وإنما نرى كثيرين منهم في شوارعنا
وحوارينا، هؤلاء أكثر استشعارا منا وأكثر حساسية وأكثر رقة منا، لكل ذلك هم أصبحوا
المجانين ونحن العقلاء، من هنا تشوقت كثيرا لقراءة روايتك، وسأقرأها دون إبطاء،
خاصة وأنا أتوقع إلى أي عالم يأخذنا هذا ال"أسامة" وبعد القراءة لا أدري
إلى أين سيأخذنا مجانينه. فقد احتجت لشيء من الوقت للعودة من المسكوبية إلى مسقط
رأسي، فكم سأحتاج بعد المجانين يا أسامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق