ادت اجراءات الاحتلال في السنوات الماضية، الى فصل قرى الريف الغربي لبيت لحم، ليس فقط عن المدينة ولكن عن بعضها البعض.
يتوجب المرور عبر نفق بين بلدة الخضر، وباقي القرى، وفي منطقة المشاهد وقبل الوصول الى قرية حوسان، التي تنفذ فيها سلطات الاحتلال عملية عسكرية واسعة منذ اسبوعين، استحدثت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا، للتدقيق في بطاقات الهوية للمواطنين وعرقلة السير، وامس، دفعت بقوة اضافية الى هذه المنطقة، والهدف هدم محل للادوات الصحية.
ولم يكن هذا المحل هو الوحيد الذي هُدم في القرية، حيث هُدم ايضا مخزن، ومشحمة للسيارات غرب البلدة، في ما يمكن تسميته منطقة صناعية صغيرة، قريبة من مستوطنة بيتار عليت المقامة على اراض تابعة لحوسان وقرى مجاورة.
في الشوارع الداخلية للقرية، يمكن مشاهدة كل فترة واخرى جيب لحرس الحدود، وحسب طه حمامرة وهو ناشط في مقاومة الاستيطان، فانه تم سحب الجيش الاحتلالي النظامي من القرية، والدفع بقوات حرس الحدود للقرية لتنفيذ عملية خاصة، حسب وسائل الاعلام العبرية سوف تستمر لمدة اسبوعين.
يقع منزل عائلة الاسير عز الدين حمامرة على تلة (الشَرَفة) يمكن منها رؤية الشارع الذي تسير عليه مركبات المستوطنين، المحاط بسياج، في محاولة من قوات الاحتلال لمنع او تقليل رشق المركبات بالحجارة من قبل فتية القرية.
تقول شيرين حمامرة، شقيقة عز الدين المحكوم بالسجن المؤبد تسع مرات، بأن قوات الاحتلال دهمت منزل العائلة واعتقلت شقيقها وسام (24). وتمثل عملية الاعتقال هذه نموذجا لعمليات الاعتقال الاخرى في القرية التي تقول شيرين انها طالت نحو 35 فتى وشابا، وحسب طه حمامرة فان العدد الاجمالي للمعتقلين من القرية قديما وحديثا، وصل الى خمسين معتقلا.
تقول شيرين: «اقتحم المنزل نحو 40 جنديا، ارهبونا، ودققوا في الهويات، وفتشوا المنزل بشكل دقيق، واستفزازي، وعدواني».
تحدث بعض المواطنين من القرية لـ "الحياة الجديدة"، عن احصاء تنفذه قوات الاحتلال في القرية، حيث يتم اقتحام المنازل ليلا، وتسجيل اسماء وأرقام البطاقات الشخصية، وعدد افراد كل عائلة، وتحديد مواقع المنازل على خارطة لدى قوات الاحتلال.
بجانب مسجد ابو بكر الصديق وسط القرية، هناك وجود شبه دائم لقوات الاحتلال، وبالقرب من المسجد، يقع متجر، كان يديره الشيخ محمود حمامرة، الذي قُتل برصاص الاحتلال وهو في متجره، في شهر تموز الماضي.
استشهاد حمامرة الذي تزين صوره مدخل المتجر، يؤكد على المخاطر على حياة المدنيين في القرية، نتيجة الاقتحام المتكرر لقوات الاحتلال للقرية.
مواطنون يقفون امام المتجر قالوا وهم يشيرون الى ملصق للشهيد حمامرة: «لقد قتلوه بدم بارد، كان يجلس داخل متجره، عندما استشهد برصاص الجنود، في شهر رمضان المبارك».
الجميع في حوسان، يتحدثون عن العنف الذي يمارسه جنود حرس الحدود، وقال احد المواطنين: «لقد هددونا بقتل مواطنين، اننا نحذر من سقوط شهداء في الايام المقبلة».
في الطريق المؤدية الى غرب القرية، تكثر المحلات التي وضع اصحابها عليها لافتات باللغتين العربية والعبرية، حيث ياتي بعض المستوطنين للشراء او تصليح مركباتهم، ولكن مستوطنين آخرين، يحرضون على التعامل التجاري مع اهالي حوسان، واصدروا بيانات دعوا فيها المستوطنين لمقاطعة حوسان اقتصاديا.
مراد عودة وقف امام محله الذي هدمته قوات الاحتلال امس، وهو يتحدث لمراسلنا: «قبل 24 ساعة أخبرونا بأنهم سيهدمون هذه المخازن بحجة امنية، قال جنود الاحتلال بان لديهم كتابا بهذا الخصوص، ولكنهم رفضوا تسليمهم لنا، او تحديد ماهية الحجة الامنية».
وتبلغ مساحة المحل 100 متر مربع، وهو مبني منذ سبع سنوات، وهذه ليست المرة الاولى التي تهدم قوات الاحتلال املاكا لمراد وعائلته، والحجة دائما امنية، وهو امر غير مقنع لعودة: «نعاني الان من ارهاب حرس الحدود، عمليات دهم ليلية، وترويع للآمنين».
من بين المنازل التي دوهمت، منزل محمد كمال سليم زعول (20) عاما وهو مريض بالسرطان، ونزيل مستشفى تل هشومير الاسرائيلي، ورغم علم قوات الاحتلال بهذه الحقيقة، الا انهم سلموا والده بلاغا ليصطحب ابنه لمراجعة مخابرات الاحتلال.
هدمت قوات الاحتلال امس ايضا مشحمة للسيارات لصاحبها فراس صبري سعيدشوشة، الذي قال لمراسلنا وهو يقف قرب المشحمة المهدومة: «هذه المرة الخامسة التي يهدمونها، منذ عام 2011، طلبوا مني مخططا، فارسلته للادارة المدنية في بيت إيل، ثم طلبوا مخططا تفصيليا، وانجزته وارسلته، وفوجئت، بهدم المشحمة، دون اي انذار».
يقول طه حمامرة: «حسب ما فهمنا من وسائل الاعلام العبرية، فان هدف الحملة على حوسان، هو ضبط الامن، والمقصود منع رشق سيارات المستوطنين بالحجارة، وحسب هذه الوسائل، فانه كان لمجلس بلدية مستوطنة بيتار عليت دور في اتخاذ قرار زج قوات حرس الحدود في قريتنا، نعاني من المداهمات، والاعتقالات، والهدم والاخطارات بالهدم، ومصادرة ما تحويه المحلات، وحتى الان صادروا ما قيمته 400 ألف شيقل».
ولا تقتصر مظاهر العدوان على حوسان، على ما ذكره حمامرة فقط، حسن بريجية من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وصل القرية، بعد نشر اخطار من قبل الادارة الاحتلالية المدنية وبلدية بيتار عليت بمصادرة اراض في وادي ابو الحمرا، في القرية.
عقد بريجية اجتماعا في المجلس القروي مع بعض المواطنين، للتباحث في كيفية مواجهة هذه الهجمة الجديدة، والخطيرة على الاهالي واراضيهم.
قبل سنوات اشار تقرير اممي الى ما يمكن تسميته انقلابا ديموغرافيا في ريف بيت لحم الغربي، حيث يبلغ عدد الاهالي نحو 20 ألف مواطن، بينما تزايد عدد المستوطنين ليفوق الستين الفا، وهو ما يؤكد وجود عملية تفريغ صامتة للمواطنين.
حسن بريجية، يحذر من استمرار عملية التفريغ، مؤكدا على اهمية مواجهة ذلك بكل الطريق القانونية والشعبية، ودعم صمود المواطنين في ارضهم.
قال بريجية بعد انتهاء الاجتماع الذي حضره مراسلنا: «ما يجري هو معركة صامتة، لترحيل المواطنين، ما يجري في حوسان، هو نموذج لما يجري وما سيجري في مناطق اخرى، علينا الاستعداد والمواجهة».
يتوجب المرور عبر نفق بين بلدة الخضر، وباقي القرى، وفي منطقة المشاهد وقبل الوصول الى قرية حوسان، التي تنفذ فيها سلطات الاحتلال عملية عسكرية واسعة منذ اسبوعين، استحدثت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا، للتدقيق في بطاقات الهوية للمواطنين وعرقلة السير، وامس، دفعت بقوة اضافية الى هذه المنطقة، والهدف هدم محل للادوات الصحية.
ولم يكن هذا المحل هو الوحيد الذي هُدم في القرية، حيث هُدم ايضا مخزن، ومشحمة للسيارات غرب البلدة، في ما يمكن تسميته منطقة صناعية صغيرة، قريبة من مستوطنة بيتار عليت المقامة على اراض تابعة لحوسان وقرى مجاورة.
في الشوارع الداخلية للقرية، يمكن مشاهدة كل فترة واخرى جيب لحرس الحدود، وحسب طه حمامرة وهو ناشط في مقاومة الاستيطان، فانه تم سحب الجيش الاحتلالي النظامي من القرية، والدفع بقوات حرس الحدود للقرية لتنفيذ عملية خاصة، حسب وسائل الاعلام العبرية سوف تستمر لمدة اسبوعين.
يقع منزل عائلة الاسير عز الدين حمامرة على تلة (الشَرَفة) يمكن منها رؤية الشارع الذي تسير عليه مركبات المستوطنين، المحاط بسياج، في محاولة من قوات الاحتلال لمنع او تقليل رشق المركبات بالحجارة من قبل فتية القرية.
تقول شيرين حمامرة، شقيقة عز الدين المحكوم بالسجن المؤبد تسع مرات، بأن قوات الاحتلال دهمت منزل العائلة واعتقلت شقيقها وسام (24). وتمثل عملية الاعتقال هذه نموذجا لعمليات الاعتقال الاخرى في القرية التي تقول شيرين انها طالت نحو 35 فتى وشابا، وحسب طه حمامرة فان العدد الاجمالي للمعتقلين من القرية قديما وحديثا، وصل الى خمسين معتقلا.
تقول شيرين: «اقتحم المنزل نحو 40 جنديا، ارهبونا، ودققوا في الهويات، وفتشوا المنزل بشكل دقيق، واستفزازي، وعدواني».
تحدث بعض المواطنين من القرية لـ "الحياة الجديدة"، عن احصاء تنفذه قوات الاحتلال في القرية، حيث يتم اقتحام المنازل ليلا، وتسجيل اسماء وأرقام البطاقات الشخصية، وعدد افراد كل عائلة، وتحديد مواقع المنازل على خارطة لدى قوات الاحتلال.
بجانب مسجد ابو بكر الصديق وسط القرية، هناك وجود شبه دائم لقوات الاحتلال، وبالقرب من المسجد، يقع متجر، كان يديره الشيخ محمود حمامرة، الذي قُتل برصاص الاحتلال وهو في متجره، في شهر تموز الماضي.
استشهاد حمامرة الذي تزين صوره مدخل المتجر، يؤكد على المخاطر على حياة المدنيين في القرية، نتيجة الاقتحام المتكرر لقوات الاحتلال للقرية.
مواطنون يقفون امام المتجر قالوا وهم يشيرون الى ملصق للشهيد حمامرة: «لقد قتلوه بدم بارد، كان يجلس داخل متجره، عندما استشهد برصاص الجنود، في شهر رمضان المبارك».
الجميع في حوسان، يتحدثون عن العنف الذي يمارسه جنود حرس الحدود، وقال احد المواطنين: «لقد هددونا بقتل مواطنين، اننا نحذر من سقوط شهداء في الايام المقبلة».
في الطريق المؤدية الى غرب القرية، تكثر المحلات التي وضع اصحابها عليها لافتات باللغتين العربية والعبرية، حيث ياتي بعض المستوطنين للشراء او تصليح مركباتهم، ولكن مستوطنين آخرين، يحرضون على التعامل التجاري مع اهالي حوسان، واصدروا بيانات دعوا فيها المستوطنين لمقاطعة حوسان اقتصاديا.
مراد عودة وقف امام محله الذي هدمته قوات الاحتلال امس، وهو يتحدث لمراسلنا: «قبل 24 ساعة أخبرونا بأنهم سيهدمون هذه المخازن بحجة امنية، قال جنود الاحتلال بان لديهم كتابا بهذا الخصوص، ولكنهم رفضوا تسليمهم لنا، او تحديد ماهية الحجة الامنية».
وتبلغ مساحة المحل 100 متر مربع، وهو مبني منذ سبع سنوات، وهذه ليست المرة الاولى التي تهدم قوات الاحتلال املاكا لمراد وعائلته، والحجة دائما امنية، وهو امر غير مقنع لعودة: «نعاني الان من ارهاب حرس الحدود، عمليات دهم ليلية، وترويع للآمنين».
من بين المنازل التي دوهمت، منزل محمد كمال سليم زعول (20) عاما وهو مريض بالسرطان، ونزيل مستشفى تل هشومير الاسرائيلي، ورغم علم قوات الاحتلال بهذه الحقيقة، الا انهم سلموا والده بلاغا ليصطحب ابنه لمراجعة مخابرات الاحتلال.
هدمت قوات الاحتلال امس ايضا مشحمة للسيارات لصاحبها فراس صبري سعيدشوشة، الذي قال لمراسلنا وهو يقف قرب المشحمة المهدومة: «هذه المرة الخامسة التي يهدمونها، منذ عام 2011، طلبوا مني مخططا، فارسلته للادارة المدنية في بيت إيل، ثم طلبوا مخططا تفصيليا، وانجزته وارسلته، وفوجئت، بهدم المشحمة، دون اي انذار».
يقول طه حمامرة: «حسب ما فهمنا من وسائل الاعلام العبرية، فان هدف الحملة على حوسان، هو ضبط الامن، والمقصود منع رشق سيارات المستوطنين بالحجارة، وحسب هذه الوسائل، فانه كان لمجلس بلدية مستوطنة بيتار عليت دور في اتخاذ قرار زج قوات حرس الحدود في قريتنا، نعاني من المداهمات، والاعتقالات، والهدم والاخطارات بالهدم، ومصادرة ما تحويه المحلات، وحتى الان صادروا ما قيمته 400 ألف شيقل».
ولا تقتصر مظاهر العدوان على حوسان، على ما ذكره حمامرة فقط، حسن بريجية من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وصل القرية، بعد نشر اخطار من قبل الادارة الاحتلالية المدنية وبلدية بيتار عليت بمصادرة اراض في وادي ابو الحمرا، في القرية.
عقد بريجية اجتماعا في المجلس القروي مع بعض المواطنين، للتباحث في كيفية مواجهة هذه الهجمة الجديدة، والخطيرة على الاهالي واراضيهم.
قبل سنوات اشار تقرير اممي الى ما يمكن تسميته انقلابا ديموغرافيا في ريف بيت لحم الغربي، حيث يبلغ عدد الاهالي نحو 20 ألف مواطن، بينما تزايد عدد المستوطنين ليفوق الستين الفا، وهو ما يؤكد وجود عملية تفريغ صامتة للمواطنين.
حسن بريجية، يحذر من استمرار عملية التفريغ، مؤكدا على اهمية مواجهة ذلك بكل الطريق القانونية والشعبية، ودعم صمود المواطنين في ارضهم.
قال بريجية بعد انتهاء الاجتماع الذي حضره مراسلنا: «ما يجري هو معركة صامتة، لترحيل المواطنين، ما يجري في حوسان، هو نموذج لما يجري وما سيجري في مناطق اخرى، علينا الاستعداد والمواجهة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق