كيفي يقضي المستَعمرون أعمارهم؟ يقاومون، يتقاتلون، يُنفون غصبا، وبإرادتهم،
وقد يوجد شاعر منهم عاش في باريس، ومدن الأنوار يكتب عنهم بأنهم يُربون الأمل..!
ماذا ربى نجوم فلسطين من الكُتاب والسياسيين؟.
ليس في فلسطين، ولكن في بلاد المركيز البعيدة، ينقسمون عادة إلى ثنائيات،
يتحزبون، وينضوون تحت رايات وشعارات، وتتفتق أذهان بعضهم لاختراع المزيد من الهيئات
لاستيعاب نخبهم، فيصبح لديهم وزارات مقالة، وللتوافق، ومنتهية الصلاحية، واخرى تحت
وفوق الظل، ومكاتب سياسية، ولجان مركزية، واتحادات للكتاب والعمال والصحافيين
والنساء، ومواقع الكترونية، وأنجيأُزيات، وفضائيات تقتات على معاناة الجموع.
أم شادي الطوس، من قرية لا ترى على الخارطة، اسمها الجبعة، زرتها قبل
سنوات، برفقة عدد من أبنائها للكتابة عن غرفها المدرسية التي تحوي كل واحدة منها
عدة صفوف، ومعلم واحد (ربما تغير الأمر الان).
وجدت أم شادي نفسها، زوجة لمحمد الطوس الذي قرر ان يقاوم الاحتلال على
طريقته، وامضى 31 عاما في سجون الاحتلال، ولا احد يعرف متى سيرى الحرية المنقوصة.
عاشت أم شادي، قضية زوجها، تطارد من سجن إلى آخر لترى زوجها المناضل، وتشقى
لتربي الأولاد، وأحيانا تحضر الاعتصامات التضامنية مع الاسرى، وتستمع الى خُطب
ووعود لم يتحقق منها شيئا.
شقاء 31 عاما من الأمل والحنين، تكفي. لم تعد تحتمل، فودعت عالمنا الليلة
الماضية. أملا أن تذهب فورا إلى عالم أفضل من عالمنا، دون الانتظار ليوم الدينونة،
وان تُعفى من أية اختبارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق