في احتفالات
مدينة بيت لحم، بألفية السيد المسيح الثانية، حضر سياسيون، ورجال دين، وفنانون،
وغيرهم، إلى المدينة، على مدى شهور طويلة.
من بين الحضور
الأكثر قربا إلى جيلي، ديمس روسس، أنا من ذلك الجيل، الذي فتنته فاروي، وماي فرند
ذا وند، كنا نسجل الكلمات، ونحاول حفظها، نتنغم بها، ونقوي لغتنا الانجليزية.
أحيا روسس،
حفلة في ساحة المهد، تحت المطر الناعم، وربما أخرى في أريحا (لست متأكدا) لم يكن
الحضور بمستوى شهرة الفنان. في تلك الأيام، كان يمور داخل المجتمع الفلسطيني
المحبط جدا، آخر نية حقيقية وغالبة للتغيير الداخلي، بعد مسار أوسلو العجيب، ولكن
سياسي بارع، تمكن من تحويل الغضب اتجاه الاحتلال، لتبدأ أقسى انتفاضة خاضها
الفلسطينيون، والتي انتهت بالانقسام، والتعايش مع أمل ضائع، ووطن تبخر. لقد جاء
ديمس إلى فلسطين في الوقت الخطأ.
التقيت، ديمس،
مع أصدقاء من الصحافيين، وما فأجاني، بنجمي القديم، تواضعه، ذلك التواضع الحقيقي
غير المفتعل، كان يتصرف كأنه ماء يتدفق من ينابيع جبال القدس. خلال دقائق، يمكن ان
يصبح المرء صديقا للإغريقي، يتبادل معه النكات والقفشات باللهجة المصرية. كاثنين
يعيشان على شواطي بحر الروم الواحد. جانب ما زال غارقا في ذاته، يعيد انتاج
مشاكله، وآخر، على الأقل قطع شوطا، وتحسس بواطن قوته وضعفه.
أية أحزان اختزنها قلب الفنان العظيم، لكي يخرج لنا كل هذا الفرح، بأغانيه
وموسيقاه؟
وداعا يا صديق الريح..!!
**
الصورة: أرشيف داني قمصية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق