بسبب تراكم
كميات وافرة من الثلوج على منطقة عقبة حَسّنة، صُرّة عرقوب القدس، تحولت يوم
العاشر من الشهر الجاري، إلى منطقة جذب رغم انها في الأيّام العادية، أبعد ما تكون
عن مقاصد الناس، لاعتبارها نقطة ساخنة، تشهد مواجهات بين فتية الحجارة وجنود
الاحتلال.
أتى الناس إلى
سفوح عقبة حَسّنة، للعب في الثلج. الفتية أخذوا إجازة من ضرب الحجارة وضربوا على
بعضهم البعض كرات ثلجية، عائلات بنت رجالا من ثلج، مركبات للمستوطنين اليهود تتوقف
لرؤية ما يحدث وكأنها مشاهد خارج الوعي الذي يضعون صورة الفلسطيني فيه، وجنود
الاحتلال في الأسفل يرقبون، هذه القدرة الغريبة على تحويل السفوح الحمراء، وكأنها
منتجعات في جبال الألب، ربما اكتشفوا، وجها آخر لمن يقلق راحة وجودهم في الأرض
المحتلة، خلال فترة الهدن الطويلة جدًا بين جيشهم الجرار، وجيوش دول الطوق، الذي
تبين انه لم يكن إلا طوقا مساعدا لجيشهم.
هذه المرة، هُدنة
فرضتها السماء، اقتناص لفرح مؤجل، انهارت الهدنة مع ذوبان الثلوج السريع. عاد
الفتية يؤكدون لأنفسهم أولا، بان جيلهم لن يكون بأقل شجاعة من الكبار، الذين
يتلهون منذ سنوات بأمور غير مفهومة، وان لا هُدن مع المحتل.
يمكن ان يرى
جنود الاحتلال، في فتية الحجارة-الثلج، ما يحسدونهم عليها، أمّا الفتية فيرون في
لابسي الكاكي المدججين بالسلاح، الذي استولوا بقوته على كثير من الجبال والسفوح، مرحلة
متقدمة من الإرهاب المنظم.
يعتقل جندي
الاحتلال نفسه في لباسه، وسلاحه، ودوامه، أمّا فتى الحجارة، فهو أكثر حرية، يحدد
وقت المعركة، يضرب وقتما يشاء، ويفرض الهدن، عندما يشاء. ويتحول إلى فتى ثلج متى
شاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق