في يوم 25 شعبان 1248ه (16 يناير 1833)، حرر إبراهيم باشا، وهو
يعيش نشوة مغامرته في برّ الشام، خطابا، إلى والده محمد علي باشا، يرجو فيه، كما
وثق ذلك أسد رستم في سِفره عن المحفوظات الملكية المصرية، الإسراع في ارسال
البلطجية إلى برّ الشام ليحلوا محل الحاميات فيها ويمكنوهم من الالتحاق بالجيش
المقاتل.
هناك وثائق أخرى لاحقة تبحث في خطط توزيع البلطجية. الجيش المقاتل، كان
يقاتل الأعداء، أمّا الجيش المقاتل وأورط البلطجية فمهمتها مقاتلة الشعب. أعتقد انه
يمكن لباحث، إن أراد، ان يعود لجذور أقدم لوجود البلطجية في التاريخ العربي-الإسلامي.
عندما تغضب الحكومة، في شرقنا المزدهر، على أحد الرعايا، غضبًا شديدًا،
تتجنب تقديمه لمحكمة في جهاز قضاء فاسد، أوّ رميه في زنزانة حقيرة، فتضع مصيره بين
يدي البلطجية.
خلال الربيع العربي، برز دور للبلطجية، في ميدان التحرير، وفي سوريا، التي
تطور فيها الاسم ليصبح (الشبيحة).
في فلسطين المحتلة، يوجد بلطجية، ربما الاعتداء على منزل الدكتور ايهاب
بسيسو مؤخرا، أخر مثال على دور البلطجية في الحياة السياسية، وما يمكن ان يمارسه
المستعمر من بلطجة حتى قبل ان ينال حريته.
مؤبدو بشار الأسد في فلسطين، من اليسار والقوميين وفئات أخرى يهتفون، في
التظاهرات وهم يرفعون العلم السوري وعليه صور الأسد الابن:
شبيحة للأبد
لعيونك يا أسد
في الشرق الذي اخترع الأبدية، لا وجود للمؤقت، فقط سلالات عائلية حاكمة
مؤبدة، تحميها أورط البلطجية..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق