أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 10 يناير 2015

الثلج والثورة..!!







 

هل يؤدي الثلج الى الثورة؟ في فلسطين يمكن ان يحدث ذلك..!

في 21 كانون الثاني سنة 1821، هطل الثلج بكميات كبيرة، وظل على الأرض فترة طويلة، وتكرر الهطول مرة أخرى وبكميات أكبر في 2 شباط، وفي 31 اذار، من ذلك العام الذي صادف اليوم الثالث من عيد الفصح، هطلت الثلوج أيضا وأيضا.

يقول خليل قزاقيا، بان هذا من نوادر الطبيعة في القدس، وأنا أخالفه الرأي تماما، لكن الناس، وقد أبردهم البرد، تشاءموا كما يخبرنا قزاقيا: "من حصول خوارق كهذه وعدوها مقدمة لويلات ومصائب محتوم وقوعها"، وبعد أشهر وفي 15 كانون الثاني سنة 1821م، وبعد ان نسي الناس الثلج، شق جبل القدس، عصا الطاعة على دولة بني عثمان، عندما حضر والي الشام، مصطفى باشا، إلى القدس لجمع الضرائب من الفلاحين المعدمين، رفض الناس الدفع. وعلى الارجح انه لم يكن لديهم ما يدفعونه.

والي الشام، يسميه ناس فلسطين باشا الدورة، لانه لا يأتي ليتعرف على واقع الناس لمساعدتهم، وإنما ليدور على القرى لأخذ ما تبقى للفلاحين من مواسم كد وحصاد.

نفهم من قزاقيا، ان الناس، لجأوا بأولادهم وحاجياتهم إلى الجبال، وتحصنوا فيها مثل أهالي سلوان، والوادي (ابو ديس، والسواحرة وغيرهم)، والمالحة، وعين كارم، والولجة، وبيت حنينا، وبيتين، وصور باهر، وبيت صفافا، وبيت جالا.

يكتب قزاقيا، البيتلحمي، بفخر، ان رجال بيت لحم مع حلفائهم من القبائل البدوية المجاورة مثل عرب التعامرة، استعدوا لمقابلة كل طاريء.

شن الباشا ورجاله، حملات على الأهالي، واباح جنوده لأنفسهم كل محرم. باشا الدورة عاد إلى الشام مهزوما ومنكسرا، وترك نائبه وجنوده في القدس، ويبدو ان هذا النائب اراد ان يثبت لسيده، ولنفسه انه يستطيع ان يخمد نار الثورة لدى فلاحي برّ القدس، ففي 27 أذار 1822، جهز حملة على بيت لحم وريفها، ولم يترك في القدس، إلا خمسة من الجنود. الثوار الأذكياء انتهزوا الفرصة، وهاجموا القدس، والقوا القبض على الجنود واحتلوا قلعة باب الخليل. وكان من نتائج ذلك ان الدولة عزلت مصطفى باشا، وعينت مكانه عبد الله باشا. الذي استخدم مختلف الوسائل من ترهيب وترغيب وتهديد ووعيد واقناع ونصائح وهدايا: "حتى تمكن اخيرا من فتح القدس واعادتها الى السكينة والخضوع لولاية الشام".

باشا ذهب وآخر أتى، كما يحدث الان، والتمردات استمرت بدون نتائج، كما يحدث الان..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق