أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 12 أغسطس 2011

يوسف كتلو يسكن عيون سارة




قد لا يوجد مكان في العالم تلعب فيه الاسطورة، الدور السياسي، كما هو حال الارض المقدسة، يعني فلسطين، منذ سنوات وانا اركض وراء اساطير الينابيع والعيون، في مشروع طموح عن (ينابيع العشق والقداسة والجان) وجمعت حكايات واساطير عديدة، وقبل نحو ثلاث سنوات وصلت شارع عين سارة في الخليل بحثا عن (عين سارة) وكانت مفاجاة من العيار الثقيل (حسب تعبير الاخوة المصريين) عندما سالت سكان الشارع (وهو الشارع الرئيس المؤدي الى الخليل) والمارين به ومنهم اصدقاء من الخليل، لديهم اهتمامات تاريخية واثرية، عن عين سارة، وكانت اجابة 100% منهم انهم لا يعرفونها.
قصتي مع عين سارة وثقتها، وستنشر في سياق اخر. ومناسبة الحديث هذا انه يوم اول امس الاربعاء (10-8-2011) التقيت الفنان التشكيلي يوسف كتلو، في شارع عين سارة، وهو يشرف على جداريته (عيون سارة) التي يقدم فيها رؤية جديدة لميثلوجيا العهد القديم، التي اصبحت مُؤسِسِة، ومُكونة للتاريخ الذي تم تبنيه للمنطقة وشعوبها.
سالني يوسف مستنكرا ومتشككا وخائفا: "هل ارتقى وعي شعبنا الثقافي للمحافظة على الاشكال الفنية؟" يوسف يخشى من تشويه جداريته من العابثين وكتبة الشعارات، حكيت له عن تجربة بيت لحم المؤلمة، عندما تحولت المنحوتات التي تبرع بها فنانون من ايطاليا الى المكان المفضل للفصائل الفلسطينية، لكتابة شعارات عليها، مما استدعى تدبير تمويل اجنبي لتنظيفها..لتعود الكرة من جديد.
سرت مع يوسف الى وسط البلد مشيا، ودردشت مع في مكتبه، وعبر عن امله ان تكون الجدارية مناسبة للاهتمام بالمنطقة، وبعين سارة..!
فيما يلي تقرير:
يؤمن الفنان التشكيلي يوسف كتلو، بقدرة الفن على حمل رسائل سياسية، ويشعر بسعادة وهو يتابع تنفيذ جداريته (عيون سارة)، على سور مدرسة الحسين بن علي الثانوية، في شارع عين سارة، الشارع الرئيس المؤدي الى مدينة الخليل.
وراح كتلو، يتأمل ما انجز من تنفيذ الجدارية، بينما انهمك العمال في عملهم، غير ابهين بكثير من المواطنين الذين يلفت انتباههم ما يحدث فيتوقفون، ليشاهدوا، ويسألون كتلو عن عمله.
يقول كتلو، الذي عُرف كفنان تشكيلي، بان هذه الجدارية هي تجربته الثانية، في فن النحت، وكانت الاولى جدارية نفذها في مدينة دورا.
واستوحى كتلو، موضوع جداريته، من الميثولوجيا الدينية، المتلقة بسارة، زوجة ابي الانبياء ابراهيم، عليه السلام، ونفذها، بمنحة، حصل عليها من الصندوق الثقافي الفلسطيني.
واصبحت (ستنا سارة)، التي تحظى بقدسية، لدى اتباع الديانات التوحيدية، الثلاث، على يد كتلو، فلسطينية عربية، خليلية، جسدها في حالاتها الكثيرة، فهي فلاحة تزرع الارض، وتتطلع الى يافا، المدينة الرمز لدى كتلو، وتعزف الموسيقى وتقاوم الاحتلال.
وقال كتلو: "لا ازعم بانني نحات، ولكنها المحاولة الثانية لي، بعد جدارية النكبة التي نفذتها في المركز الثقافي في دورا، وهذا اكسبني تجربة مهمة، انعكست على عملي الجديد".
وحول صعوبة العمل مع الحجر، وهو الذي طالما تعامل مع اللوحات والالوان قال كتلو: "في النهاية فان الفنان صاحب الموهبة، يعمل على مادته سواء كانت (طرية) او قاسية، والفنان بطبيعته شخص عنيد، لا تقف المادة التي يعمل بها، امام فنه".
واشار بانه اختار، حجرا محليا من الخليل، لإنجاز جداريته، وقال بحماس وهو ينظر بفرح الى الجدارية غير المكتملة: "اختيار مادة العمل وهي هنا الحجر، جزء لا يتجزأ من الجدارية، لقد اخترت الحجر الاصفر من الخليل، من بيئتها وترابها وارضها، بيئة وتراب وارض سارة".
ولا ينفي كتلو، الذي يقول بانه عاد الى مراجعه، خلال تصميم الجدارية، انه شعر بالخوف والمسؤولية خلال مراحل العمل الاولى، وهو ما جعله ينجز العمل بأسرع من المدة المحددة بنحو شهر.
وكشف بانه امضى شهرين في التحضير للجدارية، والبحث في الاسطورة، ليعيد سارة فلسطينية، بعد غيابها سبعة الاف عام.
ويدرك كتلو، الصراع على الاسطورة بين اطراف الصراع، ويبدو انه يتفهم الامر: "سيكون من الجهل والغباء لأي طرف، ان لم يحاول الاستفادة من الاسطورة، لقد اعدت سارة فلسطينية، جميلة، وبهية، تقاوم سارقي فرحها، وفرح ابنائها".
وقال: "اشعر بالمسؤولية العالية في هذا العمل، انها اول جدارية حجرية في الخليل"، وتبلغ ابعادها 11×5م.
وتتكحل الجدارية باللون الاسود، وهو ما يقول كتلو، بانه مقصود: "اللون الاسود يحمل رمزية في هذه الجدارية، رمزية الامل المبشر بالوان الفرح المقبلة".
وحول تحميل الجدارية الكثير من الرموز، وخصوصا يافا، قال كتلو: "انجزت سابقا معرضا بعنوان (صباح الخير يا يافا) وكان يمكن ان يكون مثلا صباح الخير يا دورا، او صباح الخير يا جنين، ولكنني اريد ايصال رسالة سياسية، حول يافا التي خرجت من قواميس السياسيين، ونشرات الاخبار، ولكنها بالنسبة لنا الرمز والاساس".
واضاف: "اؤمن بقدرة الفن على حمل رسائل سياسية، بل يمكنه ان يفعل اكثر من ذلك، فالفن لغة تجريدية، تخاطب جميع الناس بغض النظر، عن لغاتهم وجنسياتهم".
ويأمل كتلو، بان يكون للمواطنين دورا ايجابيا، تجاه الجدارية، ويقول بانه لم يرفعها عن مستوى الارض سوى مترين ليمكن من يرغب بالتقاط الصور بجانبها، والمحافظة عليها.

هناك 5 تعليقات:

  1. Hi there! This is my first visit to your blog!
    We are a collection of volunteers and starting a new initiative in a community in the same niche.

    Your blog provided us beneficial information to work on.

    You have done a marvellous job!
    Here is my web site :: transfer news epl results

    ردحذف
  2. I loved as much as you will receive carried out right here.
    The sketch is tasteful, your authored material stylish.
    nonetheless, you command get got an nervousness over that you
    wish be delivering the following. unwell unquestionably come further formerly again
    since exactly the same nearly a lot often inside case
    you shield this hike.
    My weblog : news about football players transfer

    ردحذف
  3. Wow, this post is pleasant, my sister is analyzing such things, therefore I am going to
    let know her.
    My blog : manchester united transfer news for 2013

    ردحذف
  4. Hi are using Wordpress for your blog platform? I'm new to the blog world but I'm trying to get started and create my
    own. Do you need any coding expertise to make your own blog?
    Any help would be greatly appreciated!
    Here is my web blog ; pizza games hacked

    ردحذف
  5. It's a pity you don't have a donate button!
    I'd without a doubt donate to this brilliant blog! I suppose for now i'll settle
    for book-marking and adding your RSS feed to my
    Google account. I look forward to new updates and will talk about this website with my
    Facebook group. Talk soon!
    Feel free to surf my page pizza games for boys

    ردحذف