أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 8 أغسطس 2011

نكبة النسر الذهبي في فلسطين



ظهر النسر الذهبي، هذا الاسبوع، في احد محلات بيع الطيور في محافظة بيت لحم، منتظرا مصيرا مجهولا، ينتهي عادة بموته، في قفص احد المشترين.
ويعتبر النسر الذهبي أحد الطيور المهاجرة إلى فلسطين، وحتى عام 1972، كان يعتبر من الطيور النادرة في فلسطين، حتى تم اكتشاف أول عش، وفي عام 1979، اكتشف عشا له على شجرة صنوبر، في أحراش (دير كريمزان)، جنوب القدس، وهو ما اعتبر حدثا نادرا، لان من المعروف انه يبني عشه في المنحدرات الصخرية، وتم وضع حراسة على العش على مدار الساعة، حتى تمكنت الفراخ من الطيران.
ومنذ سنوات اصبح النسر الذهبي طائرا مقيما، ولكن أعداده قليلة جدا لاسباب كثيرة، منها فترة نضوجه الجنسي الطويلة نوعا ما حيث تصل إلى خمس سنوات، وطول فترة حضانة الفراخ، مما يجعله هدفا لسارقي الطيور. ويصل طول هذا الطير إلى 90سم، ويصل وزنه إلى 4 كلغم، وعادة ما تكون الأنثى اكبر حجما من الذكر بنحو 20%. وقبل فترة قدر عدد النسر الذهبي في فلسطين الانتدابية بنحو 50 زوجا، ولكنه خلال العقدين الماضيين، انخفض العدد بنسبة 50%، مما يجعله معرضا لخطر الانقراض.
واضطر النسر الذهبي، الى مغادرة بعض الاماكن التي استوطن فيها في فلسطين، بسبب النشاط الاستيطاني، مثل منطقة جبل ابو غنيم، التي تحولت الى مستوطنة كبيرة باسم (هار حوما)، وانتقال النسر الذهبي الى اماكن اخرى، جعله فريسة للعابثين، الذين يدمرون اعشاشه، ويقبضون على فراخه لبيعها، وعادة ما تموت هذه الفراخ بعد فقدانها لبيئتها الطبيعة، ورعاية كبارها. خصوصا وان النسر الذهبي، يعيش حياة اجتماعية، كأزواج، في مناطق نفوذ له تمتد عدة كيلومترات، ويعيش على افتراس الأرانب والثعالب. وتعتبر صحراء البحر الميت، من اكبر الملاجئ للطيور الجارحة في فلسطين، كالنسر الأسمر، وأنواع أخرى من النسور والصقور. وتتخذ هذه الطيور من قمم التلال الصخرية في هذه الصحراء، وفجواتها ومنحدراتها أعشاشا لها، إلا أن هذا لا يشكل حماية لها، أمام تزايد أعداد الذين يمتهنون سرقة الفراخ وبيعها، في السوق الفلسطينية، وحسب بعض المعلومات، فانه يتم في أحيان كثيرة تهريب هذه الطيور إلى أسواق أخرى، اكثر رواجا، مثل دول الخليج العربي. ولم تبد السلطة الفلسطينية، لدى تأسيسها رغبة كبيرة في محاربة المعتدين على الطيور والحيوانات المحمية الأخرى مثل الغزلان، بل أن كثيرا من مسؤولي هذه السلطة المحليين، اقتنوا حيوانات محمية.
ولا يعرف كثيرون، ان النسر الذهبي هو شعار السلطة الفلسطينية، ولكن هذا لم يشفع له، لدى المجتمع الفلسطيني، الذي يفتقد الى ثقافة حماية الطيور والحيوانات، التي تحتاج الى حماية.
موقف سلطات الاحتلال يبدو متناقضا، ففي حين ان بناء المستوطنات، يدمر البيئة الفلسطينية، ويشكل عامل طرد للطيور والحيوانات البرية، ويعرضها للخطر، الا ان هذه السلطات، التي تدرج النسر الذهبي، ضمن الطيور المحمية، تلاحق اللصوص، وقبل سنوات قليلة، نفذت وحدة من لواء المظليين 202، في الجيش الإسرائيلي غارة على مدينة الخليل، واقتحمت احد المنازل، بعد توفر معلومات بوجود زوج من النسر الذهبي فيه، وعادت الوحدة ومعها (النسر الذهبي)، حيث اودع حديقة الحيوانات التوراتية في القدس، المقامة على أراض تابعة لقرية (المالحة) المحتلة عام 1948.
ولا تعرف الطيور القليلة المتبقية من النسر الذهبي ماذا تفعل، وهي تعيش نكبتها، بين التمدد الاستيطاني، وعبث اللصوص في اعشاشها.

هناك تعليقان (2):

  1. Wow, superb blog layout! How long have you been blogging for?
    you make blogging look easy. The overall look of your website is excellent, as well as the content!
    Review my web site ; news about football players transfer

    ردحذف
  2. Thanks for ones marvelous posting! I genuinely enjoyed reading it, you may be a great author.

    I will make certain to bookmark your blog and may come back in
    the foreseeable future. I want to encourage that you
    continue your great posts, have a nice morning!
    Feel free to visit my homepage ; barclays english premier league transfer news

    ردحذف