زكريا نحن في انتظارك..!

رغم ان زكريا داود عيسى (43) عاما، غائب قسريا عن مدينته الخضر، وملعبها، منذ ثمانية اعوام، الا انه لم يغب ابدا عن ناسه واهله، ومحبي كرة القدم، التي كان زكريا واحدا من نجومها.

اعتقلت قوات الاحتلال زكريا، وحكمت عليه بالسجن 16 عاما، لتوقف طموح نجم كروي، وبعد ثمانية اعوام في السجن، فان حياته اضحت على شفا التوقف.
يتذكر بعض زملاء سجنه، كيف كان زكريا، يتحدث بحماس شديد، وبتفاؤل عن خططه بعد خروجه من السجن، ويقول بانه سيعمل لكي ينال ابنائه الشهادات الجامعية العليا.
ولكن كل ذلك يبدو انه توقف الان، فزكريا دخل في غيبوبة، ويبدو ان جسده، لم يعد يحتمل الامراض التي غزته، وتوصف حالته بالخطيرة جدا، واصدرت منظمات حقوقية عديدة، بيانات تطالب بإطلاق سراحه فورا.
الأسير زكريا الذي كان من أفضل لاعبي كرة القدم، وشارك المنتخب الفلسطيني في المباراة الدولية في مدينة أريحا عام 1993 أمام المنتخب الفرنسي، ولكنه لا يقوى الان على تحريك جسده.
واطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) صفحة بعنوان (افرجوا عن زكريا قبل فوات الاوان).
وقال المشرفون على الصفحة بأنها: "تهدف إلى نقل معاناة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان زكريا عيسى لتحريك المؤسسات الإعلامية والإنسانية والقانونية من أجل ممارسة كافة أدوات الضغط على الاحتلال للإفراج عنه لتتمكن عائلته من رؤيته قبل فوات الأوان، ومن أجل تسليط الضوء على معاناة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال وملاحقة دولة الاحتلال قانونياً وقضائياً".
للأسير زكريا، ولدين، وثلاث بنات، وقد توفيت والدته قبل شهر دون أن يتمكن من وداعها. اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 10/2/2003، سقط فاقدا للوعي يوم الخميس 4/8/2011، بعد أن فقد القدرة على النطق وهبط وزنه بشكل حاد جراء معاناته منذ أربعة أشهر من آلامٍ في المعدة والظهر وعدم قدرته على تناول الطعام، إضافة إلى الإهمال الطبي من الجانب الإسرائيلي. ونقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع بعد أن دخل في غيبوبة تامة.
شَخَص الأطباء حالته بأنها خطيرة جداً وأنه لن يعيش أكثر من أربعة أشهر بسبب استفحال مرض السرطان في جميع أنحاء جسده. ولم يجد زكريا احدا بجانبه في محنته، فآخر زيارة لعائلته كانت في نهاية العام الماضي.
وقالت زوجته: "أناشد كافة الضمائر الحية من اجل تمكيني أنا وأولادي من رؤية زكريا، كما أطالب الجميع ببذل أقصى ما يمكنهم والعمل على الإفراج عن زوجي".