عائدًا من
توقيع رواية أسامة العيسة "قبلة بيت لحم الأخيرة"، وسعيدًا بلقائه للمرة
الأولى بعد 20 عامًا من زمالة العمل.
إن العيسة
يتعامل مع الكتابة كحرفة، متجاوزًا حكاية "الإلهام" التي تتلبس البعض،
ويقررون صبيحة يوم جميل أنهم سيصدرون ديوان شعر، أو مجموعة قصصية، أو رواية،
استسهالاً للكتابة والطباعة والنشر، وهي ظاهرة عززتها وسائل النشر، التي جعلت
لكلٍّ مريدين ومحبين، ينتظرون إنتاجاتهم.
العيسة يتعامل
مع الكتابة أيضًا كمشروع، يستعد له جيدًا، ويعمل فيه بدأب، ويبني عمله مدماكًا
مدماكًا، لا يغادر واحدًا إلا بعد أن يُحكم سابقه.
ولئن كانت
"مجانين بيت لحم" تصلح لتكون توطئة تهيئ المرء لدخول هذا العمل، فعليه
أن يدرك أنه أمام كاتب يتخفف من البلاغة، بل يتحلل منها، متكئًا على البحث
والتأريخ، ليبني مشهده بخفة، وتكاد لا تعثر على جمال مجرد قائم على المجاز والخيال
وضروب البلاغة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق