أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 7 فبراير 2016

تثاقف الثيران..!


عُرفت البقعة الآسرة التي يقع عليها حيّ الثوري، في القدس، بدير (مارقوص) على ذمة الحنبلي، الذي كتب ذلك قبل 500 سنة، ويقصد بالطبع مرقص، ويوجد دير باسمه الان أعلى الجبل، وكشفت حفريات عن كنيسة بيزنطية.
القديس مرقص، كان شعاره الثور، ويبدو، ان من حلوّ مكان البيزنطيين، صاغوا أيضا أسطورتهم عن المكان، تناسب الهوية الدينية الجديدة، في عملية تثاقف، ليست غريبة على فلسطين منذ قرون طويلة، فأصبح الجبل، يُنسب لأبي ثور، الذي عُرف بأنه من قادة صلاح الدين الأيوبي، الذي قاتل في القدس راكبا على ثور، وعندما تقاعد على قمة الجبل، كان يرسل ثوره الأمين، إلى حانوت في القدس، وفي رقبته ورقة عليها ما يريد شرائه، ينجز الثور المهمة، ويعود صاعدا، ومعه المطلوب إلى شيخه. ومقامه الان محاصر بجدار منزل مستوطن.
في أيار 1948، احتلت العصابات الصهيونية، الجزء الغربي من الحي، وتم الاتفاق على خطوط الهدنة وسط الحي في اتفاقيات الهدنة التي وقعت في جزيرة رودس عام 1949.
في تموز 1958 أطلقت دولة الاحتلال على الجانب الذي تسيطر عليه من الحي اسم (جفعات حنانيا)، أية تلة حنانيا، على اسم ما تصفه دولة الاحتلال برئيس الكهنة في عهد الهيكل الثاني. الذي قدرت لجنة التسميات الاحتلالية بان بيته وجد في زمن ما كان أعلى التلة.
في حرب حزيران 1967، وقعت معارك شديدة في حي الثوري، جيش الاحتلال كان يهدف لاحتلال الحي لإحكام الطوق على البلدة القديمة، وهو ما نجح فيه.
سلطات الاحتلال الجديدة، ورغم تركيزها على اسم جفعات حنانيا، إلا ان الواقع يفرض نفسه، فأصبح اسم الحيّ، بعد التصفيح العبري أبو طور.
هذا الاسم أبو طور، تسلل إلى الإعلام الفلسطيني، بقوة، ولقي استحسانا غريبا، لا أعرف إذا كان يكشف عن عقد نفسية، أو عُقد من أي نوع، وعناوين الصحف هذه الأيام تتحدث عن مشاريع استيطانية، في حي أبو طور..! ويمكن أن نسمع من الراديو، المذيع يقول "أبو طور" بتشديد يكشف غباء مستحكم..!

إنها آخر طبعة من التثاقف، على منحدرات القدس، ولكن، بصيغة المحتل..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق