ليس فقط الاحتلال
اللعين، الذي يهدد مدينة بيت لحم- التي كانت تتحد مع القدس، لتصبح عاصمة الدولة
الفلسطينية الديمقراطية- المتهم بممارسة الطمس الثقافي للتاريخ والمعالم
الفلسطينية، ولكن أيضا، وهو ما أشرت له يوم أمس (24-2-2016) في لقاء مع البرنامج
الصباحي في التلفزيون الفلسطيني، هناك نوع من الطمس الثقافي الذي يرتكبه المحبوسون
داخل حدود آل 5 كلم مربع، مثل إزالة النقوش الدينية والجمالية التي تمثل مخلوقات
حية، كالصلبان المنقوشة على البنايات القديمة (وهو فن محلي مهم)، مع تغير ملكيتها.
ولم أكن أدري
بما حدث قبل يوم أو أيام، كما حدثني هذا المساء بحماسة شديدة، في ساحة المهد، أحد
المصلين الغاضبين الذين أزالوا لوحة إرشادية (كما أخبرني)، ثبتت على جدار مسجد عمر
بن الخطاب في ساحة المهد، ممولة من جهات مانحة، وكتبت بإشراف اليونسكو، التي أدرجت
سابقا بيت لحم على قائمة التراث العالمي المهدد.
الغضب سببه الإشارة
في اللوحة الإرشادية، إلى بناء المسجد على أرض قُدمت من البطريركية الأرثوذكسية
للمسلمين، وانشئ عام 1861، على أنقاض كنيسة القديس يوحنا.
وهذا تاريخ،
لا يسيء لا للإسلام ولا للمسلمين، ويعبر عن نوع العلاقات بين مسلمي ومسيحي المدينة
في ذلك الوقت، ولكن محاولة طمس التاريخ، وبشكل غريب، هو ما يسيء لهوية شعبنا
الوطنية..!
لست مخولا
بنقل ما أعرفه عن مواقع أخرى، احتراما لمن يعرفون، وسأترك لمن يرغب بالحديث، ولكن
في ظل حالة الطمس المستشرية، بدون أن نجد مثقفا، يرفع الصوت عاليا ضد التزوير،
أعلم بأنه لا يمكن الإشارة في لوحات إرشادية، إلى كنيس السموع، مثلا باعتباره
كنيسا، وفي أخر بيان لوزارة السياحة والآثار نجد الحديث عن "موقع الديوك
الأثري"، وهو المعروف بكنيس نعران.
ما جرى ويجري
في السنوات الأخيرة في فلسطين، مؤلم جدا، شكل أخر من التدمير الذاتي، وآمل أن
يتوقف..!
ليس مثل الجهل
والتعصب والغباء الرسمي، والشعبي، يهدد هويات المجتمعات..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق