نقل
الصحفي يوفال إبراهام، عن جنود من الدويبة، وصفوا، كما قال، طرقًا مختلفة طُورت
لحرق المنازل في غزة. أحدهم قال، إنَّهم أخذوا المخدَّات من غرف النوم ومخدَّات
الكنبايات، وكوموها وسط المنازل، قبل إشعالها.
من
الطرق الأخرى التي شاعت، طريقة زيت الزيتون، الَّذي لا يخلو منه بيت فلسطينيِّ.
قال
جندي: "سكبنا الزيت على الكنبايات، على كل ما ما يمكنه الاشتعال في الشقة، ثم
أشعلنا النَّار أو رمينا قنبلة دخان، فيحترق المبنى بأكمله".
في
واحدة من المرَّات (وعلى الأغلب تكررت)، أمسك أحد القادة، كما نقل إبراهام عن
جندي، هاتفًا في يده ليهنئ بالفيديو صديق تزوَّج، وفي اليد الأخرى سكب زيت زيتون
في الشقة. قال جندي إنهم حرقوا بيوتًا مملة.
يلاحظ
إبراهام: "هذا ليس جديدًا، استبدال الحرق المنهجي للمنازل في غزة منذ فترة
طويلة، بإبادة أكثر فعالية لمدن بأكملها بأدوات ثقيلة". كما حدث في رفح مثلًا.
يضيف
إبراهام: "جملة: في كل بيت عربي كان يوجد زيت زيتون، تدفعني للتفكير في
استخدام الزيت، الذي ربما كان محور الحياة اليوميَّة لعائلة، لحرق كل ما تملكه في الدنيا.
الزيت الذي يعبِّر عن ارتباط الفلسطينيِّ بهذه الأرض، تصبح في أيدينا وسيلة
الإبادة. بيننا من تحدث بفخر عن مراكز الجوع في غزة، حيث ذُبح ما يقرب من ألف شخص
يتضورون جوعًا في الشهر والنصف الماضيين".
قبل
الحرق، تحدث الجنود، أيضًا: "عن ألبومات صور عائليَّة وجدوها في شقق، في
الأدراج، ألعاب أطفال، كتب جامعية، عثر جندي على بطاقة هوية لشخص ولد قبل 1948 في
يافا، جندي آخر رأى حقائب سفر متفرقة، مليئة بالملابس على الأرض، "وكأن الناس
كانوا هنا لحظة قبل وصولنا وركضوا بسرعة". هناك منازل تحترق فورًا. وهناك
بيوت يعيش فيها الجنود أيام أو أسابيع ويحرقونها فقط في النهاية".
استوقفني
قول جندي: وكأن الناس كانوا هنا لحظة قبل وصولنا وركضوا بسرعة". من خلال
تجوالي، ووقوفي على أطلال ما فعلته احتلالات في تاريخ فلسطين الطويل، أقف على ما
يجعلني أهتف أنَّ ناس المكان، كانوا حتى لحظات قبل جريمة الهدم والتدمير.
يقول
إبراهام: "البعض كان واضحًا لهم منذ اللحظة الأولى، والبعض الآخر استغرق
وقتاً ليفهموه، لكن هذا هو الهدف الرئيس في غزة - الإبادة والمحو. لا أمن ولا
خاطفين". يضيف: "فعل الحكومة المجرمة اليوم هو إبادة للأمة ولكن الحلم
العميق هو تبادل الأمة: أن نتبنى لأنفسنا ما كان لهم. هذا هو الظل الكبير الذي كان
يتبع مجتمعنا في كل مكان منذ الإغلاق. لم نصوغ الوجود في هذا الفضاء الذي لا يأتي
على حسابهم، ولم نصحح أخطاء الماضي وبالتالي في الوقت الحاضر أسماء المدن والجبال
باللغة العربية تهدد الأسماء باللغة العبرية، ونحن نسير في أرضنا ونمسك على ذلك
بحزم خوفًا من الظل العظيم، العلم أنه لهم. هم أيضاً. وبدلاً من التفكير كيف سيكون
الأمر بالنسبة لنا جميعًا، نصر على الاستمرار في تدميرهم لأننا إذا توقفنا سنضطر
إلى النظر إلى أفعالنا وفهم شيء فظيع عن أنفسنا".
"أشاهد
فيديو أنشأه الوزير جمليال بالذكاء الاصطناعي، عن اليوم التالي في غزة، يتحوَّل من
مخيم موت إلى ريفيرا إسرائيليَّة مزدهرة، بدون جثث، بدون عرب، وأنا أفكر في المرأة
التي ولدت في يافا وحرقوا منزلها، غالبا للمرة الثانية والناس في الفيديو مبتسمين
وجميلين، جالسين على البحر، وسائرين في غزة الجديدة في نهاية الصرف الصحي . حمص بزيت
زيتون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق