مع كرور الأعوام،
يصبح الذين يخوضون مواجهة يومية لوحدهم، مع المستوطنين، أو إجراءات احتلالية
معينة، مثل الصامد بالقرب من مستوطنة، أو في مواجهة برج عسكري احتلالي، أو صاحب
أرض وسط مستوطنة..الخ، أكثر عصبية ومللاً من النّاس ومن الكلام ومن كل شيء، يأتون إليهم
المتضامنون، وربما عدد من المسئولين، ويتلقون وعودًا بالدعم. سميت ما يصيب هؤلاء
الأبطال التراجيديين، الذين قدموا أبناء شهداء أو جرحى أو معتقلين، بمتلازمة
الخيبة..!
أحدهم، وقد اقترب من
المائة عام، في مغالبة المستوطنين الذين أتوا من روسيا، وحولوا حياته وحياة
عائلته، إلى جحيم، قال لي شاكيًا، بان مستوطني مستوطنة (آل دافيد) أطلقوا عليه
الجان، وشرح لي، كيف يضطلع الجان بالتضييق عليه، خصوصًا في الليل، عندما لا يستطيع
الخروج من المنزل القريب جدًا من المستوطنة.
وأخبرني، بأنه طلب
مشورة أحد الشيوخ في المسجد الأقصى، فنصحه بريط كلب أمام المنزل، ليواجه جان
المستوطنين..!
وطلب رأي، لصعوبة وضع
كلب أمام المنزل، لان المستوطنين لن يسمحوا بذلك لأنه يشكل إزعاجًا لهم. قلت له بان
عليه أن لا يقلق من الجان، غير الموجود أصلاً، وإنما عليه أن يظل منتبها حتى وهو
في هذه السن المتقدمة، كي لا يستولي المستوطنون على المنزل الصامد.
لم يقتنع، فقلت له
علينا إذن أن نحاول الوصول إلى الجان ونعرض قضيتنا العادلة عليهم، علهم، لا يكونون
مثل المجتمع الدولي، ولم تصلهم دسائس السياسة، والمعايير المزدوجة، وإذا نجحنا بإقناعهم،
فحتما سيتجندون لصالحنا، ويطاردون المستوطنين الروس الملاعين، في صحراء البحر
الميت، حتى يوصلوهم إلى شرق نهر الأردن، وعلى العرب هناك، أن يتولوا أمرهم...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق