أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

ماذا تخفي بوابة القدس المخفية؟


















يخفي سور القدس الحالي، الذي يعود للفترة العثمانية، أبوابا أُغلقت في عصور لاحقة، وهي معروفة للناس المهتمين، ولكن بجانب السور الغربي، تم الكشف عن بوابة مهيبة، تعود إلى عهد أقدم من الفترة العثمانية، ويمكن أن تضيف شيئا لتاريخ المدينة المقدسة المجهول.
الدرجات المجاورة لهذا الجزء من السور العثماني المحكم المغلق، تفشي سرا، انها تشير إلى بوابة أو مدخل صغير، كان موجودا في السور يعود على الأرجح إلى نحو ألفي عام، ويتوقع علماء الآثار، ان هذا المدخل كان يؤدي إلى قصر حاكم مقاطعة فلسطين الرومانية هيرودس.
المعلومات عن وجود قصر لهيرودس في بجانب السور الغربي للمدينة، مستقاة مما كتبه المؤرخ يوسف بن متتياهو، الذي أشار إلى قصر فخم، ضم جناحين، سُمي الأول قيصريون، والثاني اغريبيون، وانه بالرغم من انه قصر ملكي إلا انه استخدم قلعة لما تسمى المدينة العليا.
امتدت القدس، في العهد الروماني المبكر، الذي يُطلق عليه إسرائيليا (عهد الهيكل الثاني)، على سلسلتي جبال، السلسلة الشرقية، التي ضمت موقع الحرم القدس الشريف الآن، والسلسلة الغربية التي بُنيت عليها المدينة العليا.
ليس من الصعب التوقع ان البوابة المهيبة، كانت تؤدي إلى معلم فخم، كقصر هيرودس مثلا، ولكن من الصعب حسم الأمر، لذا فان ما تخفيه بوابة القدس المخفية، سيبقى لغزا حتى يمن القدر على النّاس بكشوف أثرية جديدة، قد تأتي بمحض الصدفة، أو من خلال حفريات أثرية ممنهجة.
بالقرب من القصر، بنى هرودس قلعة تحوي ثلاثة أبراج كبيرة، الأول سُمي: مريم على اسم امرأته، والثاني على اسم أخيه متساليل، والثالث على اسم أخيه هبيكوس، على أطلال هذه القلعة بنى حكام المدينة في العصور التالية تحصيناتهم، القلعة الأخيرة بناها العثمانيون، والتي تعرف الآن بقلعة باب الخليل، ويطلق عليها الإسرائيليون قلعة داود، والتي حولها المحتلون إلى متحف يقدم تاريخ القدس من وجهة نظر إسرائيلية.
القدس في عهدها الروماني المبكر، هُدمت على يد القائد الروماني طيطس، الذي يوجد في روما قوس نصر يحمل اسمه، ويخلد هدمه للمدينة ونهب محتوياتها.
ولكن طيطس، أبقى، على التحصينات في منطقة القلعة، القريبة من البوابة المخفية، لتكون شاهدا على عظمة انتصار الرومان، على المدينة ذات الأسوار القوية
تشير بعض الآثار بجانب السور، إلى استخدامات أخرى لناس القدس في زمن ما، حيث عثر على قبرين يعودان إلى ما يسميه المحتلون نهاية الهيكل الأول (1100 ق.م-538 ق.م)، ويعتقد بان القبرين اللذين عثر عليهما فارغين من محتوياتهما، جزءً من المقبرة الغربية للقدس، خارج أسوار المدينة.

يتكون كل قبر من مدخل ومسطبة زوجية ومسطبة فردية، منحوتة في الصخور. في تلك الأيام، اعتاد سكان القدس حفر قبر عائلي، ووضع الجثة على مصطبة حجرية فيها موضع خاص للرأس. وفي أغلب الأحيان جمعت العظام في حفرة وسط القبر لإفساح المجال أمام موتى آخرين. هكذا استخدم كل قبر لأجيال عديدة، ولم يترك لنا لصوص الآثار الذين وصلوا إلى المكان، في زمن لا نعرفه، شيئا من الموجودات، يمكن أن تفيد في معرفة أكثر، عن موتى القدس في زمن غابر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق