أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 17 يوليو 2016

تل أبو زَرَد يواجه الجهات الأربع..!










في أعلى تلال قرية ياسوف، التي تقع جنوب مدينة نابلس وتبعد عنها 16 كم، يمكن رؤية قبة صفراء، تعلو إحدى المواقع الدينية والدنيوية، وتسمى مقام أبو زَرَد. طَلي القبة باللون الأصفر، تعكس الاهتمام الرسمي، ولو المتأخر بهذا الموقع الهام لأهالي القرية، ومحافظة سلفيت.

لا تتوفر معلومات عديدة عن أصل الولي الصالح (أبو زَرَد)، الذي على الأرجح، ليس الأول الذي يرتبط اسمه بالموقع، فآثار الأمم السابقة تظهر بوضوح أسفل وبجانب المقام. تفيد مصادر المسوحات الأثرية أن التل يحتوي على مجموعة من الطبقات الأثرية يعود أقدمها إلى العصر البرونزي المبكر الثاني، والعصر البرونزي الوسيط والمتأخر، والعصر الحديدي والفترة الرومانية والفترة البيزنطية والفترة الإسلامية. وتتمثل هذه الفترات من خلال البقايا المادية من أساسات وأبنية وتحصينات تنتشر في أرجاء الموقع خصوصا في مركزه.
يمتاز الجبل الذي يقع عليه المقام، بأرضه المستوية التي تصلح للزراعة، وتبلغ مساحته نحو 40 دونماً. وحسب بعض الأهالي، فان الزراعة في الجبل، اعتمدت على بئر ماء قرب المقام، لا تنضب مائها، وهذا يعني انها نبع ماء، ولكنها جفت في السنوات الماضية. الموقع الاستراتيجي الذي يحتله أبو زَرَد، لعلوه، وإطلالته على  الجهات الأربع، ومن بينها الساحل الفلسطيني، استخدم، على الأرجح في الأغراض العسكرية، وتبادل الإشارات وقت الحروب، وفي أوقات السلم، ضمن نظام شمل قمم الجبال بين نابلس ورام الله.
تنبهت وزارة السياحة والآثار، إلى أهمية الموقع، وأعلنت في شهر حزيران 2015، عن انتهاء المرحلة الأولى والتحضيرية لأعمال التنقيب الأثري في تل أبو زَرَد وذلك في إطار العمل المشترك بين الوزارة، وجامعة لاسبيانزا روما الإيطالية.
وذكرت الوزارة، ان موسم العمل الأول، انتهى في موقع تل أبو زَرَد والذي تم من خلاله إجراء أعمال توثيق ومسح وتنظيف تهدف إلى تحضير الموقع لأعمال تنقيب أثري تستمر لخمس سنوات. حيث تسعى الوزارة إلى تحويل الموقع إلى حديقة أثرية لإبراز البقايا المادية التي يزخر بها الموقع.
العمل في الموقع، الذي اكتشف وأدرج على الخرائط منذ العام 1872م في مسح غرب فلسطين، هو بالنسبة للوزارة، جاء في إطار الخطة التي تنتهجها الوزارة في خلق وتطوير مسارات سياحية بهدف تنشيط السياحة في محافظة سلفيت. حيث يشكل الموقع واحداً من المواقع الأثرية والسياحية التي تساهم في معرفة تاريخ المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى إبرازه كموقع جاذب للسياحة الداخلية والخارجية. وتشتمل خطة عمل الوزارة على تجهيز الموقع بمركز استقبال ووحدة صحية ومتحف ومركز للتفسير.

وحتى الآن، لم تبدأ المرحلة الثانية من المشروع، التي يحتاجها (أبو زَرَد) أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط لإبرازه، وجعله مقصدا سياحيا، ولكنه أيضا ليس بعيدا عن مخاطر الاستهداف الاحتلالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق