أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 31 يوليو 2016

عهود القدس المختلفة من خلال حجارة سورها العظيم











يظهر بمحاذاة السور الغربي لمدينة القدس، بقايا برج، يعكس من خلال تدميره، وإعادة بنائه، مرارًا، تقلبات العهود على المدينة المقدس.
عُثر داخل هذا البرج الذي يعود للعصور الوسطى، على لوحة كتابة بالعربية، تخلد بناء العمل، وعلى امتداد السور، الذي حدد الفاطميون (969-1099) مساره الذي نراه اليوم، تظهر أنواع الحجارة التي تدل على العهود المختلفة. وهو ما نعرفه من خلال علم الآثار.
عندما احتل الصليبيون القدس عام 1099م، من الفاطميين، اعتمدوا على خط السور الفاطمي، وأضافوا عليه أبراجا في أركان المدينة.
بعد العهد الصليبي (1099-1187) دخلت المدينة العهد الأيوبي، باستعادتها في تشرين الأول 1187م، من قبل صلاح الدين الأيوبي، الذي شارك بنفسه في تحصين القدس، كما تكشف لنا المدونات التي خلدت أعماله.
دعم الأيوبيون (1187-1260)، خط السور القائم، وبنوا الأبراج على طوله وأحاطوا جبل صهيون أيضا وجعلوه جزءً من القدس المسورة، وخشية من عودة الصليبيين إلى المدينة، قوى المعظم عيسى، التحصينات عام 1212، وخلد عمله في كتابات نُقشت على السور. لكن بعد سبع سنوات (1219م)، أمر بتدمير الأسوار، خوفا من احتلال الصليبيين للمدينة، والاحتماء في داخلها. هكذا بقيت المدينة مكشوفة، وقليلة السكان، حتى العصر العثماني (1517-1917).
بنى العثمانيون السور الحالي على خط السور الفاطمي-الصليبي بدون جبل صهيون، وذلك باستخدام حجارة السور الأيوبي المدمر.
من خلال حجارة السور الغربي، الذي بناه العثمانيون في القرن السادس عشر، فوق بقايا أسوار قديمة،
يمكن أن نرى آثار بناء ودمار سبعة عهود جلس حكامها على "عرش" المدينة المشتهاة من الشرق والغرب.
بالإضافة إلى العثمانيين، نتعرف على الأيوبيين، والفاطميين، والبيزنطيين، والعهد الروماني-الهيروداني، والعهد الهيليني-السور الحشموني، والعصر الحديدي.
ويُعتقد بان القدس كانت مسورة منذ العصر البرونزي (الكنعاني)، ومن المحطات الهامة فيما يخص السور، تحصين الحشمانيون  (164-)-(37-)، لها، باحاطة تلها الغربي، فوق وادي الربابة.
وفي العصر البيزنطي (324-638م)، تنسب المصادر التاريخية، ترميم خط السور إلى الإمبراطورية البيزنطية اودوريكا التي سكنت القدس بين الأعوام 444-460. تحصينات المدينة في هذه الفترة تظهر في خارطة مادبا الفسيفسائية، التي اكتشفت على أرضية كنيسة، وتظهر فيها معالم الأرض المقدسة في القرنين السادس والسابع الميلاديين.

وخلال فترة حكم أسرة هيرودس (37- 4م) رمم هيرودس المعروف باسم البنّاء العظيم، الأسوار الحشمونية، وجعلها سميكة وبنى فيها أبراجا فخمة أيضا. دمرت أسوار القدس على أيدي الرومان سنة 70م، ولم يكن ذلك أخر هدم لها، ولكنها في كل مرة كانت تنهض من جديد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق