ليل القُدْس..!
قد يبدو غريبًا،
بالنسبة لرواية معاصرة، لها مقترحها الفني الخاص بها، أن تخصص لدخول الكهرباء إلى القُدْس
نحو أربع صفحات. هذا ما فعلته العزيزة ليلى الأطرش في روايتها (ترانيم الغواية).
قليلة هي الأمور
المشابهة في السرد المعاصر، الذي ينحو عادة إلى البتر، والابتسار، والاختصار، بعكس
النثر البلزاكي، والدوستوفيسكي، والتولوستوي.
يمكن أن نتذكر نص
درويش عن القهوة، الذي اكتسب شهرة استثنائية، واحد أسباب ذلك تلك الذرى النثرية
التي حلق بها درويش، ولكن نص ليلى الأطرش شديد المعاصرة، مختلف من حيث تعامله، مع
حدث مادي، يغزل علاقة بين الكهرباء، وحداثة القُدْس، يأخذ من الشعر ما يلزمه، ومن
التاريخ شذراته الدالة، ليس فقط كتاريخ، ووقائع، وإنما تعيد فهمه.
ترى ليلى في اقتحام
الكهرباء ليل القُدْس: "شعت أنوارها في الطرق، فهزمت ظلام الأزقة ووحشة
الدروب والأسواق، سرقت من الرجال ليلاً ستر عبثهم".
وبالنسبة لها: هزمت
الكهرباء خوف القُدْس فتغير أهلها".
تمثل ترانيم الغواية،
في أحد جوانبها، عودة قوية للشخصية المسيحية في الرواية الفلسطينية، من خلال رواية
طموحة ومقترحة، وهي إحدى النصوص القليلة عن القُدْس، التي تعيد الثقة للرواية
الفلسطينية، وهي فن، مثل كل الفنون، صعب ومتطلب، تفضح العبث، الذي طالها خلال السنوات
الماضية، من خلال النصوص السياحية.
**
الصورة: ترانيم
الغواية+المحطة الأولى لتوليد الطاقة في القدس (25-7-2014)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق