يفضل الكثيرون في
العالم، أن يوجهوا أمنياتهم ورسائلهم، عبر الخربشة على الحيطان، بما في ذلك الأماكن
المقدسة، وربما خصوصا في هذه الأماكن، وفي رمضان هذا العام اكتشف ناشطون على الفيس
بوك جرافيتي في المسجد الأقصى، وشنوا هجمة مضرية.
في المجتمعات التي
تعاني من قلة وسائل التعبير، تكثر الخربشات، من جدران السجون، إلى الحمّامات، وفي
المجتمعات المنفتحة، تصبح الخربشات فنا، ووسيلة احتجاج.
ما لفت انتباهي تعامل
الفيسبوكيين الشباب، مع الأمر، بالهجوم على المخربشين والمخربشات، وفي مجتمع غارق
في الازدواجية، سنجد أن مخربش، أو شخص أمل أن يخربش ولم يستطع، يمكن أن يعطينا
دروسا في الآداب والأخلاق. ويشتم مجياليه المخربشين دون محاولة فهمهم.
طبعا لا أحد يمكن أن
يرفع صوته ضد التقصير الحقيقي أو الجريمة المستمرة، التي تتعلق بإهمال مواد أثرية
في غاية الأهمية في المسجد الأقصى.
في كنيسة المهد، ترك
المخربشون، على الألواح الخشبية التي وضعت لحماية الأعمدة خلال ترميم الكنيسة،
رسائلهم إلى الله، وآمالهم، وحتى شعارات تمجد المقاومة. وهو ما قد يشكل مادة مغرية
لعلماء الاجتماع والمؤرخين والصحفيين.
في الحائط الغربي
(البراق/المبكى) يرسل المؤمنون من مختلف أنحاء العالم رسائل إلى الرب، عبر الفاكس،
وتتولى هيئة احتلالية خاصة وضعها في شقوق الحائط الذي يحوي حجارة من عهود مختلفة
تتابعت على فلسطين.
الرموز التي تركها
أشخاص من عهود موغرة في القدم على الحجارة في فلسطين، تعطي فكرة مهمة عن جوانب
حياتية مختلفة، وغير رسمية في تلك العهود.
فيما يخص جرافيتي الأقصى،
لم يحاول أحد أن يقرأ دلالات هذه الخربشات، أو ماذا تحوي.
ماذا أراد فتية من
فلسطين، في لحظات رمادية جدًا من تاريخ البلاد المديد، أن يوصلوه، سواء للسلطة
الزمنية الأرضية، أو إلى الله عز وجل، من أكثر موقع قربا للسماء على وجه الأرض،
الذي يطل الله عليه في اليوم مرتين، والبشر يتقاتلون عليه في كل الأوقات؟
**الصورة/صفحة فاطمة
عبيدات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق