أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 18 يونيو 2016

المشهد السويسري..!


عندما آوى المستوطنون الجدد، إلى منازل عين حوض، هاجمتهم أشباح أصحابها، فتركوها متخوفين، من أشباح الذي سيكون ماضيًا يلاحقهم.
آلت المنازل الجميلة، فيما بعد إلى الفنانين، يقال بان الفنانين يمتون بصلة للأشباح والجان، خصوصًا إذا اضطروا إلى إعدام حساسيات الفن لديهم، ليتقبلوا واقع استيطانهم لمنازل الآخرين، وتُشرع قرائحهم.
ماذا فعل المحتلون بأشباح الذي كانوا هنا وكانت لهم منازل فُجرت؟ غطوها بالأحراش، وستكسب البلاد المشهد السويسري، الملائم لأوربية المستوطنين الطاغية.
غابات فلسطين، تشبهها، بلوطية في معظمها، وما سلم من الاحتلالات المتعاقبة منها، وهي قليلة، ما زالت أثارها باقية. كره العثمانيون الأشجار، فقصوها لخدمة المجهود الحربي، وجنن البلوط إبراهيم باشا، الذي جُن أصلا من فلاحي الجبال، فدمر الغابات وهو يلاحقهم.
ليس هناك أفضل حلا من تغطية ركام المنازل بالأحراش، يمكن للمستوطنين الجدد أن ينعموا بمستوطناتهم القريبة من القرى المدمرة، بمنامات بدون أشباح، تقبع تحت الأشجار، ببركة المشهد السويسري.
غابة القدس، أرادوا تحزيم القدس بالأخضر، بنباتات لا تشبه القدس، جغرافية سويسرية نموذجية، وغابة اشتاؤول، اسم قرية اشوع الجديد، التي أصبحت أشجار في تربة غير تربتها، واشوع نسبة ليوشع بْنُ نُونٍ، هل هو قاتل أم نبي؟ مجرم الحرب هذا تبناه أصليو البلاد؟ يَشُوعُ (عند المسيحيين) ويُوشَعُ (عند المسلمين).
ما هي قوة تلك الأيديولوجيات القادرة على كل هذا الاستلاب لتجعل الأصليين، يعلون من مجرم حرب إلى مرتبة النبوة؟
الباحث الإسرائيلي يائير أورون: "نحن هدمنا القرى، زرعنا الغابات التي أخفت وغطت، في الغالب ، أنقاض القرى الفلسطينية".
ولكن ماذا سيحصل للأشباح إذا حُرقت غابة وتناثرت الأشجار حمما؟
في قصة أ.ب يهشوع (أمام الغابات) التي صدرت في عام 1963، يكشف حريق الغابة، عن قرية عربية مدمرة: "ولكن غابتنا تغطي،كيف يمكن قول ذلك قرية مدمرة. قرية؟ قرية صغيرة، القرية المدفونة تحت الأشجار، ومن داخل الدخان، من داخل الضباب تظهر أمامنا القرية الصغيرة".

النار تتغلب على صنوبر وسرو البلاد الباردة، تكشف، وتُطهر، وتظهر الخداع السويسري..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق