أدرك أن النكبة، هي
نكبة الوعي، ولربما لم يعد مفيدًا كثيرًا، بالنسبة لواحدٍ مثلي على الأقل، يفكر
فقط في الانعتاق الفردي من احتلال طال أكثر من اللازم، تحميل قوى دولية وإقليمية
المسؤولية عن ما جرى في أشهر النيران القاسية في الأرض المقدسة.
بالأمس استمعت للصديق
عزيز العصا، في بلدته العبيدية، وهو يقدم كتابه (فلسطينيو 48) خلال فعالية
احتفالية. وجزء مهم من حديثه كان عن النكبة.
بعد انتهاء الكلمات،
تحدث عدد من الحضور، وكما يحدث في كل الندوات، ليس مهمًا ان كانت المداخلات لها
علاقة بالموضوع أم لا.
ما أغضبني مداخلة قد
تكون هي الأطول، لحاضرٍ عن البديل، وهو برأيه التمسك بالمبدأ، حتى لو كان المبدأ
خطأً (والتعبير له)، ومبدأ شعبنا، كما رأى هو الإسلام. وهذا كلام عام، قد لا يكون
ضارًا ولا نافعًا، ولان من بين الحضور، ريتا، وأم الياس، فانه توجه إليهن، ليروج
لمحاسن أن يكون المرء ذميًا في ظل الدولة التي سيحكمها الإسلام.
لا استوعب كيف يمكن
لإنسان أن يفكر، بان يكون زميله في المدرسة، أو جاره، أو سائق التاكسي الذي يتعامل
معه، بدرجة أقل منه، والسبب انه غير مسلم، هل المسلم ينتمي إلى شعب الله المختار؟
وإذا كانت محاسن أن
يكون المرء ذميا كثيرة، فلماذا لا يقبل المروج لذلك أن يكون ذميًا؟
من قرر لأحدٍ أن يكون
في ذمة أحد آخر، وهذا الآخر في ذمة من؟
الناس في ذمة الله،
من الذي يضع نفسه في مقام الإله؟
لم يرد أحد من
الحضور، مراعاة، أو تجنبًا لنقاش، أو خوفًا، أو احترامًا لتقاليد الضيافة كما فعلت
أنا (تبرير مقنع أليس كذلك؟)، حتى خرج صوت ريتا، هادئا، واثقا شجاعًا، متصديًا
لمستهدفي الهوية..!
شكرا ريتا..!
الأمم الحية، في حالة
دائمة من إعادة التعريف الذاتية، والهوية عملية ديناميكية..!
كل نكبة وأنتم
بخير..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق