أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 11 يونيو 2016

جمعة باب العمود..!


أن تتناول إفطارك في أول جمع رمضان (10-6-2016) على درج باب العمود، فهذا يعني، انك، على الأقل ستختبر كرم الشحاذة التي تبدو مسنة، باتشاحها الأسود.

قبل دقائق من المدفع، أصبح عدد الذين قرروا الإفطار على الدرج، ستة أشخاص توزعوا على عدة جهات. في الربع الساعة الأخير، قدم الصاعدون والنازلون على الدرج، بسخاء للشحاذة، التي يتنطط بجانبها ما يفترض انه ابنها في السابعة من عمره، إذا كانت خصوبتها أرنبية.
عندما يقدم رجل أو امرأة شيئا للشحاذة، يقول الطفل ببراءة مادًا يده:
-وأنا؟
تسكته أمه بقطع نقدية، ويمزح معه الواهبون والواهبات. قبل دقيقة من المدفع، يصعد شرطي من باب العمود، إلى الشحاذة، يمازح الطفل، ويسأله عن اسمه، وينقده قطعة، ويتمنى له رمضان مبارك، ويعود لزملائه الستة، ليلتقطوا صور سيلفي.
هذا الذي تصدق، ربما ليسكب ثوابا، هو نفسه ىسيكون قاتلاً، أو ربما هو نفسه من قتل واحدًا أو أكثر ممن ارتقوا في باب العمود.
قال صديقي:
-في كل مكان هنا سقطت دماء..!
استذكرنا بعض الذين ذهبوا إلى حتفهم، بينما نجا من سعد، وحرض، وهتف، وأصدر بيانا. عاشوا ليهنؤون أنفسهم وغيرهم بعودة رمضان، وهم في مواقعهم يتكسبون.
جاء دور الشحاذة لكسب الثواب. أبدت نيتها تقديم أي شيء مما لديها للذين يستعدون للإفطار، وهم يشعرون ببرد ليل حزيران، في عاصمة فلسطين الوسطى. وستكون فرصة، من جانبهم للاطمئنان، إذا كان يومها موفقًا، ولكنها تشكو إجراءات الاحتلال، التي حالت دون وصول النَّاس إلى القدس.
وسائل الإعلام الفلسطينية، لم تغادر مربع دير ياسين، عندما ساهمت البروباغندا العربية، في تهجير قرى أخرى. وبلبلت متابعيها، بأخبار "التسهيلات" ونقيضها..!
إذا كان سنان، يشعر بنا، وهو فعلا من بنى باب العمود، سيشعر بالتأكيد باستياء. المهرولون يسرعون إلى الأقصى، تاركين باب العمود لوحده، يحرس المدينة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق