أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 19 يونيو 2016

انتفاضة باب العمود..!



بدا الأمر وكأنه عفويًا. تجمع عدد من الشبان على درج باب العمود، والساعة تقارب التاسعة والنصف مساءً، في الجمعة الثانية من رمضان، وانطلقت من بينهم من مكبرات الصوت أغنية من وحي الهبة الأخيرة.
في الجمعة الثانية من رمضان، امتلأ درج باب العمود بالناس، هي فرصة لشبان القُدْس، والقرى المجاورة، للسهر في هذا المكان الذي يعتبر بمثابة "وسط البلد"، وهو ما يتعذر باقي أيام السنة.
في الجمعة الأولى من رمضان، فرغ الدرج من الناس، ولم يكن فيه إلا عدد قليل أكثر من أصابع اليد الواحدة، وعُزي ذلك لإجراءات الاحتلال المشددة في أول جمع رمضان، في حين حمّل البعض وسائل الإعلام الفلسطينية، مسؤولية جزئية، لنقلها أخبارا غير مؤكدة حول إجراءات الاحتلال بشأن الدخول إلى القُدْس في رمضان.
انضم للشبان الذي هتفوا بأسماء شهداء ارتقوا خلال الهبة الأخيرة، عدد من الشبان، بينما بدأ يظهر تجمع جانبي للفتيات، ساهمن بالهتاف والتصفيق.
مقابل تجمع الشبان، وقفت مجموعة من شرطة الاحتلال، منتبهين، لعدم خروج الأمر عن السيطرة، وفَعّلوا وسائل الاتصال مع غرفة العمليات، ومنهم من انشغل بالتقاط الصور.
حيا الشبان المتجمهرون، الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، ودعوا الجمهور الكبير الخارج من صلاة التراويح، للانضمام إليهم، ولكنها دعوة لم تحقق نجاحا ملحوظا. استمر الذين أدوا الصلاة في المسجد الأقصى، بصعود درج باب العمود، للعودة إلى منازلهم، بعد يوم شاق، بينما وقف بعضهم في زوايا مناسبة للتسجيل بكاميراتهم، تظاهرة الشبان.
قال أحد الشبان: "باب العمود هو باب الشهداء، عشرة شهداء ارتقوا برصاص قوات الاحتلال، علينا أن نكون أوفياء لهم، ونعلن استمرار انتفاضة باب العمود".
أفسح الشبان المجال، لسيدة، التقطت الميكرفون، وقدمت زغاريد حيت فيها القُدْس والشهداء، وبغضت الاحتلال.
تحولت هتافات الشبان، وأغانيهم الوطنية، إلى صفير حاد، مع صعود عدد من المستوطنين المتدينين، ظهروا فجأة، من البلدة القديمة، وفي هذه الحالة ازدادت حالة الاستنفار لدى رجال الشرطة الذين يراقبون، ويقيدهم عدد الناس الكبير الجالسين على الدرج أو الصاعدين من البلدة القديمة، من التدخل.
رفع الشبان طفلاً على الأكتاف، وأثار ظهوره، الحماسة من جديد لديهم، بعد الوهن الذي بدأ يظهر عليهم، من تعب الوقوف، والهتاف.
وأكد الطفل، بالهتافات، والأناشيد، على أولويات شعبنا في المصالحة، وإنهاء الانقسام، والتحرر. وكل جملة بقولها، يعقبها تصفيق حار.
مع انتصاف ليل القُدْس، بدأ الجمع بالتفرق، بينما استمر الخارجون من البلدة القديمة بالصعود، والاستنفار استمر في صفوف الشرطة الاحتلالية.

صديقي المسن من قرية الشيخ دنون، كان عليه الانتظار حتى تصل قريباته من الأقصى، وأمامه سف طويل قريبًا من الحدود اللبنانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق