يفخر القائمون على
مسرح الخان في القدس، بمبناه التاريخي المميز الذي يعود للقرن التاسع عشر، والذي بُني
على أنقاض نُزل يعود للعهد الصليبي، ولكنهم يتجنبون الإشارة إلى أنهم يحتلون
المبنى الفلسطيني.
يقع الخان، الذي
يُسمى فلسطينيا خان الحريري، قبالة محطة قدس شريف العثمانية، وارتبط بناؤه بتشغيل
خط سكة الحديد القدس-يافا، في نهاية القرن التاسع عشر.
وحسب الباحث بشير
بركات، فان: "البطريركية الأرثوذكسية أنشأت مبنى خان الحريري أسفل التلة
الواقعة شرقي المحطة بعد إنشائها، حيث كان المسافرون ينزلون فيه خاصة إذا وصلوا إلى
المدينة بعد إغلاق أبوابها عند الغروب. وسكنت فيه عائلة عبده الأرثوذكسية خلال
الاحتلال البريطاني".
بعد النكبة، أصبح
المبنى في المنطقة الحرام، بين القدس المقسمة، إلى شرقية وغربية، وبعد حرب حزيران
1967، استخدم قبوا للجعة ومنجرة، وفي عام 1972، رممته بلدية القدس الاحتلالية،
وحولته إلى مسرح الخان.
وحسب نشرة لبلدية
القدس الاحتلالية، فان تحويل خان الحريري إلى مركز للنشاطات المسرحية والثقافية، جاء
كجزء من حلم رئيسها الأسبق تيدي كوليك: "بان تمتلئ كل المباني القديمة في
القدس بمضامين ثقافية جديدة"، ولا تتطرق البلدية إلى أن ذلك يسلب هذه الأبنية
هويتها الثقافية العربية الفلسطينية. وفي بعض الروايات، يتم إسباغ ملامح بطولية
على أفعال كوليك، باعتباره من أنقذ مبنى الخان من الهدم، وتحويله إلى مركز ثقافي،
ولكن ليس لأصحابه الفلسطينيين وإنما لمجتمع المحتلين.
مبنى الخام مميز
وملفت، وتستخدم ساحته وحديقته الساحرة كمقهى للقاءات، وتُنظم فيه عروض مسرحية
دائمة، من المسرح العبري الحديث، إلى جانب مسرحيات أوروبية وأميركية، كلاسيكية
وحديثة.
تستغل إدارة المسرح،
الحيز المكاني للخان بأكمله، وهو مكون الآن من قاعتين أساسيتين، الكبيرة تتسع لـ
238 مقعدًا وفيها تُقام مُعظم العروض التي يُقدمها المسرح. أمّا القاعة الأخرى والتي
يُطلق عليها الخان الصغير فتتسع لـ 70 مقعدًا تقريبًا وتقام فيها نشاطات وعروض
ولقاءات بين الجمهور والممثلين.
ولا يقتصر النشاط في
خان الحريري المستلب من قبل بلدية القدس الاحتلالية، على تقديم العروض المسرحية،
ولكن يتم استغلاله أيضا لتنظيم ورش عمل مُخصصة للفتيان المُحبين للمسرح، وورش مسرح
تجريبية تجمع بين عرب ويهود وبرامج للجمهور الواسع: مُحاضرات، ولقاءات، وورش عمل، وأيام
دراسية، وأمسيات شعري ولقاءات مع الفنانين.
ويمكن أن يتذكر
المشاركون في هذه اللقاءات، بان المبنى الذي عُرف باسم خان الحريري، لاستخدامه في إحدى
الفترات كمعمل لصناعة الحرير، وعانى من الحروب في المدينة المقدسة، قد يكون آخر
موقع يمكن أن يشكل وجهة ثقافية.
إدارة مسرح الخان،
الذي يعمل كجمعية غير ربحية، تعتبره بمثابة: "لؤلؤة فريدة في المشهد الثقافي
في القدس، يهدف إلى تقريب الناس، كبارًا وصغارًا، من عالم المسرح وإثراء عالمهم
الثقافي".
مسرح الخان مسجل لدى
السلطات الاحتلالية، كمنظمة غير ربحية. تتألف هيئتها العامة ومجلس الإدارة من
مؤسسات احتلالية مثل مؤسسة القدس، وبلدية القدس، ووزارة التربية والتعليم والثقافة
والرياضة الإسرائيلية وقادة المجتمع الاحتلالي في القدس.
يتلقى المسرح الدعم
من وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ومجلس بلدية القدس، ومؤسسة القدس، إضافة
إلى ممولين ومؤسسات أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق