في متحف قلعة القدس
(يسميها العثمانيون والصليبيون (الفرنجة) واليهود قلعة داود أو برج داود)، تُعرض
صورة عن رسالة، أرسلها واحد من أبناء الجالية القرائية اليهودية بالقدس، خلال إحدى
فترات الحكم الإسلامي، إلى صهره المقيم في الفسطاط يحثه فيها على العودة إلى أسرته
في القدس جاء فيها:
"من المفضل أن
تأكل البصل في بيت المقدس، بدل الدجاج في مصر".
ذكرتني الرسالة بعددٍ
من الكُتّاب والمناضلين الفلسطينيين والعرب، الذين عادوا إلى الوطن بموجب اتفاقات
أوسلو، وأنجزوا ملفاتهم المالية، واطمئنوا على رواتبهم التي يتقاضوها من السلطة
الفلسطينية الممولة من الدول الامبريالية المانحة، والرجعية العربية، التي
اعتبروها حقا لهم، لانهم ناضلوا من اجل البلاد، وغادروا بسرعة، ليظهر منهم على
المحطات الفضائية يشتمون السلطة والامبريالية والرجعية، واتفاق أوسلو.
بالطبع، بالطبع،
أحترم خيارات الكُتّاب والناس في البقاء في الوطن، الذي كتبوا عنه، أو المغادرة،
وهم الذين سيأكلون أكثر من الدجاج سواء بقوا هنا ينعمون بحظوة أو غادروا هناك،
يمتهنون الكلام الذي ليس عليه جمرك.
ولكن المزعج هذا الكم
الكبير من المزايدات، والتي تُعبر عن محاولات لحجب التقصير اتجاه الوطن الذي ضاع
في الحقيقة. ومن يتصفح بعض ما تلفظه الأقلام العربية هذه الأيام، يشعر بالحزن، لزج
اسم فلسطين، في معارك وهمية، وتصفية حسابات قد تكون فردية، واغتيال الشخصية
المعنوية لبعض الكُتّاب.
لقد خبرت أجيال عربية
متتالية كيف استخدم اسم فلسطين، في الانقلابات العسكرية، والانتخابات البلدية
والنيابية، وقمع النَّاس، وعدم تعبيد الطرق وإيصال الماء والكهرباء لهم..الخ.
رجاءً بلاش فلسطين
هذه المرة، ففلسطين نفسها تفتتت وتخربطت..!
طوبي للمتصالحين مع
أنفسهم، وهم قلة، الذين فضلوا بصل القدس، على دجاج البلاد المأجورة..!
**
الصورة: عجوز
فلسطينية تقود زوجها المسن الى الصلاة في المسجد الأقصى (24-6-2016)+ صورة عن
الرسالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق