أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 15 يونيو 2016

شمشون الصَرْعاوي..!





لم يحتاج أعضاء الكيبوتس للكثير، ليبدأوا فصلاً جديدا، في حياة صَرْعة المديدة..!
كان قرار بن غوريون حاسمًا، باحتلال صَرْعة وجاراتها، للوصول إلى القُدْس. قُصفت القرية، غادر النَّاس، إلى محطة القطار في عرتوف، جاء مهجرون من قرى أخرى. في النهار يعودون إلى أراضيهم، فالحصيدة تنتظرهم، صاموا في المخيم المؤقت في وادي الصرار. فجّرت العصابات الصهيونية منازل القرية، رحل النَّاس إلى زكريا وغيرها، وسكنوا تحت الأشجار في المغر.
أطلق المحتلون الجدد على كيبوتسهم (تسورعة) اسم صَرْعة القديم، أسسوه بعيدًا عن المنازل المهدمة التي ستُغطى بالأشجار، وتصبح لاحقًا متنزها يخلب الألباب. حولوا منزل المختار أبو لطيفة على التلة المجاورة إلى مطعم للكيبوتس، ومقام النبي الصامت أصبح مقام شمشون الجبّار الذي ولد في القرية بايعاز مباشر من الرب ليقاتل الفلسطينيين، ووالده المبجل منوح، ومقام الشيخ غريب، حولوه إلى مقام الأخ دان، نعم دان بن يعقوب. الذي أصبح أكثر أماكن الحج شعبية الآن بالنسبة للإسرائيليين، الذين استولوا على مزيد من قبور أولياء التراث الإسلامي، لأبناء يعقوب من تلال القدس حتى الساحل. أكملوا احتلال الجغرافية الإسلامية، التي بُنيت، على أنقاض البيزنطية، في القرن السابع الميلادي، واستولوا على بانثيون الأولياء المسلمين. لم يحتاجوا للكثير،ى استولوا على الإرث الديني، والاسم، والأرض، جميعها مغانم حرب..!
في الواقع لم يحتاجوا إلا لأصابع ديناميت، وقذائف مورتر، وتقهقر الجيش المصري، ومسلحو القرية، ولم يكن لديهم وقتا، ليسألوا عن من عاش قبلهم في المكان.

بعد 68 عاما، سيسأل أعضاء شبان في الكيبوتس، أجدادهم، ويجمعوا شهادتهم، ويلتقون عددًا من أهالي صَرْعة المشردين، ليوثقوا، فالكيبوتس، لديه ارشيف، وهو من الرسوخ الآن، ليضم إليه شهادات الضحايا..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق