قرأت مؤخرا، لزميلين على الأقل، استهجانهما،
واستنكارهما، إسباغ البعض على أنفسهم صفات مثل: الكاتب فلان، أو الشاعر فلان.
وأثار الاعتراض استغرابي، فالإنسان عادة يقدم نفسه،
للآخرين، أو يقدمه الآخرون للآخرين، بصفته المهنية. واعتقد بان كل فرد يستطيع ان
يسبغ على عمله أو مهنته، على تنوع الأعمال والمهن، معنى خاص به، وهو ما يوصف
بالبصمة.
الكتابة، هي بشكل أو بأخر حِرفة، قديما قيل: أدركته حِرفة
الأدب، ومثل كل حِرفة، يجب أن تؤخذ بالجدية المطلوبة، أنا شخصيا لا يروق لي
الكُتاب الهواة، الذين تكون الكتابة لديهم شأنا ثانويا.
بماذا يصف الكاتب نفسه؟ غير انه كاتب..!
في يومٍ من الأيّام في المراحل الطالبية، شاركت متضامنا،
متحمسا، في اعتصامات وإضرابات عمالية ولكنني لا أذكر، نشاطات نقابية للكُتاب، وإنما
أتذكر حشودًا حزبية وكولسات في غرفٍ معتمة.
لا أعتقد باننا بحاجة لاتحادات وروابط حزبية للكُتّاب،
أو ذات طابع برستيجي، تكون فيها المسؤولية في إدارة الاتحاد مثار تهنئة، ومزيد من نفاق
العلاقات العامة، وارتباط بالسلطات والأحزاب الحاكمة، وإنما نقابات للكُتّاب تدافع
عن حقوقهم، تراقب عقود النشر، وتُحصّل نسب من المبيعات لصالح صناديق التقاعد والتأمين
الصحي، والاجتماعي للكُتّاب.
أصدقائي من الأطباء، والزبّالين، والأكاديميين، وضعهم
النقابي أفضل بما لا يقاس مقارنة بالكُتّاب، لديهم نقابات تدافع عن حقوقهم، أمّا الكتّاب
فلا بواكي لهم، إلّا بواقي الزعيق الانتخابي..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق