أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

إرهاب واغتصاب بدون كباب..!


إذا ما قررت عُصّبة مِنْ الأنذال، انه يحق لها تغيير صفتهم مِنْ مدانين جنائيين، مِنْ قبل محاكم العدوّ غير العادلة، إلى مجاهدين في سبيل الوطن، والدين، والأمتين العربية والإسلامية، والإخاء الإسلامي-المسيحي، فعلينا نحن جماهير الشعب العامل (ج.ش.ع) تفهم ذلك، وتقديم ما يمكن اُن يُقدم، لاحتضان أبناء عادوا، بعد السجن، والبهدلة، إلى موقعهم الطبيعي حضن (ج.ش.ع) الدافيء.

فكيف لا يمكن أن نسعد بأبنائنا، حتى لو اختاروا طريقًا جهاديًا، لا يرى الكثير من (ج.ش.ع)، مؤاتيا، ولكنهم أضحوا مجاهدين، إن لم يكن بإرادتنا، فرغم انوفنا، والأخيرة تعني، بإقرار رسمي من دولة الاحتلال، التي أعلنت أن ضحيتهم صاحبة الحظ السعيد، هي ضحية عمل ارهابي، وعلينا نحن (ج.ش.ع)، ان نقدر مفعول الوصف السحري (ضحية) لدى العدوّ، الذي ليس لدى (ج.ش.ع) الخاص بهم، منزلة تعادل منزلة الاستحواذ على موقع الضحية في كل آن ومكان، ونتفهم انهم لا يرون ضحايا، إلّا هم، حتى لوّ كانوا من قبائل الزولو البعيدة، ولوّ اضطلع صحافي منهم، مُتَأفرق، للتحقيق لوجد ان قتلى الزولو، في جنوب أفريقيا، إن لم يكن كلهم، فمعظمهم على الأقل مِنْ اليهود، أو تجري في عروقهم السوداء، دماء يهودية حمراء غامقة ومميزة، وانهم، بدون شك، ضحايا، العالم الكاره للسامية.

دولة الاحتلال، أقرت، خلال هبة أكتوبر، ويا لدواعي الصدف، ان فتاة إسرائيلية، تعرضت لاغتصاب من عُصّبة أنذال فلسطينية، عام 2006، هي في الواقع، وبعد التحميص، والتفحيص، والتفحيط، ضحية عمل إرهابي.

اعتبر القرار سابقة من وزارة الحرب الإسرائيلية، وهذا ما أسعد الفتاة التي كان عمرها 14 عاما لدى الاعتداء عليها، ويحق لها بموجب اعتبار ما تعرضت له عملا عدائيا، على تعويض مالي من دولة إسرائيل القوية التي لديها حس العدالة النادر الذي يُمَكنّها من التفريق اذا كان الاعتداء جنسيا، أو إرهابيا.

وسائل الإعلام الاسرائيلية، التي تمتاز على مثيلاتها الفلسطينية، بخاصية التتبع، والتذكير، ذكّرت قرائها من (ج.ش.ع) الاسرائيلي، بان صاحبة السابقة القضائية، أو السياسية، أو الدفاعية، المحظوظة، عندما كانت في عمر تفتح الورود، كانت تسير، مثلما النّاس يسيرون، على أحد أرصفة مدينة القدس، ولكنه حدث لها ما لا يحدث للنّاس، ففجأة اقتربت منها عُصّبة الأشرار من الشبان الفلسطينيين، وتصادف ذلك، مع وجودها وحيدة، في محطة الباصات، الأشرار امتازوا عنها بركوبهم دراجات هوائية، وخلال سيرها، لمسوها، ما بدا أولا مزاحا أخويا، وشدوا بلوزتها، ولكن المزاح لم يكن مزاحا، ضربوها، دفعوها إلى قارعة الطريق، ورموها على الأرض واعتدوا عليها جنسيًا، على القارعة.

ولكن هيهات، ان ينجحوا، في إكمال المهمة الجهادية، التي لسوء حظهم لم تتبناها أي من فصائل العمل الوطني والإسلامي، فالفتاة، تمكنت منهم رغم الاعتداء عليها جنسيا، دفعتهم من فوقها، كلبؤة هصورة، وهربت كغزالة مجروحة. وتسببت في إلقاء الشرطة، القبض على الأشرار.

علينا ان نتفهم التناقض، والغموض الذي يكتنف طبيعة الاعتداء، والهروب الاسطوري لفتاة يهودية من فتية فلسطينيين، وتفسيره بالرقابة العسكرية التي لا تسمح بنشر جميع التفاصيل في زمن الحرب، ويمكن على من يعيش منا، وأمنيته معرفة الحكاية كاملة، الانتظار 30 عاما حتى تفرج دولة العدو عن ارشيفيها.

وما حدث بعد ذلك، انه، كما ذكر موقع المصدر الاسرائيلي: "بعد تحقيق مُعمق استمر لعدة أشهر وتضمن جمع إفادات وفحص مواد خاصة بالتحقيق واستشارة جهات مُختلفة؛ في جهاز تنفيذ القانون، قررت وزارة الدفاع الإسرائيلية، بسابقة من نوعها، بأن الفتاة التي تم الاعتداء عليها جنسيًا، سيُعترف بها كضحية عمل عدائي، وستحصل على تعويض مالي من خزينة الدولة".

يُعرّف قانون التعويضات في دولة العدو، الاعتداء العدائي أو الإرهابي كـ "كاعتداء ناتج عن عنف، يهدف بشكل أساسي إلى المس بإنسان ما بسبب انتمائه القومي - الإثني، وتحديدًا أنه نابع من الصراع الإسرائيلي - العربي". وفقًا للقانون، الاعتراف بشخص على أنه ضحية اعتداء إرهابي يكون في حال تم قبول "الأسباب التي فيها أساس معقول بأن ما حدث هو اعتداء إرهابي".

وهل هناك اكثر من سبب معقول أكثر من إقدام أنذال عرب اقحاح على المس، بسندريلا يهودية بريئة..!

لوّ كانوا الأنذال اسيويين، أو اوربيين، أو هنود حمر، أو غير حمر، لاختلف الأمر بالتأكيد..! ولتم وصفه مثلا، لقاء غير مستحب، او لقاء فرضته النوازع الفيسيولوجية، بين فتية أغرار، وسندريلا بريئة..!

**
الصورة من موقع المصدر الإسرائيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق